سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
افتتاح ملتقى أحمد بوزفور الوطني بزاكورة
عندما يتحول الهامش إلى مركز ثقافي احتفاء بالقاصة مليكة نجيب
قصاصون يقرؤون قصائد الشاعر منير بولعيش ترحما على روحه
زاكورة الساحرة: قصور زاهية وسط الكثبان منذ اللحظة الأولى لدخولك زاكورة، ستكتشف أنك أمام عالم بدوي يملك طعما ساحرا لا يضاهيه طعم آخر. زاكورة قصيدة روائية عائمة على بحر من الرمال، ومضخمة بالثمار والنخيل تحيط بها الطبيعة الجافة وقسوة المكان؛ ومع ذلك ما إن تدخل حتى تجد نفسك وسط أجواء الترحيب المستندة إلى طيبة وأصالة الصحراء والمجتمع البدوي؛ فالكرم والتنافس الحاد على استقبال الزوار واستضافتهم علامة لدى أهلها. عاصمة القصة القصيرة بالمغرب وإذا كانت زاكورة قد ارتضت لنفسها هذه الهامشية كخيار أنطولوجي، فإن نادي الهامش القصصي صنع منها عاصمة جديدة للقصة القصيرة بالمغرب انطلاقا من تظافر جهود عدة (عمالة الإقليم، المجلس البلدي، نيابة وزارة التربية الوطنية، دار الثقافة) لتصير خلال ثلاثة أيام واحة أدبية فنية لثلة من المبدعين والباحثين والنقاد الذين لم يخلفوا الموعد مع ملتقى أحمد بوزفور الوطني للقصة القصيرة، وهو يطفئ شمعته التاسعة. قادمين من مختلف ربوع المملكة، غير عابئين بحجم المسافات، ولا بصعوبة التضاريس، إيمانهم بالقصة القصيرة جعلهم يأتون حفاة للتبرك بالولي الصالح أحمد بوزفور. افتتاح بألوان الفراشات تأسيسا لحراك ثقافي مغاير ولعل حضور أحمد بوزفور إلى الافتتاح بقامته الشامخة وهو الشيخ الشاب في قوبنا، كان له وقعه الخاص على رمزية الملتقى، ليرقص المساء بعدها على فقرات حفل الافتتاح الرسمي على إيقاعات القاص لحسن آيت ياسين بفضاء قاعة الندوات بدار الثقافة، فكانت أخلاق ياسين، ونادي الهامش واضحة ومنسجمة مع روح المبادرة الجميلة التي نسجها الشركاء الداعمين للملتقى، الذين حولوا حلم زاكورة إلى واقع يتنفس حقيقة الاحتفاء بالطاقات الإبداعية للمركز كبديل جمالي لثقافة التهميش والإقصاء، لمد جسور إنسانية مع مختلف الأجيال المبدعة انطلاقا من الوفاء الذي يشيده أبناؤها، وهم ينحتون قصورهم الزاهية وسط الكثبان الرملية والواحات لتأسيس حراك مغاير لما هو سائد، مشيدا في نفس الوقت بهذه النسخة المتفردة التي تحتفي باسم خاص- مليكة نجيب- طبع مسار القصة القصيرة إنها الكاتبة التي -يضيف آيت ياسين- تعلمنا منها القيم الإنسانية، إنه احتفاء بالكتابة النسائية الجادة التي وسمت المشهد الثقافي. السيد العامل: بوزفور المفعم بالإحساس الإنساني ورحبت كلمة عامل إقليم زاكورة بالأدباء الذين لم تستهويهم سوى الكلمة الجريئة لتجعل من درعة مصدر إلهام لكل المبدعات والمبدعين الذين حجوا من مختلف ربوع المملكة كما كانت قديما باعتبارها موطن السكينة والهدوء والتأمل، مسجلا أهمية الثقافة باعتبارها جزءا من التنمية الشاملة والمستديمة التي لا يمكن إلا أن تحتل المكانة المستحقة في إطار تبني المقاربات التي تشرك جميع الفاعلين، متمنيا الاستمرار والتألق لأشغال الملتقى حتى يكون في مستوى تطلعات سكان هذا الإقليم تقديرا للإسم الذي يحمله، -يضيف السيد العامل- اسم علم من الأعلام المبدعة اسم أحمد بوزفور القاص والناقد المفعم بالإحساس الإنساني. متمنيا للضيوف مقاما طيبا بزاكورة. معتبرا مليكة نجيب رمزا من رموز هذا الوطن الذي يفتخر