ذكرت الصحافة الإسبانية، وعلى رأسها صحيفة "إلباييس" في الأيام القليلة الماضية، نقلا عن مصادر مقربة من الحكومة، أن وزير الداخلية، فيرناندو غراندي مارلاسكا، كان مُعارضا لاستقبال لزعيم "البوليساريو"، وحذر الحكومة من مغبة ذلك على العلاقات الثنائية مع المغرب. وتداولت الصحافة الإسبانية العديد من المعطيات التي تشير إلى أن أعضاء الحكومة الإسبانية لم يكونوا جميعا مع قرار استقبال زعيم "البوليساريو" على التراب الإسباني، مشيرة إلى أن غراندي مارلاسكا، كان من أشد المعارضين لهذه الخطوة، وحذر منها رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، ووزيرة الخارجية أرانشا غونزاليز لايا. هذه الأنباء، دفعت بإذاعة كادينا كوبي الإسبانية، وفق وكالة الأنباء "أوروبا بريس" إلى طرح سؤال على وزير الداخلية الإسباني خلال إجراء حوار معه، حول ما إذا كانت تلك الأخبار بشأن تحفظه على قرار استقبال زعيم الحركة الإنفصالية "البوليساريو" وتحذيره للحكومة، صحيحة أم لا. وقالت أوروبا بريس، بأن وزير الداخلية الإسباني، فيرناندو غراندي مارلاسكا، تحاشى الإجابة بشكل صريح عن هذا السؤال، وقال بأن الحكومة تصرفت تحت ضرورة الدواعي الإنسانية، مضيفا بأنه لا يُمكن التصور أن تكون هذه "اللفتة الإنسانية" هي السبب في أحداث سبتة. ويعتقد متتبعون للعلاقات الثنائية المغربية الإسبانية، أن أعضاء الحكومة الإسبانية، قرروا الالتزام بالخروج بتصريح واحد مماثل، وهو التأكيد على أن استقبال زعيم البوليساريو كان لدواع إنسانية لا غير، بالرغم من أنباء عديدة تسربت من داخل الحكومة تشير إلى وجود خلافات حول هذا الأمر. ويرجع سبب توحيد الخطاب الرسمي الإسباني، وفق ذات المتتبعين، من أجل تفادي مزيدا من الصراعات والانشقاقات في الحكومة، خاصة أن العديد من الأطراف السياسية الإسبانية، اتُهمت بأنها تستغل الأزمة مع المغرب، من أجل إضعاف الحكومة، وحتى الإطاحة بها. وكانت وزيرة الدفاع الإسبانية، مارغاريتا روبليس، بدورها قد صرحت أول أمس الخميس، بأن استقبال إسبانيا لزعيم البوليساريو، كان لدواع إنسانية، مؤيدة تصريحات وزيرة الخارجية الإسبانية في هذا السياق، وهي التبريرات التي يرفضها المغرب، خاصة أنه ثبت وجود تنسيق مع الجزائر وتزوير وثائق إبراهيم غالي لدخول إسبانيا، وهو ما يشير إلى وجود نية مبيتة تعارض المصالح المغربية، وحسن الجوار وفق تصريح وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة. وتجدر الإشارة إلى أن الأزمة الحالية بين المغرب وإسبانيا تُعتبر من أكثر الأزمات الدبلوماسية والسياسية بين البلدين منذ حادثة جزيرة ليلى، ويجعل التكهن بمستقبل العلاقات الثنائية جد صعبة في ظل هذا الوضع الذي يتسم بالترقب.