لقد تمادى النظام السوري في وحشيته وإجرامه، وكشف عن وجهه الحقيقي الذي كان يغطيه ولا زال بالكذب والدجل، وأصر وقبل أن يدخل شهر رمضان المبارك على أن يواصل مجازره البشعة التي يرتكبها بحق الشعب السوري الأعزل، هذا الشعب الأبي الذي نزع الله الخوف من قلبه، وطهره تطهيراً، وافرغ عليه صبراً، بعد أن كان من المستحيل أن ترى شخصاً يقول لا، ولا ترى إلا الذين يسبحون بحمد النظام وحمده، فتغيرت المعادلة وثار هذا الشعب على هذا الطاغية وكلما ازداد إجرام الطاغية ازدادت أعداد المنضمين إلى حركة الشعب الماض نحو تحقيق مطلبه بإسقاط هذا النظام المجرم، بعد أن اسقط الله الخوف عنه، وما كاد ينقضي شهر رمضان إلا واظهر الشعب السوري انه شعب بطل، وصامد، رغم ما عاناه الشعب من قتل وحرق وإبادة وسجن واعتداء على المساجد والأئمة في هذا الشهر الفضيل، وعلى كل المدن السورية، ورغم محاولة آلة القتل أن تخمد هذه الحركة المباركة، إلا أنها ازدادت اشتعالاً وتوهجاً. وجاء العيد ولم يفهم النظام المجرم – كعادته – أي حرمة لهذا اليوم، وأي قدسية لهذه المناسبة، وأصر على مواصلة مجازره الوحشية، فدخل عليهم المقابر وهم يزورون من فقدوه من شهداء في الأشهر الماضية، وأردوا العشرات منهم فوق أضرحة الشهداء السابقين، فجاء العيد كسابقه وازداد القتل وسفك الدماء، ولكن الشعب السوري كان قد تغير في هذا العيد، فلم يعد يكتفي بأيام الجمع ليخرج، وإنما خرج أيام العيد جميعها يحاول أن يجهد آلة القتل ويعجل بسقوط هذا المجرم وأعوانه، وتحولت أيام هذا الشعب إلى إرادة وإصرار إلا أن يسقط فرعونهم، بإذن الله. وكانت هدية الله لهذا الشعب الصامد في يوم عيده، أن أعلن المحامي العام لمدينة حماة "عدنان بكور" تقديم استقالته من منصبه، بعد أن فاض الأمر به مما رآه من مجازر ارتكبت داخل السجون، فكانت قاصمة الظهر وتأكيداً لعدم إنسانية هؤلاء الوحوش عندما بيّن المحامي أنه تم تصفية اثنان وسبعون معتقلاً داخل سجن حماة المركزي، وهذا لا شك غيض من فيض، مارسه هذا النظام القذر بحق السجناء والطلقاء على مدى أربعين سنة، ليزيد هذا من تسليط الضوء على إجرام هذا النظام، وتفنيد أكاذيبه التي يحتج بها، بعد أن دأب طيلة شهور الثورة الستة على التضليل والكذب، بل سنكون أكثر صدقاً فهذا ديدنه منذ أول يوم استلم به الراحل حافظ حكم سوريا، بعد صفقة عقدها مع الصهاينة وباعهم الجولان، ليتحول من وزير دفاع إلى رئيس جمهورية، في الوقت الذي كان إعلامهم الكاذب يدعي وجود عداوة بينهم وبين الصهاينة، والواقع كان يؤكد انه حراس حدود فقط، وهذا ما كشفت عنه الثورة السورية بأن هذا النظام نظام صمود وممانعة ضد شعبه فقط!! الشعب السوري ما عاد يأبه لعيده، وما عاد يهتم بأن يشتري لأطفاله لعبهم، وكسوتهم، فاغلبهم قد مثلت به آلة قتل المجرم بشار، ونكلت بآبائهم وإخوتهم، ولا هم له إلا أن ينهي هذه الحقبة من الغدر والخيانة، والبطش، فخرجت نسائه وأطفاله وقد لبسوا أكفاناً جديدة، قبل شبابه ورجاله ليعلنوها جمعة " موت ولا مذلة" حتى يمنّ الله عليهم بالنصر، ويندحر الطغاة كما اندحروا في تونس ومصر وليبيا، ويباءوا بالإثم والجريمة. فسلام عليكم يا شعب سوريا البطل يوم ولدتم سلام عليكم يوم تموتون وسلام عليكم يوم تبعثون، وسلام عليكم يوم اصطفاكم الله وطهركم وفضلكم على شعوب العالمين، والعاقبة للمتقين.