في الوقت الذي عبرت فيه أغلب الدول الإسلامية والعربية، مجمعة بشكل واضح عن دعم المغرب في عمليته الأخيرة لتحرير معبر الكركرات، من مرتزقة جبهة البوليساريو، أثار موقف فلسطين الغامض مجموعة من علامات الإستفهام لما يحمله من تناقضات. وشكل موقف فلسطين من القضية الذي بدا غامضا ويحمل مجموعة من التساؤلات، صدمة لكل المغاربة الذين عبروا تاريخيا عن دعمهم للقضية الفلسطينية، وذلك بعد بيانين منفصلين ومتناقضين صدرا أول أمس، وتصريحات السفير الفلسطينيبالجزائر، والبيان الذي أعقبه. ففي الوقت الذي لم تخرج الخارجية الفلسطينية بأي بيان ولم تعلن أي موقف رسمي لحد الآن حول الأحداث الأخيرة بين المغرب و البوليساريو، وجدت السفارة الفلسطينية نفسها محرجة أمام بيان صادر عن هيئة تسمى '' الشبيبة الفلسطينية'' ، يدافع عن الأطروحة الانفصالية لجبهة البوليساريو، لتخرج ببيان يتبرأ من سابقه، وتؤكدة موقف فلسطين الثابت على وحدة وسلامة وأمن المغرب ودعم وحدة التراب المغربي. موقف السفير الفلسطيني بالمغرب جاء متناقضا مع موقف زميله في سفارة فلسطينبالجزائر، الذي تبرأ من بيان سفارة بلده في الرباط، حيث قال في حوار مع صحيفة جزائرية إن ''الموقف الرسمي للسلطة الفلسطينية حول الصراع القائم بين المغرب والبوليساريو تصدره وزارة الخارجية فقط ، مؤكدا أن البيان الأخير التي ثم تداوله حول أن فلسطين تدعم المغرب لا يمثل السلطة الفلسطينية، مشددا أن فلسطين ترافع للاستفتاء وحل الأزمة بين البلدين في إطار سلمي''. وتابع الدبلوماسي الفلسطيني أن ،"السلطة الفلسطينية لم تصدر ولم تعلن أي موقف رسمي لحد الآن حول الأحداث الأخيرة بين المغرب والصحراء، ولكن بشكل عام نتمنى الأمن والسلام لكل شعوب المنطقة، نتمنى أن تحل هذه القضية في أسرع وقت، نتأسف من النزاع القائم بين الدولتين بين الأشقاء العربي، نحن نرافع لصالح أن تحل القضية في أن تحل في إطار الأممالمتحدة'' . وبعد الجدل الذي أثارته هذه التصريحات، خرجت سفارة دولة فلسطينبالجزائر، ببيان اليوم الإثنين، قالت فيه إنها فوجئت ب"نشر عنوان في صحيفة الوسط الجزائري يقول إن سفير فلسطينبالجزائر يتبرأ من تصريحات سفير فلسطين في المغرب، الأمر الذي لم يحصل". وأضاف تنويه نشرته السفارة الفلسطينيةبالجزائر، إن منشور جزائري قام بتحريف تصريح رئيس دبلوماسية فلسطين الذي أكد دعمه لجهود الأممالمتحدة لإيجاد حل سياسي متوافق عليه. وشددت ذات السفارة على أن تصريحات سفير فلسطين لدى الجزائر مسجلة على متن شريط فيديو ولا لبس فيها. ولاحظ متتبعين للقضية، محاولة السفير الفلسطينيبالجزائر، دائما عدم إثارة غضب النظام الجزائري بشأن هذا النزاع الإقليمي، وهو ما يعكس يعكس ضبابية موقف السلطة الفلسطينية من نزاع الصحراء المغربية.