ما كاد أردوغان يعيد تحسين صورته، التي شوها سكوته عن الجرائم التي يرتكبها النظام السوري المجرم بحق أبناء شعب سوريا البطل، ويعلن أنه لن يسكت عن المجازر ولن يسمح بحدوث مجازر كما جرى في مدينة حماة في القرن الماضي، داعياً المجرم الأسد إلى الإصغاء إلى مطالب شعبه الطامح إلى الحرية، وقائلاً بأنه بالرغم من إلغاء حالة الطوارئ فإن الأسد لم يتخذ الخطوات الجادة لتحقيق ذلك حتى الآن، وهذا ما دفع أهالي بانياس إلى أن يرفعوا لافتات تحيى موقف أردوغان الشجاع مما يجري من مجازر بحق السوريين. إلا أن محاولة اغتيال أردوغان يوم الأربعاء الرابع من شهر أيار وذلك بعد يومين من تهديده للنظام السوري وقيام السلطات التركية بطرد السفير السوري في أنقرة على خلفية محاولة الاغتيال وذلك كما نقلته صحيفة "سيدار" التركية، مؤكدة أن السلطات اتخذت هذا القرار أيضاً اعتراضاً عما يلاقيه الشعب السوري من قمع وقتل على يد قوات الجيش منذ منتصف شهر آذار الماضي بعد موجة احتجاجات عنيفة ضد نظام الأسد الابن؛ واتهام النظام السوري للسلطات التركية بالتدخل في الشأن الداخلي السوري بُعيد جمعة التحدي، جميعها جعلت أردوغان يصمت، بعد تعرضه لمحاولة اغتيال من قبل النظام السوري والذي كان يقيم علاقات وطيدة معه طوال حكم الأسد الابن، مما يؤكد أن هذا النظام المجرم لا يتورع عن التخلص من أي شخص يعمل على الوقوف أمام إجرامه. فيا أيها "الطيب أردوغان" دمك ليس أغلى من الدم السوري الذي يراق في كل شبر على الأرض السورية وهو ليس أرخص من الدماء المصرية والتونسية، فإن كنت صرخت بأنك لن تسكت عن المجازر التي ترتكب في المدن السورية فلماذا سكت بعد أن أرسل لك أصدقائك بالأمس رسالة تهديد بأنهم على استعداد لإخماد صوتك!؟ ولماذا خذلت الشعب السوري بعد أكدت له أنك ستكون مناصراً له!؟ ثق أيها "الطيب أردوغان" بأن الشعب السوري لن يرحم من شارك في سفك دم أبنائه، ولن يسكت عن المجرمين المدافعين عن هذا النظام القاتل، ولن يسامح شخصاً كان بإمكانه أن يفعل شيئاً لوقف نزيف دمائه، ولكن لم يفعل..!؟ الشعب السوري الذي أثبت إجرام هذا النظام للعالم أجمع، وفند مزاعمه في ادعاء الممانعة والمقاومة؛ ماضٍ نحو تحقيق هدفه وإن تخلى عنه الجميع، وإن اعتقل منه عشرة آلاف متظاهر ووجهت لهم تهم الإخلال بهيبة الدولة، والسجن لمدة ثلاثة سنوات؛ بالرغم من زعم الحكومة المجرمة أنها سمحت بالتظاهر السلمي، وإن وجهت رصاصات الغدر إلى صدره، وان ديس بالدبابات، وإن قتلت نسائه، واعتقل أطفاله وشيوخه، فإنه لن يتراجع عن سلمية مظاهراته حتى يحقق حلمه بالحرية. الشعب السوري كشف للعالم أكاذيب النظام الرسمي السوري، والذي وجه تهمة الاندساس لكل المدن السورية التي انتفضت لنصرة إخوتها، وملاحقتهم بحجة أنهم جماعات مسلحة، ومنع بعثة للأمم المتحدة الإنسانية من دخول مدينة درعا لكي لا تكتشف مجازره التي ارتكبها بحق أبناء هذه المدينة البطلة. بل وأصبح الإعلام السوري الرسمي مضحكة للكل ومدعاة للسخرية، وكثيراً ما هُزئوا على القنوات الفضائية، وهم مستمرون في إضحاك العالم عليهم بدون أي خجل أو حياء، ومن هذه الأمثلة ما جاء في مقابلة مع الإعلامي السوري "مأمون شحادة" مع قناة العربية في نشرة الساعة العاشرة صباح يوم الاثنين التاسع من أيار حيث هاجم مذيعة القناة بقوله عيب عليكم فيما تقومون بنقله لان الأمور هادئة في المدن السورية ولا يوجد فيها أي قلاقل وخصوصاً مدينة درعا، فأجابته المذيعة عيب علينا ولا حتى مدينة درعا وخرس الإعلامي السوري ولم ينبس بأية كلمة، وعلقت المذيعة في نهاية الحوار بأنها تشكر الإعلامي الشريف مأمون شحادة متمنية أن يعود إليهم في نشره لاحقة. وفي كل مدينة يدخلها هذا النظام الوحشي يزعم أنه يدخلها بمناشدة من أبناء المدينة المطالبين بأن يتدخل الجيش والأمن لتحريرهم من الجماعات الإرهابية، ولكن بيان أهالي مدينة "انخل" المحاصرة بالدبابات شأنها شأن بقية المدن الأخرى المحاصرة، فند هذه الكذبة من جديد.. إذ جاء في بيان أذاعه أهالي وشيوخ مدينة "انخل" يوم الأحد الثامن من شهر أيار: نعلن نحن أهالي وشيوخ وعشائر مدينة "انخل" أكاذيب قناة "الدنيا" التابعة للنظام الرسمي السوري من أن أهالي "انخل" هم من دعا قوات الجيش والأمن إلى دخول المدينة، مؤكدين: أنه لا يوجد في مدينتنا أي إرهابيين أو مندسين، وأن الشعب في مدينة "انخل" متماسك ومترابط ومتحد ويرفض أي تدخل من قبل قوات الجيش والأمن في مدينتهم. ولذا فإنني أوجه ندائي إلى إخوتي في سوريا البطولة والمجد بأن يتوكلوا على الله وحده، ويتجهزوا لجمعة الحشد جميعا وليكن لسان حالهم ناطقاً بقوله تعالى: " حسبنا الله ونعم الوكيل" ولا يرفعوا أي لافتة لأحد من هذه الأنظمة المتخاذلة، مهما فعلت ومهما قامت به بعد اليوم، وليصبروا وليصروا على سلمية ثورتهم، فإن هذا النظام يلفظ أنفاسه وهو بالرمق الأخير بإذن الله، ولا نقول إلا اللهم إن إخوتنا في الشام مغلوبون فانتصر لهم.