المسافة والبعد الجغرافي لم يمنع مبدعي القصة والنقد والإعلام من شد الرحال نحو مدينة الحب والثقافة، زاكورة الجميلة بواحاتها ومآثرها التاريخية، للاحتفاء بالقصة القصيرة ومبدعها عبر " ملتقى أحمد بوزفور الوطني للقصة القصيرة" الذي أصبح تقليدا سنويا لدى" نادي الهامش القصصي" وذلك أيام 6،7،8 ماي 2011 بدار الثقافة وفضاء فندق السلام بزاكورة تحت شعار:"عشرة أعوام من الكتابة والإبداع: رسوخ في الذاكرة والمكان". كانت الساعة تشير إلى حوالي السادسة مساء عندما أعلن القاص لحسن ايت ياسين عن انطلاق حفل افتتاح الدورة العاشرة من "ملتقى أحمد بوزفور للقصة القصيرة بزاكورة"، مرحبا بكل المبدعين الذين تجشموا عناء السفر من مختلف أرجاء المغرب من أجل المشاركة في هذا العرس القصصي، ثم أعطى الكلمة للأستاذ محمد الحفيضي (رئيس نادي الهامش القصصي) الذي شكر المبدعين والنقاد والإعلاميين الذين لبوا دعوة هذا الملتقى مؤكدا على أن العزيمة ونكران الذات وإيجابية الداعمين واستجابة الأصدقاء والوعي المسؤول بأهمية الإبداع ودوره في إشاعة الجمال وتهذيب الذوق والسمو بالروح هي المكسب الحقيقي لنادي الهامش القصصي، وقد تخلل حفل الافتتاح الإعلان عن نتائج جائزة أحمد بوزفور للقصة القصيرة والتي فاز بها كل من القاصة نوال الغنم من تطوان عن مجموعتها "الجدار" وعمار يحيى من العراق عن مجموعته "أركض وسألحق بك "، ربى حاكمي من سوريا عن مجموعتها "مقاعد خلفية" وقدم القاص أحمد بوزفور بالمناسبة كلمة شكر فيها أبناء زاكورة على دعمهم لهذا الملتقى وانشغالهم بالهم الثقافي والأدبي، وكل الاقلام التي لبت دعوة نادي الهامش القصصي لانجاح فعاليات هذا الملتقى، ثم قدم جائزة تقديرية للقاص نوال الغنم الفائزة بالجائزة الأولى لأحمد بوزفور للقصة القصيرة، التي شكرت نادي الهامش القصصي على هذا الاحتفاء الجميل الذي يعد بمثابة دعم لتجربتها الإبداعية. واختتم حفل الافتتاح بشريط وثائقي حول تجربة نادي الهامش القصصي ومختلف الأنشطة التي احتضنتها الدورات السابقة من "ملتقى احمد بوزفور للقصة القصيرة". وعلى الساعة الحادية عشر من صبيحة يوم السبت انطلقت الجلسة النقدية التي تمحورت حول موضوع: "الإبداع: رسوخ في الذاكرة والمكان" حيث أعطى الأستاذ محمد زيان (مسير الجلسة) الكلمة للأساتذة النقاد: حميد ركاطة (الكتابة والهامش مواقف وتصورات قراءة في الكتابة والألم والاعتقال" مرثية رجل" للقاصة المغربية البتول المحجوب نموذجا)، محمد العياطي ( تيمة البحر في القصة القصيرة المغربية: مجموعة في القلب جرح للقاص محمد الحفيضي)،عبد الكريم الفزني (أبعاد ودلالة السخرية في عمل عبد العزيز الراشدي)، عبد العاطي الزياني(جوانب من اسئلة الكتابة القصصية هشام محمد العلوي في مجموعة لعبة الذباب)، جامع هرباط (طفولة ضفدع للقاص عبد العزيز الراشدي)، محمد بازي(علاقة ذاته بالمكان)، وبعد الإستماع إلى المداخلات فتح باب النقاش أمام الحاضرين من القصاصين والنقاد وكان النقاش والجدال مثيرين جدا وشكل ذلك إضافة نوعية للمداخلات السابقة الذكر. وفي مساء اليوم نفسه وعلى تمام الساعة السابعة كان عشاق القصة على موعد مع أمسية قصصية بفضاء دار الثقافة بحيث تناوب على القراءات القصصية كل من: أحمد بوزفور/الدارالبيضاء(ما جناه علي الشعر مداعبات قصصية للشعر)، محمد كويندي/ الدارالبيضاء(قرأت كفها)، سعيد منتسب/الدارالبيضاء (تعالي لأغمرك بالملائكة والشياطين)، نوال الغنم / تطوان (تفاح بطعم الحنظل)، حميد ركاطة/ خنيفرة (بين زهرة الياسمين وزهرة اللوتس)، محمد الشايب / مشرع بلقصيري(فاكهة الممشى)،ادريس الجرماطي/ورزازات(المكان)، محمد الحفيضي/زاكورة (رجل ايل للسقوط)، محمد ابو ناصر/الصويرة(ياسمين)، مليكة عسال/الدارالبيضاء (رؤوس في المختبر)، لحسن ايت ياسين/زاكورة(لوعة الخريف)، محمد زيتون/تطوان (الجماجم، وجه كوندليزا رايس)، فاتحة المودن/أكادير(أربع قبلات ورجل)، رفعت الكنياري/تطوان (اكل الزيت)، حميد كرعاني/زاكورة (دردشة، حب وشيح)، محمد العياطي/ زاكورة (في رحاب السوق)، ابراهيم السكوري/زاكورة (الحمار الخواف). وقد انطلقت فعاليات اليوم الثالث من الملتقى بجلسة شهادات حول تجارب بعض الإطارات القصصية بالمغرب بمشاركة الأساتذة: أحمد بوزفور(مجموعة البحث في القصة القصيرة بالدارالبيضاء)، عزيز الملوكي(جمعية الأعمال الإجتماعية بخنيفرة)، محمد الشايب (جمعية النجم الأحمر بمشرع بلقصيري)، لحسن ايت ياسين (نادي الهامش القصصي)، متناولين تجربة كل إطار ومدى مساهمته في خدمة القصة القصيرة والتحديات والصعوبات المطروحة في غياب تشجيع الحكومة للإبداع، معتمدين على دعم بعض المهتمين بالشأن الثقافي وأصدقاء القصة والنقد الذين يسجلون حضورا جميلا في مختلف الملتقيات الأدبية، وبعد الاستماع إلى تجربة الإطارات السابقة الذكر تفضل الحاضرين بطرح عدة أسئلة وأفكار شعبت النقاش وساهمت في إغناء الحديث عن الموضوع المطروح خلال هذه الجلسة، وإن كان الأستاذ عبد العاطي الزياني قد أعلن عن اختتام فعاليات هذا الملتقى فإن التواصل الإبداعي والثقافي سيظل قائما بين مختلف الأسماء المبدعة التي حاولت منذ وصولها الى مدينة زاكورة مد الجسور التواصل فيما بينها عبر نقاشات وحوارات جميلة وجلسات تعارفية، وستظل الدورة العاشرة من "ملتقى أحمد بوزفور للقصة القصيرة بزاكورة" ذكرى حاضرة في السجل الإبداعي والتاريخي للقصة القصيرة....