قال محمد الغالي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، أن قرار اعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية رسميا بالسيادة المغربية على الصحراء المغربية، مقدماته كانت انطلاقا من قرارات مجلس الأمن الدولي، وخاصة القرار الأخير 25/48 ، حيث أن اللمسة الأمريكية كانت جدّ واضحة. وأكد الدكتور الغالي في اتصال هاتفي خصّ به كش24 أن الأعضاء الدائمة، مصالحها متضاربة ولا زالت لم تتضح بشكل جليّ بالنسبة للولايات المتحدةالأمريكية وروسيا ولكن يظهر وكأنه هناك نوعا من التوافق الضمني بين هذه القوى الكبرى، لذلك القرار عندما يؤكد جديّة ووجاهة المبادرة المغربية، مبادرة الحكم الذاتي ويسير في الاتجاه الذي يعتبر بأن البوليساريو يجب أن تكون إيجابية ويجب أن تستغل جو الثقة، ويُدرج الجزائر وموريتانيا، فهذه كلها كانت مؤشرات على أن الأمور هي في صالح المملكة المغربية، وبأن قضية الوحدة الترابية على مستوى أروقة الأممالمتحدة ستعرف انفراجات مهمة. وأضاف المتحدث ذاته أن هناك مسألة أخرى هي التي جعلت جبهة البوليساريو ( بإحساس من طرف الجزائر، بأن قضية الوحدة الترابية ستعرف هذه الاتجاهات)، في هذه الساعات الأخيرة يبذلون قصارى الجهد لإخراج قضية الأقاليم الجنوبية من أروقة الأممالمتحدة وجعلها في أروقة أخرى. وأوضح الغالي أن هذا القرار بطبيعة الحال يفسره سياق التحولات والتطورات، وكذلك حتى أن الموقف الأمريكي من التدخل المغربي لتحرير معبر الكركرات حتى يكون معبرا مدنيا وتجاريا، كان موقف الحياد الإيجابي، بمعنى أنه لم يكن هناك موقف أو تصريح لخارجية حول التدخل، ولكن على أين الموقف الأمريكي كان موقفا مدعم لما قامت به المملكة المغربية. وأكد الدكتور الغالي على أن الاعتراف بمغربية الصحراء وتجسيده من خلال فتح قنصلية، هذا يعني بأن الموقف الأمريكي هو موقف سياسي جدّي، بمعنى هو موقف فيه إرادة سياسية قوية لجعل منطقة شمال إفريقيا ذات حلّة جديدة من خلال الألفية الثالثة، والتأكيد على أن دور هذه القنصلية هو دور اقتصادي وكذلك دور في الرفع من المستوى الاقتصادي للأقاليم الجنوبية، وهذا ما سينعكس على الساكنة بشكل إيجابي. واعتبر الغالي أن القرار الأمريكي ليس متأخرا، لأن اتخاذ موقف من صراع دام مايزيد على 45 سنة ليس سهلا، فإدارة ترامب كانت لها جرأة كبيرة وجرأة جد متقدمة لاتخاذ مثل هذا القرار في ولاية لا تتعدى أربع سنوات، مبرزا أنه قرار جاء في وقته، بل يجب العمل والاشتغال عليه مع الادارة الجديدة خصوصا وأننا كنا في لحظة من اللحظات نعتبر أن الديمقراطيين هم الألين والأقرب إلينا فيما يتعلق في مصالحنا في الأقاليم الجنوبية بينما الجمهوريين كنا نقول بأن موقفهم، موقف مبهم وموقف مرتبط بمصالح معينة، ولكن مثل هذا القرار كي يتخذه ترامب ويأتي الديمقراطيون فيما بعد فهو من ناحية أمر إيجابي. وأشار الغالي أنه من الصعب على الرئيس الجديد جو بايدن أن يغير قرار ترامب بشأن الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء المغربية، ولكن للتريث يمكن للإدارة الجديدة أن تأخذ وقتا وحيزا من الزمن للنظر في كيفية تفعيل أو أجرأة هذا القرار، وهذا بطبيعة الحال سيكون مرتبطا بدراسة دقيقة للمصالح الأمريكية في المنطقة.