هو سحر جميل يشدك إلى مدينة مشرع بلقصيري، التي تتميز بهدوئها وحفاوتها بالضيوف الوافدين عليها، هذه المدينة التي أصبحت منذ 8 سنوات قبلة المبدعين والنقاد والإعلاميين للاحتفاء بالقصة القصيرة ومبدعيها عبر مهرجانها القصصي الذي أصبح تقليدا سنويا لدى"جمعية النجم الأحمر للتربية والثقافة والتنمية الاجتماعية" وقد حملت هذه الدورة اسم القاصة الراحلة "مليكة مستظرف"، وذلك أيام 20،21،22 ماي 2011 بفضاء قاعة دار الشباب القدس /مشرع بلقصيري. كانت الشمس قد غادرت ربوع مشرع بلقصيري والساعة تميل إلى حوالي الثامنة مساء، عندما صدحت الموسيقى بفضاء دار الشباب القدس، معلنة عن انطلاق حفل افتتاح "مهرجان مشرع بلقصيري الوطني الثامن للقصة القصيرة"، الذي نشط فقراته الأستاذ الرياحي بدي مرحبا بالمبدعين الذين تكبدوا مشاق السفر من مدن مختلفة للاحتفاء بالقصة القصيرة بمشرع بلقصيري، كما شكر الحاضرين الذين لبوا دعوة المساهمة في هذا المهرجان، ثم أعطى الكلمة للأستاذ عبد العزيز الربعي (رئيس الجمعية) الذي شكر المبدعين الذين قدموا إلى مشرع بلقصيري من أجل المشاركة في مهرجانها القصصي، كما رحب بكل من لبى دعوة الجمعية التي تحاول بإصرار تكريس ثقافة جادة والإجابة عن مختلف الأسئلة التي تدور حول القصة رغبة في خلق مجتمع ثقافي وحداثي. وقد تخللت فقرات حفل الافتتاح معزوفات موسيقية وموصولات غنائية من أداء الفنان رشيد الشناني وقراءات قصصية بمشاركة: أحمد بوزفور/الدارالبيضاء (التعب)، محمود الريماوي/الأردن (لقاء لم يتم)، إدريس الصغير/القنيطرة (طريق الأحلام)، عبد الحميد الغرباوي/ الدارالبيضاء (الذاكرة المتعبة)، حسن البقالي/تيفلت (pac-man)، سعيد منتسب/الدارالبيضاء (شمس، أحواض، افتراس)، عبد السلام الجباري/أصيلة (رغم ذلك أحاول أن أرقص)، واختتم حفل الافتتاح بتكريم الداعمين لفعاليات المهرجان. وبعد حفل الشاي نظم على شرف الضيوف، انطلقت ندوة "تجربة الإطارات القصصية بالمغرب: دواعي التأسيس، المسار والإكراهات" بمشاركة: مصطفى الجباري (مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب)، لحسن ايت ياسين (نادي الهامش القصصي بزاكورة)، متناولين تجربة كل إطار ومدى مساهمته في خدمة القصة القصيرة والتحديات والصعوبات المطروحة في غياب تشجيع الحكومة للإبداع، معتمدين على دعم بعض المهتمين بالشأن الثقافي وأصدقاء القصة الذين يسجلون حضورا جميلا في مختلف الملتقيات الأدبية، ومدى غياب التنسيق الزمني والموضوعاتي بين الإطارات القصصية وغياب المواكبة الإعلامية الورقية والالكترونية لهذه التظاهرات الأدبية. وعلى الساعة الحادية عشر والنصف من صبيحة يوم السبت كان عشاق القصة على موعد مع أمسية قصصية بمشاركة: سعيد بوكرامي/الدارالبيضاء (الحياة، الموت)، زهرة رميج/الدارالبيضاء (طائر البحر، الوحدة، النسيان)، المصطفى الكليتي/القنيطرة (إشاعة، سيرة الأعدقاء، مرض وراثي، ميلاد مدينة)، عبد الله المتقي/الفقيه بنصالح (ظلمات، تعسف، مطعم هالة)، محمد منير/الفقيه بنصالح (صيف بارد)، خليفة بابا هواري/مكناس (كيف تكتب نصا فاشلا، متلبس، منير بن بشير)، خديجة بوتني/الدارالبيضاء (الدائرة)، ادريس الواغيش/فاس (الثبان)، محمد صولة/سيدي سليمان (تماثل هندسي من تناغم غير متوقع، أحلام موتى فكيهن يراودهم سعف العادة، المسافة الفاصلة بين خطي تأثير القوتين)، نعيمة القضيوي الإدريسي/الدارالبيضاء (بين نارين، قبلة، جاذبية، قوس قزح، وقار)، مليكة بويطة/مشرع بلقصيري (الكاتب والشيطان)، بوشتي الماعزي/مكناس (الفوطة، شجرة الرمان). وبعد استراحة قصيرة أعلن الأستاذ سعيد منتسب عن انطلاق فعاليات الندوة