حمل الملف المطلبي لأزيد من 400 قيم ديني بين أئمة ومؤذن بمساجد مدينة مراكش، مطالب اجتماعية ومهنية تهم أساسا، إخضاعهم للسلم الإداري في التوظيف مع مراعاة معادلة شهادة التزكية بشهادة الباكلوريا، الترقية حسب شهادة القيم الديني، الإستفادة من التغطية الصحية بالنسبة لجميع القيميين دون استثناء، التعويض عن الأبناء والحق في العطل والتقاعد، وإعادة النظر في المعاش للذين طالهم العجز عن العمل. ومن بين المطالب أيضا – حسب شكاية المعنيين بالأمر توصلت " أخبار بلادي" بنسخة منها حق تعيين أبناء القيمين في الوظائف الدينية وإيقاف زحف باقي الوزارات نحو هذه الوظائف ، وتغيير سياسة الأوقاف في مجال تسيير المساجد والقائمين عليها، مع إعادة النظر في الطريقة المتبعة في تعيين القيمين الدينيين، إلى جانب ذلك رفع وصاية الجمعيات والوداديات على القيمين الدينيين ، وإرجاع كافة الأئمة المفصولين، الذين لم يثبت في حقهم ما يبرر فصلهم من مهامهم ، وكذا تفعيل دور مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية، وتسليم النسخ الأصلية من التزكيات لأئمة على غرار غيرهم في جميع مندوبيات وزارة الشؤون الإسلامية بربوع المملكة، وعدم تقييدها بمسجد معين ، مع تمكين القيم الديني من اجتياز مباراة التزكية بدون اشتراط المسجد. وتمكينه من السكن التابع للمسجد الذي يستغله أشخاص غرباء. وسلطت الشكاية نفسها، الضوء على الكتاتيب القرآنية، حيث طالب المعنيون بالأمر بتفعيلها ، وأحقية الإمام في ممارسة التدريس مع تجهيز عدة فضاءات ، من خلال توفير مناخ لتشكيل خلايا علمية،خاصة في ما يتعلق بالتراث عامة والمذهب المالكي خاصة باعتباره المذهب الرسمي للبلاد. إضافة إلى تنظيم أيام ثقافية بتنسيق مع مندوبية الشؤون الإسلامية والمجلس العلمي، وتوفير ميزانية للأيام الدراسية والثقافية التي يعتزم القيمون الدينيون تنظيمها. هذا وقد استنكر القيمون الدينيون -في شكايتهم- استمرار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية نهج سياسة التجاهل اتجاه ملفهم المطلبي، وهو نفس الموقف الذي عبر عنه مندوب الوزارة بالمدينة. وفي تصريح ل"أخبار بلادي" أكد لحسن بوتي مؤذن بمسجد باب غمات وأحد الموقعين على العريضة :" بأنهم في أربع مناسبات زاروا فيها مقر مندوبية وزارة الأوقاف، ولم يجدوا في استقبالهم سوى التجاهل والتنكر من طرف مندوب الوزارة لتضحياتهم، مع رفض إجراء أي حوار معهم من طرف الوزارة ". وفي اتصال ل"أخبار بلادي " بمندوب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بجهة مراكش، مولاي جعفر الكنسوسي ، أكد أن استقبل 30 قيما دينيا لأزيد من ثلاثة مرات بمقر المندوبية وفتح حوارا معهم، مؤكدا أنه رفع تقريرا للوزارة بالرباط تتضمن كل مطالبهم التي تعتبر مطالب وطنية، موضحا أن هذه المطالب فالوزارة بالمركز والحكومة هي من لها الصلاحية الكاملة للنظر فيها، لأنها تتعلق بمطلب الزيادات في الرواتب وأيضا النظر في المطالب الأخرى. مبرزا أن العديد من الأئمة والمؤذنين الذين وقعوا في العريضة ليس لهم علما بفحواها ومضمونها". وأفاد المندوب:" أنه لما رفع التقرير للوزارة، طالبت هذه الأخيرة أن يكون اتصال هؤلاء بالوزارة مباشرة ، كاشفا "أن هؤلاء القيمين الدينيين الذي استقبلتهم لثلاثة مرات لم يخرجوا من مكتبه إلا بعد أن رفعوا الدعاء الصالح لأمير المؤمنين وأيضا رفعوا الدعاء لي ولدي شهود على ذلك" مضيفا "أن بعضهم في قلوبهم مرض ومنهم مسيسون ، والمسجد ليس نقابة وليس حزبا سياسيا و يجب أن يبقى بعيدا عن الشطط، ويجب أن يبقى صوت الأئمة مرفوعا".