تقديم : كيف تحدث كل هذه الفوضى في الطبيعة من أجل برغوث سقط في قدر ، و من أجل قملة لطمت خدها ، كيف يصير لهذا البرغوث كل هذه الكفاءة ، إنها حكاية الحمق الذي يستبد بالجميع في زمن ليس فيه ضوابط العقلانية . الحكاية كان حتى كان ، فيما مضى من الزمان ، حتى كان الحبق و السوسان في حجر النبي العدنان عليه الصلاة و السلام .. الحكاية السادسة بريغثان سيد الرجال يحكى أن قملة كانت متزوجة ببرغوث، و في يوم من الأيام كانت تعد الطعام و أرادت أن تخرج من البيت لقضاء بعض شؤونها، فخافت أن يحترق الحساء الذي تعده، فطلبت من زوجها البرغوث أن ينظر في القدر و أن يحرك الحساء بالملعقة حتى لا يحترق، وليتها ما طلبت منه ذلك لأنه عندما أراد أن يطل على القدر فقد توازنه سقط فيه و لم يظهر له أثر. و عندما عادت القملة لم تجد زوجها البرغوث، وبحثت عنه في كل مكان بدون جدوى ، فعلمت أنه سقط في القدر فندمت أشد الندم على كونها قد طلبت منه النظر فيه و مراقبة الحساء ، وحزنت حزنا شديدا، و خرجت إلى باب بيتها ، و بدأت تندب خديها، و كانت شجرة التين مقابلة لبيتها فلما رأتها تفعل ذلك عجبت من أمرها غاية العجب وٌقالت لها : لم تندبين خدك أيتها القملة ، اخبريني بما وقع لك و حل بك؟ فردت عليها: حق لي أن أحزن و أندب خدي، لأن السيد برغوث، العظيم في الرجال و الذي ليس له مثيل فيهم، سقط في القدر و لم يظهر له أثر . قالت شجرة التين و هي في بالغ التأثر لما وقع للقملة: حتى أنا سوف أنزع كل أوراقي . وحركت أغصانها بقوة شديدة حتى نزعت عنها كل أوراقها . فمر بها اللقلق و رآها على هذا الحال ، فقال لها: مالك يا شجرة قد نزعت كل أوراقك ؟ فقالت له: حق لي أن أنزع الأوراق، و القملة قد خدشت الأحداق ، و السيد برغوث العظيم في الرجال ، سقط في القدر و لم يظهر له أثر. قال لها: حتى أنا سأنزع كل ريشي. و نزع الريش عن جناحيه و عن كل جسده ، و بقي عاريا، وحلق حتى نزل فرب بركة الماء حيث اعتاد أن يشرب ، فلما رأته البركة بدون ريش عجبت من أمره ، و قالت له: مالك يا لقلق عاريا من ريشك على غير عادتك؟ فرد عليها: حق لي أن أصير بدون ريش ، و الكرمة نزعت الأوراق ، والقملة خدشت الأحداق ، والبرغوث العظيم في الرجال سقط في القدر و لم يظهر له اثر. فقالت البركة و هي في غاية الأسى لما حصل لصديقها اللقلق : حتى أنا سأجفف مائي و لن أبقي على أية قطرة. و جففت آخر قطرة فيها . و عندما أتى الراعي ليورد بهائمه من ماء البركة ، وجدها جافة ليس فيها قطرة ماء ، فاندهش غاية الاندهاش و سألها: ما الذي حصل ؟ لماذا جفت مياهك أيتها البركة ؟ قالت له : حق لي أن أجفف مائي ، و أبقى من دون ماء لأن اللقلق بقي بدون ريش ، والكرمة بدون أوراق ، والقملة خدشت الأحداق والسيد البرغوث العظيم في الرجال سقط في القدر و لم يظهر له اثر، فقال لها متأثرا: حتى أنا سوف أكسر قوائم بهائمي. فقام و كسر قوائم البهائم بشكل كامل ، و عندما جاءت بنت مالك الماشية حاملة اللبن و الكسكس للراعي رأت ما حل ببهائمها فقالت له غاضبة : ما الذي أصابك يا راعينا حتى كسرت أرجل ماشيتنا . فأجابها قائلا: حق لي أن اكسر أرجل كل المواشي ، و البركة جففت مائها و بقيت من دون ماء، و اللقلق بقي بدون ريش ، والكرمة بقيت بدون أوراق ، والقملة خدشت الأحداق، و السيد برغوث العظيم في الرجال سقط في القدر و لم يظهر له اثر. فقالت له: حتى أنا سأخرق القدر الذي أتيت لك به الطعام فوق راسي . و كسرت الإناء فوق رأسها و عندما عادت عند أمها،قالت لها: لماذا كسرت يا بنتي الإناء على رأسك؟ قالت لها: حق لي أن اكسر الإناء على رأسي وراعينا كسر أرجل المواشي، و البركة جففت مائها و بقيت من دون ماء ،و اللقلق بقي من دون ريش ، والكرمة من دون أوراق ، والقملة خدشت الأحداق ، والبرغوث العظيم في الرجال سقط في القدر و لم يظهر له اثر . قالت الأم و هي متأثرة بالغ الأثر : حتى أنا سأحرق البيت . و قامت بإحراق البيت عن آخره و لم تترك به شيئا ، كل هذا بسبب سقوط بريغثان سيد الرجال في القدر. سيلي يا حكايتي من واد إلى واد و أنا أبقى مع الناس الأجواد المصدر : الدكتور محمد فخرالدين كتاب موسوعة الحكاية الشعبية الحكاية 6 انتظروا غدا حكاية أخرى رمان الحدأة