التكريمية التي تمحورت حول موضوع: "التجربة القصصية للقاصة الراحلة مليكة مستظرف" بمشاركة: قاسم مرغاطا (الخروج من سابع زفزاف)، سعاد أمسكين (أوجه الاختلاف في الكتابة القصصية عند مليكة مستظرف)، محمود محبوب (غواية الحلم وشهوة الفضح في الكتابة القصصية لمليكة مستظرف)، سعاد كنون (تجليات الرفض في المجموعة القصصية ترونتسيس لمليكة مستظرف)، عبد الله المتقي (مليكة ستظل مع القصة حتى تزهر)، الحبيب الدايم ربي (مليكة مستظرف: الحياة بالكتابة ولها)، وبعد الاستماع للمداخلات المدرجة خلال هذه الندوة فتح باب الحوار والنقاش حول تجربة القاصة الراحلة "مليكة مستظرف" التي خطفها الموت مبكرا فكانت خسارة كبيرة للساحة الأدبية بالمغرب. وفي مساء اليوم نفسه، وعلى تمام الساعة الثامنة مساء انطلقت فعاليات الأمسية القصصية بموصولات غنائية من أداء الفنان رشيد الشناني الذي شد أنفاس الحاضرين بألحانه الهادئة، ثم أعطيت الكلمة للقصة القصيرة بمشاركة: ليلى الشافعي/الرباط (البا الطيب)، محمد كويندي/الدارالبيضاء (ظل يلازمني)، سعيد جومال/الدارالبيضاء (الرغيف المجنح)، جبران الكرناوي/برشيد (تراجيديا الغيس)، فاطمة الزهراء الرغيوي/تطوان (الشتا تاتا)، عبد الواحد كفيح/الفقيه بنصالح (علق القصة وغلق الباب)، إدريس الخالي/أكادير (صفحة)، محمد ايت حنا/الرباط (الحفر)، صخر المهيف/أصيلة (أيام الست الأخيرة من حياة سلفادور اليندي)، عبد الوهام سمكان/مراكش (النبي)، ربيعة عبد الكامل/الدارالبيضاء (عنڭ)، محمد لغويبي/وزان (الفصل الخامس من حلم)، غسان الحاضي/مشرع بلقصيري (école). وقد اختتم هذا اليوم بسهرة فنية بفضاء دار الفتاة على شرف ضيوف المهرجان بمشاركة: فرقة الهيت من مشرع بلقصيري وفرقة أحواش "تندرار" من سوق الأربعاء. وقد انطلقت فعاليات اليوم الثالث من المهرجان بورشات قصصية من تأطير الأساتذة: محمد منير، خليفة بابا هواري، فاطمة الزهراء المرابط، خديجة بوتني، محمد لغويبي، نعيمة القضيوي الإدريسي، وقد أفرزت هذه الورشات ست قصص قصيرة توالى على قراءتها التلاميذ المشاركين في هذه الورشة القصصية: رانيا الحرايشي (في الغابة)، أنور بوح (السرعة تقتل)، إدريس نبوي (أحلام ضائعة)، عبد القادر الحلولي (عذاب بدون ذنوب)، خولة بويطة (طفلة صغيرة)، أيوب قرورة (حلم طفل)، واختتمت هذه الورشات بالإعلان عن الفائزين بالمسابقة المحلية في القصة القصيرة، حيث فازت قصة "ذاكرة نسيان" ل أيوب كزارة بالجائزة الثانية والجائزة الثالثة فازت بها منال الطويل عن قصتها "حلم" في حين تم حجب الجائزة الأولى. وقد تخللت فعاليات "مهرجان مشرع بلقصيري الوطني الثامن للقصة القصيرة" دورة القاصة الراحلة مليكة مستظرف لقاء مفتوح مع تلاميذ إعدادية الأمير مولاي رشيد بمشاركة أحمد بوزفور ومحمود الريماوي مساء يوم الجمعة، إضافة إلى معرض جماعي تضمن إصدارات "دار التنوخي" ولوحات تشكيلية لفنانين من مشرع بلقصيري: الطيب أشعيب (تقنية الكولاج)، إدريس بوعادي (التجريد بالتقنية المزدوجة)، اليمني عبد الله (الصباغة الزيتية)، سعد الحاضي (التصوير الفوتوغرافي) وأعمال يدوية تقليدية من إنتاج تلاميذ إعدادية النويرات. واختتم "مهرجان مشرع بلقصيري الوطني الثامن للقصة القصيرة" الذي دام طيلة 3 أيام حافلة بالإبداع والنقاش والحوار الجاد بين مختلف المبدعين الذين شاركوا في دورة القاصة الراحلة "مليكة مستظرف"، بالإعلان عن المحتفى به خلال الدورة التاسعة القاص "عبد الحميد الغرباوي" وإصدار كتاب يضم المداخلات والشهادات المدرجة في ندوة: "التجربة القصصية للقاصة الراحلة مليكة مستظرف" لتظل القاصة الراحلة مليكة مستظرف في القلب والذاكرة.