وصلت الأزمة الدبلوماسية بين إسبانيا والمغرب إلى طريق مسدود، بعد التزام المملكة الصمت منذ أن عاد زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي، الأربعاء إلى الجزائر، حيث لم ترد الرباط على مغادرة كبير الانفصاليين كما كان متوقعا، ولم تستجيب لدعوات السلطات الإسبانية لحل وضع العمال المؤقتين في هويلفا. جريدة "إلباييس" كشفت أن الحكومة الإسبانية تنوي القيام بخطوة للأمام لتذويب الجليد بينها وبين المغرب، ومنع أي تصعيد جديد للتوتر قد يؤدي إلى قطع نهائي للعلاقات الدبلوماسية وتعليق للتعاون الأمني.
وحسب المصدر ذاته، فإن إبلاغ المغرب بمغادرة زعيم البوليساريو، يعد بادرة أولى من مدريد استجابة لتحذيرات الرباط، وإقرارا ضمنيًا أنه كان من الخطأ عدم إخطار المغرب بإدخال كبير الانفصاليين، أبريل الماضي، إلى مستشفى سان بيديو بلوغرونيو.
لكن هذه البادرة لن تكون كافية، بالنظر إلى بلاغ وزير الخارجية ناصر بوريطة الذي قال إن مثول غالي أمام قاضي المحكمة الوطنية سانتياغو بيدراز سيكون شرطًا ضروريًا ولكنه غير كافٍ لإنهاء الأزمة.
وتدرس إسبانيا خيارين، الأول زيارة تقوم بها وزيرة الشؤون الخارجية ، أرانشا غونزاليس لايا إلى المغرب من أجل تلطيف الأجواء، حيث تحدثت مع نظيرها الفرنسي جان إيف لودريان، الذي بدوره تكلم مع بوريطة في محاولة لتقريب وجهات النظر التي قد تنتهي بزيارة الدبلوماسية الإسبانية للمغرب، على الرغم من أنها قد تجد بيئة معادية ذلك أنها أغضبت الرباط بشدة. كما لم تستبعد "إلباييس" أن يحل وزير الداخلية ، فرناندو غراندي مارلاسكا محل أرانشا، بما أنه كان معارضا لقرار استقبال إبراهيم غالي، وحافظ على علاقات جيدة مع المغرب، وهي فرصة لمناقشة ملفات الهجرة والتنسيق الأمني والاستخباراتي. أما الخيار الثاني فيتعلق باتصال مباشر من الملك الإسباني فيليبي السادس إلى الملك محمد السادس، ودعوة لطي لملف الخلاف.