أكدت سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية في الجزائر، اليوم الخميس، أن واشنطن تؤيد إجراء مفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو حول الصحراء بهدف البحث عن حلول لهذا النزاع المستمر منذ عقود من الزمان. وجاء الموقف الأمريكي الجديد من قضية الصحراء عقب زيارة قام بها سفير الولاياتالمتحدة المعتمد لدى الجمهورية الجزائرية إلى مخيمات تندوف، الواقعة جنوب غرب البلاد. وقالت السفارة الأمريكية، في بيان لها، إن "واشنطن تدعم بقوة المحادثات المدعومة من قبل منظمة الأممالمتحدة بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، بهدف التوصل إلى حل عادل ومقبول من قبل الطرفين يمنح شعب الصحراء الغربية حق تقرير المصير"، بتعبير المصدر. وذكر المصدر نفسه أن "جون ديدروخ قام بزيارة، يوم 27 مارس الجاري، إلى مخيمات تندوف، استغرقت يومين، التقى خلالها مع مسؤولين جزائريين من إقليم تندوف، بالإضافة إلى ممثلين عن الأممالمتحدة ومنظمات حكومية أخرى، من أجل الوقوف على الوضع الإنساني بالمنطقة". وأوردت السفارة في بلاغها أن الولاياتالمتحدةالأمريكية أرسلت، منذ العام الماضي، أكثر من 8.5 ملايين دولار من المساعدات الإنسانية إلى ساكنة المخيمات. وقبل أيام، اعتمد الكونغرس الأمريكي قانون المالية برسم سنة 2018 الذي ينص على أن المساعدات المالية الممنوحة للمغرب، تحت البند 3، ينبغي أن تكون متاحة لدعم الصحراء. القرار الذي ينتظر أن يصادق عليه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تضمن إشارات واضحة إلى دعم مخطط المغرب التنموي في الأقاليم الجنوبية؛ إذ لم يفصل بين المغرب وصحرائه في قضية المساعدات المالية، كما أنه لم يعر أي اهتمام للحكم الصادر مؤخراً عن المحكمة الأوروبية بخصوص استثناء الصحراء من الاتفاقيات الدولية. وتأتي هذه الخطوة مباشرة بعد تعيين ترامب جون بولتون، أحد المحافظين الجُدد المتشددين، في منصب مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، الذي يتمتع بتأثير كبير، خلفاً لهربرت ماكماستر، الذي يوصف ب"صديق البوليساريو". وآخر موقف رسمي صادر عن الولاياتالمتحدةالأمريكية من قضية الصحراء كان في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، وهو الموقف الذي أكد أن مقترح الحكم الذاتي بالصحراء "جدي" و"واقعي"، و"ذو مصداقية"؛ وذلك عقب اللقاء الذي جمع الملك محمدا السادس وأوباما سنة 2013 بواشنطن.