في ظل تفاقم الأزمة مع المغرب، بدأت الحكومة الإسبانية في دراسة سبل تنفيس الوضع، بمناقشة مقترحات تشمل زيارة من وزير في الحكومة الإسبانية، أو اتصالا بالملك محمد السادس، وتوجيه دعوة إليه لزيارة إسبانيا. ووصلت الأزمة بين إسبانيا، والمغرب إلى طريق مسدود، خصوصا بعدما التزمت الحكومة المغربية الصمت تجاه الإعلان عن مغادرة زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية للتراب الإسباني، وعودته إلى الجزائر، دون أن يتخذ القضاء الإسباني أي تدابير للحد من تنقله. وقالت صحيفة "إلباييس" الإسبانية، اليوم الجمعة 04 يونيو الجاري، إن الحكومة الإسبانية بدأت تدرس القيام بالاتفاتة تجاه المغرب، لمنع تصعيد جديد، وتفاقم لجو التوتر السائد، منذ أزيد من شهر، موضحة أنه من بين الخيارات، التي بدأت دراستها أن يقوم أحد الوزراء الإسبانيين بزيارة المغرب، أو أن يتصل الملك فيليب السادس بالملك محمد السادس. ونقلت الصحيفة ذاتها، عن مصادر دبلوماسية إسبانية، هواجس مدريد من جو انعدام الثقة بينها وبين الرباط، ومخاوفها من أن يساء فهم أي حادث عرضي يمكن أن يقع بين البلدين، في الأيام المقبلة، خصوصا أن مدريد تبدي استعجالها في العودة إلى العلاقات الطبيعية مع المغرب، لحل الإشكالات العالقة المستعجلة، منها إعادة القاصرين المغاربة، وإعادة العاملات الموسميات في حقول الفراولة الإسبانية، واتخاذ قرار بخصوص عملية مرحبا لعودة المغاربة المقيمين بالخارج. وأضاف المصدر ذاته، أن أولوية الحكومة الإسبانية هي تحسن العلاقة مع المغرب في أقرب وقت ممكن، مشيرا إلى أن الحكومة الإسبانية تدرس إعطاء إشارات من شأنها أن تساعد السلطات المغربية على طي الصفحة، مشيرة إلى أن أولى هذه البوادر تتمثل في إبلاغ مدريد للرباط عبر القنوات الدبلوماسية الرسمية بعزم زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية مغادرة أراضيها، يوم الأربعاء، في استجابة لتحذيرات المغرب من مغبة إخراج غالي بطريقة سرية من البلاد، لافتا إلى أن خطوة إسبانيا هي بمثابة اعتراف ضمني بأن عدم إخطار المغرب بدخول المدعو "غالي" إلى التراب الإسباني كان خطأ. وأضافت الصحيفة نفسها، أن هذه البادرة لن تكون كافية، بالنظر إلى البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية المغربية يوم الإثنين الماضي، الذي حذرت فيه من أن مثول غالي أمام قاضي المحكمة الوطنية سانتياغو بيدراز ، الذي استجوبه دون فرض أي إجراءات تقييدية على حريته، سيكون شرطًا ضروريًا ولكنه غير كافٍ لإنهاء الأزمة. وشددت الصحيفة، على أن زيارة وزير إلى الرباط ستكون مهمة لتقديم تفسيرات للرباط أو لدعوة الملك لمحمد السادس، لكن حسب "الباييس" . لن يكون ذلك اعتذاراً، رغم أن المغرب سيفهم الأمر على هذا النحو، لكنها ستكون خطوة نحو المصالحة. والاحتمال الآخر المطروح على الطاولة، تضيف "إلباييس" هو زيارة وزير إلى الرباط ، وهو إجراء تم اللجوء إليه في الأزمات الثنائية السابقة. ينبغي أن تكون وزيرة الخارجية ، أرانشا غونزاليس لايا، لكنها يمكن أن تجد بيئة معادية في البلد المجاور. واقترحت الصحيفة وزير الداخلية ، فرناندو غراندي مارلاسكا، للقيام بهذه المهمة، مشيرة إلى أنه يتميز بقدرته على معالجة المشاكل الأكثر إلحاحًا الناشئة المتعلقة بالهجرة والصحراء رغم أنها ليست من اختصاصه.