شهدت مدينة مراكش منذ مساء السبت 4 يوليوز الجاري، انقلابا مناخيا مفاجئا حيث عمت المدينة حرارة مفرطة، أرغمت سكان المدينة على هجرة منازلهم والالتحاق بالفضاءات الخضراء إلى حين طلوع فجر يوم الأحد، الذي شهد توجه العديد من السكان إلى المناطق الجبلية المجاورة، لقضاء اليوم بين الأودية حيث النسيم العليل مقارنة مع موجة الاختناق التي عرفتها المدينة. إلا أن زوار إقليمالحوز الجبلي سواء منتجع اوريكة أو منطقة مولاي إبراهيم وآسني عاشوا لحظات عصيبة مع قبيل آذان المغرب ليوم الأحد 5 يوليوز الجاري، حيث أدت العواصف و الأمطار الرعدية التي شهدها الإقليمالحوز، إلى انجراف التربة على جوانب الطريق الرابطة بين بلدية تحناوت و جماعتي أسني و مولاي إبراهيم بإقليمالحوز، ما تسبب في قطع الطريق في وجه حركة المرور.
وأفادت مصادر الصباح، أن السلطات المحلية و مصالح المديرية الإقليمية للتجهيز و النقل، تجندت من أجل إزالة ركام الأتربة المنهارة، حيث تم بعد ساعات إعادة حركة السير بهذه الطريق التي تعتبر المنفذ الرئيسي لساكنة جماعتي مولاي إبراهيم و أسني نجو تحناوت و مدينة مراكش.
كما كما خلفت العواصف و الأمطار الرعدية التي شهدها إقليمالحوز، خسائر مادية كبيرة ببعض الضيعات الفلاحية بعدد من جماعات الإقليم، أبرزها جماعات أغواطيم وأسني و أغمات.
وتم إتلاف كمية كبيرة من محاصيل التفاح والزيتون تم إتلافها بفضل الكميات الكبيرة من البرد التي تساقطت على هذه المناطق.
كما أدت العواصف والأمطار الرعدية التي شهدها الإقليم المذكور، إلى انقطاع التيار الكهربائي بعدد من جماعات وبلديات إلإقليم، من بينها جماعات: أغمات، تمصلوحت، سيدي عبد الله غيات، أوريكا، تمصلوحت، اغواطيم، وبلدية أيت أورير، مما شكل عائقا للمصلين أثناء صلاة التراويح.
وهي العواصف التي أدت على فيضانات بعض الأودية، حيث عمدت السلطات بمراكش، إلى حركة السير في وجه العربات من والى ايت أورير، في الوقت الذي شهدت مقاطعة سيدي يوسف بن علي، تعبئة مختلف المصالح بما فيها الوقاية المدنية التي حضرت الى عين المكان بالقرب من منطقة الماسي بعد ارتفاع منسوب واد ايسيل الذي يخترق عدد من الأحياء بالمنطقة المذكورة، والذي خلف خسائر محدودة لدى الشركة المكلفة بتهيئة قنطرة قيد الإنشاء والرابطة بين صقر وحي سيدي يوسف بن علي مرورا بعين إيطي.
في الوقت الذي تشهد مدينة مراكش، موجة حارة شديدة وصلت درجة الحرارة فيها إلى 49 درجة، خلّفت حالة غريبة في شوارع مراكش التي لا تهدأ، حيث تحولت المدينة إلى أماكن خالية من المواطنين لاسيما وأن هذه الموجة الحارة تصاحبها رياح الشرقي التي حالت دون تحمل موجاتها الحارة والقوية.
وأدى ارتفاع الحرارة إلى هروب المواطنين من الشوارع والاختفاء إلا من دعت الضرورة إلى تواجده في الشارع وتراهم يضعون مناشف مبللة بالمياه ويحملون بخاخات تحتوي على مياه باردة لتخفيف الحرارة عن أجسادهم بين الفينة والأخرى، أما المراهقون فاتجه معظمهم إلى نافورات المياه التي تنتشر في معظم الشوارع الرئيسية والفرعية حيث استغلوا تواجدهم في الشوارع في الوقوف تحتها بحثًا عن الراحة الجسدية .
وفي الوقت الذي لم يتم تسجيل أية اضطرابات صحية استعجالية بمختلف مستشفيات المدينة، إثر ارتفاع الحرارة بمراكش طيلة بومي الأحد وصباح الاثنين 6 يوليوز الجاري، أدى انعدام المكيفات لى تفاقم معاناة مرضى مستشفى الرازي بمراكش، ما اضطر بعضهم لشراء مراوح كهربائية ويدوية للتخفيف من معاناتهم مع الحر الشديد داخل غرف التنويم.
كما تقدم المرضى المنومون ومرافقيهم الى إدارة المستشفى، برسائل يلتمسون فيها توفير أجهزة التكييف لغرفهم ، فيما تساءل عدد من المرافقين للمرضى عن الإهمال الذي يعانيه المرضى المنومون بالمستشفى، وطالبوا بسرعة توفير التكييف أمام الحرارة المفرطة التي تعرفها مراكش خلال رمضان.
ولا يعاني المرضى وحدهم من الحرارة المفرطة، حيث الأطباء و الممرضون يضطرون للاشتغال في ظروف صعبة، ويزيدها شهر الصيام صعوبة، بسبب الحرارة المفرطة، فباستثناء المكاتب لا توجد هناك مكيفات داخل المستشفى.
يأتي ذلك في وقت لايزال المرضى في بعض أقسام التنويم بالمستشفى يعانون من غياب التكييف وارتفاع درجة الحرارة بالغرف، مما أدى لزيادة معاناتهم وآلامهم. ويفاجأ الزائر للمستشفى المذكوربالروائح التي تنبعث من المستشفى والملابس المتناثرة على أسرة المرافقين والأجواء الحارة داخل غرف المرضى المنومين بسبب غياب المكيفات، وأشار عدد من المرافقين إلى أن كثيرا من المرضى المنومين بالمستشفى يستخدمون المراوح الكهربائية التي تم شراؤها من قبل أسرهم، مطالبين بإيجاد حل سريع حتى لا تحدث مآس بين المرضى وانتشار الجراثيم المميتة .
يمكن القول ان موجة الحرارة التي تعرفها مراكش فاقمت الوضع الاقتصادي الراكد بمقاطعة مراكشالمدينة، حيث قل إقبال السكان وزوار المدينة على الأسواق بالمدينة العتيقة، في الوقت الذي تشهد الأسواق الممتازة رواجا تجاريا كبيرا تساهم فيه وفرة مكيفات الهواء حيث يفضل العديد من المواطنين قضاء لحظات داخل أروقتها الباردة .