تنظم أيام 18 و19 و20 دجنبر الجاري بمراكش، احتفالية تخليد الذكرى الثلاثين لإعلان مدينة مراكش تراثا عالميا للإنسانية من طرف منظمة اليونسكو، وذلك تحت شعار "مراكش: وكل الناس لهم إليها محبة واشتياق". جاء الإعلان عن هذه التظاهرة، التي تندرج في سياق إدراج مدينة مراكش ضمن قائمة التراث العالمي سنة 1985 وساحة جامع الفنا ضمن قائمة التراث الشفوي للإنسانية سنة 2001، خلال ندوة صحفية عقدها المجلس الجماعي للمدينة مساء أمس الاثنين بمقر المجلس. وأوضح رئيس المجلس الجماعي للمدينة، محمد العربي بلقايد، في كلمة بالمناسبة، أن هذه الاحتفالية تهدف إلى تقييم المنجزات التي حققها مختلف المتدخلين خلال العقود الأخيرة في مجال صيانة التراث الذي تزخر به المدينة الحمراء الضاربة جذورها في أعماق التاريخ. كما تأتي هذه التظاهرة، يضيف بلقايد، لتكريم هذه المدينة العريقة والغنية بتاريخها وبمعالمها وبحدائقها وبهويتها المعمارية وساحتها الفريدة جامع الفنا، وذلك من خلال تنظيم العديد من الأنشطة واللقاءات والتظاهرات التي تعنى بصيانة التراث. وبعد أن أبرز العناية التي يوليها المجلس الجماعي لمدينة مراكش للحفاظ على الموروث والرصيد الحضاري الهام للمدينة، سجل رئيس المجلس الجماعي أن هذه المناسبة الكبرى تشكل محطة لإرساء أسس وقواعد مخطط تأهيل شامل وبعيد المدى لإدماج وتجميع جل التدخلات من أجل إحياء وترميم النسيج العمراني للمدينة العتيقة وصيانته من الأضرار التي تتسبب فيها عوامل بشرية وبيئية. كما أشار إلى أن هذه التظاهرة ستعرف مشاركة وزراء وعمد مدن مغربية مصنفة تراثا عالميا وخبراء ومختصين مغاربة ودوليين في مجال التراث المادي والشفوي اللامادي. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة عقد ورشات ومحاضرات تتناول مواضيع تتعلق بالخصوص، ب"ساحة جامع الفنا: الحصيلة وإعادة الاعتبار" و"التراث الشفوي اللامادي وثائق الذاكرة" و"تأملات في مآل التراث الشفوي" و"حصيلة أعمال المحافظة على التراث بمراكش" و"اعمال الترميم للمعالم الدينية بمراكش" و"حصيلة تدخلات وزارة الثقافة في مجال المحافظة على التراث بمراكش" و"رهانات المحافظة على التراث" و"دور الكتاب والمخطوط في المحافظة على التراث". كما ستعرف هذه الاحتفالية فتح نقاش حول إحداث شبكة المدن المغربية المصنفة تراثا عالميا وانتخاب منسق الشبكة واختيار المدينة التي ستحتضن الملتقى الأول للشبكة، فضلا عن إقامة معرض لتقديم حصيلة مختلف التدخلات لترميم وتأهيل النسيج العمراني للمدينة العتيقة واطلاع الجمهور على نماذج من أعمال الترميم المنجزة. وتتوزع الفضاءات التي ستحتضن فعاليات هذه الاحتفالية ما بين مدرسة بن يوسف والقصر البلدي بشارع محمد السادس، ومقر المجلس الجماعي بشارع محمد السادس ومقر بنك المغرب سابقا بساحة جامع الفنا وساحة حي السلام وساحة مسجد الكتبية. وتنظم هذه التظاهرة بشراكة مع وزارات الثقافة والسياحة والأوقاف والشؤون الإسلامية والسكنى وسياسة المدينة، وجهة مراكشآسفي، وولاية الجهة، ومجلس العمالة وجمعية منية مراكش ومنسقية الجمعيات التي تعنى بالحفاظ على التراث الثقافي لمدينة مراكش.