تقديم: ماذا لو عثر الإنسان على قنديل سحري يحقق له كل رغباته وكل حاجاته ، بأيتها سيبدأ ؟ الحكاية أصلا فضاء مفتوح على الحلم و الاستيهامات و تحقيق لكل الرغبات فردية كانت أم جماعية مهما شطت في الخيال . و ماذا بعد أن حقق له القنديل كل ما طلب و امتلك كل الرغبات ، ربما يطلب الإنسان في النهاية من عفريت القنديل أن يعيد له حياته كما كانت طلبا للمزيد من المعنى . الحكاية كان حتى كان ، فيما مضى من الزمان ، حتى كان الحبق و السوسان في حجر النبي العدنان عليه الصلاة و السلام .. كان هناك ولد فقير و يتيم ليس عنده لا أب و لا أم . في يوم من الأيام التقى عجوزا كبيرة. فحكى لها عن حاله و عن حاجته إلى مكان يأوي إليه . فاشترطت عليه مقابل ذلك أن يعتني بحديقتها ، ويجلب لها الحطب من الغابة كل يوم. فقال له الولد: نعم أوافق على ذلك. فأصبح كل نهار يجلب الحطب من الغابة و يعتني بحديقتها .. و بعض أن أمضى مدة كبيرة سألته في يوم من الأيام أن ينزل إلى بئر مهجور لكي يأتي لها بقنديل قديم موجود هناك. و كان ذلك القنديل سحريا إذا دعكه الإنسان ، يخرج منه عفريت يحقق جميع الرغبات.. و عندما أنزلته العجوز إلى البئر ووجد القنديل ، طلبت منه أن يعطيها إياه ، لكن الولد فطن إلى حيلتها فرفض أن يعطيه لها ، ودعك القنديل فخرج منه دخان سرعان ما تحول إلى عفريت، و قال له: شبيك لبيك، ما تريده آتي لك به. قال له: أريد أن تأتيني بمال كثير ، و تبني لي قصرا فخما ، و أريد أن أتزوج بنت الحاكم . فأخذه إلى قصرها وتزوجها دون إذن أبيها . فعلم أبوها بالأمر ، فأرسل الحراس فقبضوا عليه ، وأرادوا قتله ، فدعك القنديل فجاء عنده عفريت القنديل وأخذه و هرب به و نجاه من موت محقق . سيلي يا حكايتي من واد إلى واد و أنا أبقى مع الناس الأجواد المصدر : الدكتور محمد فخرالدين كتاب موسوعة الحكاية الشعبية الحكاية 79. انتظروا غذا حكاية أخرى عن النازل و الصاعد