تستعد مدينة مراكش لاحتضان تظاهرة ثقافية علمية وفنية، احتفالا بالذكرى الثلاثين لإعلانها تراثا عالميا للإنسانية، من تنظيم المجلس الجماعي للمدينة ، بشراكة مع مجلس جهة مراكش أسفي ووزارة الثقافة ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بالإضافة إلى وزارة السياحة وولاية جهة مراكش أسفي ومنسقية الجمعيات التي تعنى بالحفاظ على التراث الثقافي لمدينة مراكش. ويرى المنظمون أن "الاحتفالية بمثابة ملتقى لتقييم المنجزات التي حققها مختلف المتدخلين، سواء من القطاع العام أو الخاص، خلال العقود الثلاثة الأخيرة"، و تشكل المناسبة محطة للمنظمين لإرساء أسس وقواعد مخطط تأهيل شامل وبعيد المدى لإدماج وتوحيد كافة التدخلات، من أجل إحياء النسيج العمراني للمدينة العتيقة، وترميم هو صيانته من الأضرار التي تتسبب فيها عوامل بشرية وبيئية. ومن المتوقع أن تنظم على هامش التظاهرة الثقافية، ورشات عمل وندوات ولقاءات وحفلات تراثية، ينشطها نخبة من الأساتذة والخبراء المغاربة والأجانب المختصين في علم التراث المادي والتراث الشفوي اللامادي، كما سيقام معرض لتقديم حصيلة مختلف التدخلات لترميم وتأهيل النسيج العمراني للمدينة العتيقة و إطلاع الجمهور على نماذج من أعمال الترميم المنجزة. وكانت مدينة مراكش، صنفت من بين المدن الأثرية ذات العمران العريق منذ 1985، وأنشأها المُرابطون ما بين سنتي 1070 و1072 ميلادية، وبقيت مراكش لفترةٍ طويلةٍ، المركز السياسي والاقتصادي والثقافي الأهم في بلدان الغرب الاسلاميّة المُسيْطرة على أفريقيا الشّماليّة والأندلس، ومن أبرز مآثرها التاريخي، مسجد الكتُبية والقصبة والأسوار والبوّابات الأثريّة والحدائق، واستضافت المدينة روائعَ تراثية أخرى، كقصر الباهية ومدرسة بن يوسف وضريح السعديين والبيوت الكبيرة، وتتواجد بها ساحة جامع الفنا التي تشكل مسرحًا في الهواء الطلق تدهش دائمًا زائريه، مما سمح بإدراجها على قائمة التراث غير المادي للإنسانية.