بنسائه. كلمة نيابة وزارة التربية الوطنية: رمزية الاحتفاء بالمرأة الكاتبة في حين وقفت كلمة نيابة وزارة التربية الوطنية بإقليم زاكورة الذي ألقاها بالنيابة السيد محمد بومنديل رئيس مصلحة الشؤون التربوية مؤكدا فيها على أهمية العرف الثقافي الذي انخرط فيه نادي الهامش القصصي منذ سنوات بهدف الرقي بالفعل الثقافي ببلادنا، مشيرا في الوقت ذاته إلى الرمزية التي تطبع هاته الدورة المتمثلة في الاحتفاء بالقاصة ملكية نجيب بوصفها أحد الأسماء الإبداعية التي طبعت مسار الكتابة النسائية بالمغرب انطلاقا من قصصها الأصيلة. شاكرا عامل إقليم زاكورة على العناية التي يخصها للعمل التربوي والثقافي بالإقليم. كلمة مدير دار الثقافة: الذات التي تخلق عوالم أكثر رحابة وإنسانية أما كلمة حسن العمراني مدير الثقافة بزاكورة، فقد أبدى فيها إعجابه بهذا التقليد الذي أسسه نادي الهامش بهدف خلق ثقافة الابتكار الجاد والهادف، معتبرا أن جنس القصة القصيرة يفتح الخيال على نوافذ جديدة، وينتج عوالما جديدة، ويشيع مثلا جديدة بخاصة مع عصر السرعة،متوقفا عند الأسئلة المخصوصة، والراهنة التي يطرحها الأدب السردي النسائي، بدء من تجربة الكتابة عند مليكة نجيب بوصفها احتراق بالنار، والتحام بلهيبها، واغتسال برمادها بحثا عن الدفء والنور أو عن التشظي والفناء، كما أنها رحلة شاقة في الذات التي تخلق عوالم أكثر رحابة وإنسانية- يضيف العمراني- هاهي اليوم تتربع على عرش الكلمة بين عشيقات وعشاق الأدب من أبناء زاكورة، ولتتوج بتاج التفوق المحبة وعظيم التقدير. كلمة نادي الهامش القصصي: ضدا على الأمية الجمالية، والفراغ الثقافي أحمد بوزفور واضح كالشمس، عميق كالبحر، وفيٌّ كالسموأل وصادق كالأنبياء، ينمو حبه بيننا كلبلاب سحري ولعل كلمة رئيس نادي الهامش القصصي القاص محمد الحافظي التي شدت القاعة ببلاغة صدقها، أكدت على أهمية الدعم الذي تلقاه النادي من عمالة إقليم زاكورة، والمجلس البلدي، ونيابة وزارة التربية الوطنية، ودار الثقافة في سبيل جعل زاكورة عاصمة للقصة القصيرة بالمغرب ضدا على الأمية الجمالية، والفراغ الثقافي المخيم على الساحة الوطنية بخاصة في ظل تراجع القيم الإنسانية الرفيعة، والإيمان الذي يصاحب نادي الهامش بغية إعادة الاعتبار إلى القراءة والكتابة اللذين بدونهما سيعم الظلام ويخيم لجهل، وتتلاشى المعرفة كحق مقدس لجميع الناس وليس امتيازا. ومن هنا يأتي حرص الهامش على الاحتفاء بمليكة نجيب كاعتراف رمزي بما قدمته هاته المبدعة الأصيلة للقصة وللقارئ معا، فبحضورها معانا –يقول الحفيظي-نكون قد جعلنا الهامش مكانا تتراقص فيه الفراشات باختيارنا للملتقى اسم أحمد بوزفور، لأن السي أحمد واضح كالشمس، عميق كالبحر، وفيٌّ كالسموأل وصادق كالأنبياء، ينمو حبه بيننا كلبلاب سحري. ولعل الانفتاح الملتقى على التشكيل والموسيقى إيمانا منا بأن الإبداع ليس محددا في جنس واحد، بل بألوان متعددة. مليكة نجيب: رفض تسمية الكتابة النسائية؛ والدعوة إلى هدم كل معاقل التهميش والوصاية. الإبداع الحقيقي تواصل مع إنسانية الإنسان المهددة بالانقراض وقبل أن تصعد المحتفى بها القاصة مليكة نجيب إلى منصة التكريم وقفت القاعة طويلا تحية لها، وصفقت بحرارة للمرأة المغربية المبدعة، لتخص الحضور الراقي بكلمة قالت فيها: ممتطية رياح الجنوب الشرقي فوق جبال وممرات وعرة وصلت إلى زاكورة الخير..