في تطور مثير حول الصراع الدائر بين حزب الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية على مستوى مجلس مدينة مراكش، دخل أعضاء هذا الأخير والذي تسيره أغلبية من حزب البام بزعامة فاطمة الزهراء المنصوري، دخلوا في سباق مع الزمن من أجل جمع التوقيعات والدعوة إلى عقد دورة استثنائية للمجلس من أجل التصويت على نقطة فريدة تتعلق بإقالة محمد لعربي بلقايد عضو المجلس الجماعي والقيادي البارز لحزب المصباح بجهة مراكش. وقد جاءت مبادرة الدعوة إلى عقد دورة استثنائية للمجلس، بإقالة العضو المذكور من المكتب المسير للمجلس على خلفية الضجة الكبيرة التي أثارتها تصريحات محمد لعربي بلقياد نائب العمدة بقسم المداخيل والتي سبق له أن أدلى بها في برنامج إذاعي على أثير إحدى الإذاعات الخاصة بمراكش وجه من خلاله سهام النقد للتجربة الجماعية التي تقودها فاطمة الزهراء المنصوري بالمدينة معتبرا أن هذه الأخيرة تعيش ركودا وجمودا على مستوى التجهيزات والبنيات التحتية. وقد خلفت هذه التصريحات والانتقادات التي صدرت عن محمد لعربي بلقايد ردود فعل متباينة داخل أوساط المجلس الجماعي، ولاسيما داخل حزب البام ، مما دفع أعضاء المجلس إلى توجيه عريضة استنكارية إلى عمدة المدينة تحمل 76 توقيعا، تمثل مختلف الأطياف السياسية المتحالفة مع حزب الأصالة والمعاصرة باستثناء الاستقلاليين الذين رفضوا التوقيع على هذه العريضة بدعوى أن الأمر لا يهمهم ، إلى جانب الرجل القوي في حزب البام حميد نرجس. ومباشرة بعد توصل العمدة المنصوري بالعريضة الموقعة من طرف أغلبية المجلس، سارعت إلى عقد اجتماع مغلق بمكتبها المسير، أسفر عن اتخاذ قرار نزع التفويض الممنوح لعضو العدالة والتنمية الذي كان يتولى مهام نائب العمدة بقسم المداخيل، كما تم تجريده من سيارة البلدية و غيرها من الامتيازات الممنوحة لأعضاء المكتب. وقد أثار قرار عمدة مراكش بنزع التفويض عن محمد لعربي بلقايد أحد رموز حزب العدالة والتنمية بالمدينة، أثار حرب كلامية، تبادل خلالها حزبا التراكتور والمصباح البلاغات والبلاغات المضادة، كان آخرها تصريح الذي أدلى به عبد الإله بنكيران حين قال" أن الموقعين على العريضة الاستنكارية ضد المنسق الجهوي لحزب المصباح بمراكش ، تم تحريكهم باستعمال الإرهاب والإغواء والإغراء، وأن ذلك لايرهب حزب العدالة و التنمية". وفي انتظار ما ستسفر عنه الدورة الإستثائية للمجلس الجماعي والتي من المرجح أن تنعقد في القريب العاجل من أجل احتواء الموقف، يكون الصراع بين أقطاب الأصالة والمعاصرة ورفاق بنكيران، قد انتقل إلى مدينة سبعة رجال، بعدما احتدم هذا الصراع بمدن أخرى وفي مقدمتها فاس ، العيون وتنغير.