في الوقت الذي مازال المغرب يضغط على إسبانيا سياسيا، حتى داخل الاتحاد الأوروبي، بكشف مزيد من المعطيات حول قبول مدريد دخول زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية إلى البلاد بجواز سفر جزائري مزور وإسم مستعار، خرجت وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا غونزاليس لايا، لتؤكد أن بلادها "لا ترغب في تعميق الأزمة مع المغرب"، مشيرة في تصريح أدلت به لصحيفة "إلباييس" أنها تأمل في"تجاوز الأزمة مع الرباط في أقرب وقت ممكن". وأكدت أرانشا غونزاليس لايا أن إسبانيا لا تنوي استدعاء سفيرها في الرباط كما فعل المغرب حينما قام باستدعاء سفيرته في مدريد كريمة بنيعيش. وعادت "إلباييس" لأسباب غضب الرباط من مدريد حينما أكدت أن نشوب الخلاف بدأ بقبول إسبانيا استقبال زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، الذي لا تعترف إسبانيا ب"دولته". وأعادت الصحيفة ترتيب تفاصيل دخوله إلى مستشفى "سان بيدرو" بمنطقة "لوغرونيو" شمال البلاد، حيث أكدت أن وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم، اتصل بوزيرة الخارجية، الإسبانية، أرانشا غونزاليس لايا، من أجل قبول استشفاء زعيم البوليساريو بأحد المستشفيات الإسبانية، بعد أن تضررت صحته اثر إصابته بفيروس كورونا وهو الذي يعاني من مرض السرطان في حالة متقدمة. اثر ذلك، تضيف "إلباييس"، نقلت أرانشا غونزاليس لايا طلب وزير الخارجية الجزآذري إلى الحكومة الإسبانية التي وافقت علي قبول دخول إبراهيم الغالي إلى البلاد ل"أسباب إنسانية بحثة" على الرغم من اعتراض وزير الداخلية، فرناندو غراندي مارلاسكا، الذي حذر من عواقب هذه الخطوة ومن "الغضب المغربي" هذا في الوقت الذي طلبت وزيرة الدفاع مارغريتا روبليس بإخبار الرباط مسبقا بقبول استشفاء إبراهيم غالي في إسبانيا، كي "لا تحدث هناك أزمة". ومع كل هذا النقاش الذي دار داخل الحكومة الإسبانية، تم قبول دخول إبراهيم غالي بدون إخبار الرباط، ووفق خطة كان يراد لها أن تكون "سرية"، حيث وصل زعيم البوليساريو بطائرة طبية جزائرية تابعة للرئاسة إلى مطار قاعدة سرقسطة العسكري قبل أن يتم نقله عبر سيارة إسعاف إلى مستشفى "سان بيدرو" بمنطقة "لوغرونيو" شمال البلاد. وأكدت الصحيفة أن الحكومة الإسبانية أرجعت عدم إخبار الرباط بدخول غالي وفق "المعاملة بالمثل"، لأن المغرب لم يخبر أيضا مدريد بإغلاق معبري سبتة ومليلية، وهو ما أثر على المدينتين اقتصادية واعتبرت الصحيفة في تقريرها "أن المغرب لا يمكنه أن يطلب من إسبانيا ما لا يقدم عليه".