رياح الجنوب الشرقي تسكن رئتي منذ نفذت إليها عبر صرخة الوجود بفضاء مماثل بزاكورة؛ حيث ولدت بمدينة أرفورد؛ وزاكورة مدينة الحب والصدق والكرم، وتتقاسم كل المدينين نفس السمات المجالية وطبيعية العنصر البشري، وتنتميان معا إلى ما يصنف بالمغرب غير النافع؛ لهما ثروات طبيعية وبشرية متفردة، بين توهج الفصل والمدينة الفاتحة قلبها لوادي درعة الذي اغتسلت مرات بمياهه حبا وشغفا وحنينا حتى عندما ينضب. أشاركم هذا الاحتفال الذي يحمل اسما من بين رواد جنس القصة رائد متميز بإبداعه وإثاره وحضوره المستمر دون شروط؛ الأستاذ المتميز سي أحمد بوزفور. أشكركم على هذه الالتفاتة التي خصصتموها لكاتبة تنتمي إلى الهامش، قذفتها حافية الاتجاه إلى محطة بالمركز بالصدفة. أشكركم أصدقائي أعضاء نادي الهامش وأخالفكم الرأي بالتمييز بين إبداع المركز وإبداع الهامش وتسمية الكتابة النسائية فهي كتابة بأقلام نسائية ولكنها كتابة تروم التحدي والحضور والخلق وتدعوا إلى هدم كل معاقل التهميش والوصاية، هو إبداع يتواصل مع إنسانية الإنسان المهددة بالانقراض أينما حل وارتحل هذا التكريم يغني تجربتي التي تحفر لها أخاذيد الاهتمام والقراءة وهو مبادرة مشكورة وتقليد كريم يشي بقلب زاكورة بمحبة أهلها الدافىء باستقبال الوافدين. كلمة باسم لجنة تحكيم جائزة أحمد بوزفور للقصاصين في الوطن العربي: تنظيمها يقوم على تصورات تنتصر للجمال في ظل تراجع القيم التي تحتفي به يحركنا في الهامش الحب، ويسكننا الأمل، ونحلم كثيرا لنعيش قصة والإعلان عن الاسم الفائز سيكون في مناسبة خاصة، تكون اللجن قد أنهت عملها واستقرت على رأي مشترك بعد ذلك كانت القاعة الحاشدة بالجماهير الملسوعة بوهج القصة القصيرة على موعد مع الإعلان عن جائزة أحمد بوزفور للقصاصين الشباب بالوطن العربي التي تلا تقريرا باسم لجنة التحكيم الشاعر والباحث محمد العناز المدير الإعلامي للملتقى والتي جاء فيها: تأتي مبادرة نادي الهامش القصصي في تنظيم مسابقة أحمد بوزفور للقصة القصيرة في الوطن العربي ضمن المبادرات الكثيرة التي ذأب على تنظيمها وفق مقاربات وتصورات شمولية تنتصر للجمال، والانتصار للجمال هو في حد ذاته رهان لا يخلو من صعوبة خصوصا في ظل تراجع القيم التي تحتفي بالجمال. يحركنا في الهامش الحب، ويسكننا الأمل، ونحلم كثيرا، كل هذه الروائح جعلتنا نتواطأ، ونجتمع ثانية لنتبادل الروائح، ونعيش قصة، نترك لها حيزا عميقا لتترسب في ذاكرتنا، تسافر معنا، ونتذكر أن هناك مدينة في أقاصي الجنوب منحتنا يوما بعضا من سحرها، في الهامش اخترنا مبدعا مغربيا أصيلا هو أحمد بوزفور ليكون شعار الجائزة اعترافا منا بوفائه المطلق للقصة، إبداعا ونقدا وتشجيعا لكل أدب حالم، رجل لا يتوقف عن التفكير بتاتا في شؤون أبنائه، أقصد نحن الذين تورطنا في فعل الكتابة، يتابع تجربتهم بالسؤال والنقد والتقييم والمساعدة، هنا نقف لهذا الرجل احتراما وتقديرا. نشتغل في جائزة أحمد بوزفور للقصة في الوطن العربي في إطار ثلاث لجن: - لجنة التواصل، وتعمل على التوصل بالأعمال والتأكد من مطابقتها لشروط الجائزة. - لجنة القراءة، وتعمل على تنضيد الأعمال وتصنيفها واختيار الأجود منها. - لجنة التحكيم وهي المكلفة باختيار العمل الفائز، وتقديم تبرير جمالي يناسب طبيعة الاختيار. وفي هذا الصدد توصلنا بمجموعة من الأعمال تتوزع على بلدان عربية، ومنها: مصر، الأردن، سوريا، الجزائر، المغرب، تونس، لبنان، سوريا، المملكة العربية السعودية، اليمن، قطر، الإمارات العربية المتحدة، فلسطين، وسنعلن عن الاسم الفائز في مناسبة خاصة، تكون اللجن قد أنهت عملها واستقرت على رأي مشترك. وإلى حدود تلك الساعة، أتمنى للحضور الكرام نسج مزيد من الحكايات عن الحياة، وأرجو للذين جاؤوا من مدن بعيدة أو قريبة لمشاركة المبدعة مليكة نجيب احتفاليتها قضاء وقت جميل ونحن نبحث معا عن نصوصنا الضائعة... لتأتي لحظة التكريم التي ألهبت حماس الحضور، بخاصة مع صعود الولي الصالح للقصة القصيرة أحمد بوزفور إلى المنصة لتسليم الدرع التكريمي الذي يخلد لهذا الحدث الثقافي تحت تصفيقات الجمهور الغفير الذي حج حبا لأصالة هذا الرجل وتواضعه، وصدق تجربة مليكة نجيب في شموخها المليء بالبساطة التأملية. ليعرض بعد ذلك شريط وثائقي يؤرخ لمسار نادي الهامش القصصي الحافل بالإنجازات، والقائم أساسا على التواصل مع كل الأصابع المبدعة حتى لا تتحول إلى أصابع اتهام، هي إذن تجربة تمتد طويلا في تربة الهامش، إعلانا لرغبة جنونية في جعل الثقافة أساس التنمية المستدامة. عمر سعدون فنان تشكيلي من شفشاون: البالونات المملوءة بالألون قنبلات تنفجر على الجسد داخل اللوحات التشكيلة، وهو ما تترجمه جل أعماله التي ترفض لغة التفجيرات، والحروب إيمانا منه بضرورة السلام كخيار لإنسانية الإنسان. ليفتتح المعرض التشكيلي للفنان والسينمائي المغربي عمر سعدون الذي سافرت لوحاته من جهة الشمال، وبالضبط من شفشاون لتحط الرحال بأرض زاكورة المضمخة بعطر الحب والبهاء. عربونا لتواصل فني راق جدا يعكس وفاء الجميع للإبداع ولو تغيرت أشكاله وأجناسه. حيث قدم الناقد التشكيلي أحمد قنديل قراءة عاشقة للوحاته المتسمة بالنوزع نحو أرخبيلات خاصة بعمر سعدون تعكس نضج تجربته الفنية المخصوصة، والمتمثلة في اللغة التشكيلية التي يكتبها حيث تصير البالونات المملوءة بالألون قنبلات تنفجر على الجسد داخل اللوحات التشكيلة، وهو ما تترجمه جل أعماله التي ترفض لغة التفجيرات، والحروب إيمانا منه بضرورة السلام كخيار لإنسانية الإنسان. قصاصون يقرؤون قصائد الراحل منير بولعيش بفندق النخيل ترحما على روحه وفي جلسة مسائية إبداعية تواصلية بين المبدعين والمبدعات الذين لبوا نداء زاكورة، احتفاء بالعاصمة القصصية، وبأدب مليكة نجيب، والتي سيرها باقتدار الناقد المبدع عبد العاطي الزياني، الذي اعتبر أن اللحظة أكبر من كل الرسميات، لحظة نصغي فيها إلى تشققات ذواتنا، وهي تسمع خبر رحيل شاعر شاب بقامة الشاعر الراحل منير بولعيش، الذي دوى خبر وفاته في كل ربوع الوطن العربي. وفي شهادة تلقائية وعفوية عن رحيل منير بولعيش اعتبره الشاعر محمد العناز خسارة فادحة للمشهد الشعري المغربي، لأن فقدان منير الشاعر الهبي الجميل معناه غياب أحد أشهر كتاب قصيدة النثر في العالم العربي، مات منير وفي قلبه انكسارات كسائر جيله، مات معطلا عن العمل، ومن دون تغطية صحية، ورغم علم الجيمع بمرضه العضال لم يتحرك أحد، لم يكرمه أحد، لم يطبع ديوانه الأول سوى شقيقه وعلى نفقته. وكان عنوان ديوانه اليتيم أكثر دلالة " لن أصدقك أيتها المدينة". ليقرأ بعد ذلك أحمد بوزفور، ومليكة نجيب، وليلى الشافعي، وقاسم مرغاطة، ومصطفى جباري، وعبد المجيد الهواس، لحسن آيت ياسين، محمد الحفيظي..........