كثفت اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية التابعة لإقليم الرحامنة من مبادراتها الإنسانية والتضامنية إزاء الأشخاص في وضعية هشاشة، وذلك من خلال مد يد العون، على الخصوص، لمرضى القصور الكلوي المزمن في مراحله المتقدمة. وهكذا، قررت اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية دعم المرضى الذين يعانون من هذا المرض المزمن ضمن المستفيدين من خدمات مركز تصفية الدم بابن جرير، ولاسيما المدرجين في لائحة الانتظار. وفي هذا الصدد، بادرت السلطات الإقليمية للرحامنة، بشراكة مع عدد من المتدخلين من ضمنهم المندوبية الإقليمية للصحة وجمعية الرحامنة للعناية بمرضى القصور الكلوي، إلى التكفل بالمرضى المسجلين بهذه اللائحة وتمكينهم من العلاجات اللازمة عبر نقلهم، مرتين في الأسبوع (الأربعاء والسبت)، نحو مركز خاص بقلعة السراغنة. وتندرج هذه العملية، التي تقودها جمعية الرحامنة للعناية بمرضى القصور الكلوي تحت إشراف السلطات الإقليمية وتحظى بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في إطار الجهود المبذولة على الصعيد الإقليمي قصد تحسين عرض العلاجات ودعم الأشخاص في وضعية هشاشة بالإقليم. وبالمناسبة، شدد المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بالرحامنة، كمال الينصلي، على الدور المحوري الذي يضطلع المركز الإقليمي لتصفية الدم، كبنية طبية ضرورية تتوفر على التجهيزات اللازمة من أجل تكفل أفضل ومواكبة ناجعة بالمرضى في معركتهم اليومية ضد هذا المرض المزمن. وأوضح الينصلي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه "منذ تدشينه من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس في 23 نونبر 2012، قدم المركز حوالي 30 ألف و861 حصة لتصفية الدم"، مشيرا إلى أن هذه البنية الطبية تمكنت، خلال سنة 2019، من تأمين حوالي 6358 حصة لتصفية الدم. وبعد أن ذكر بأن حوالي 67 مريضا بالقصور الكلوي يستفيدون من خدمات المركز المذكور الذي يضم طاقما طبيا مكونا من 17 ممرضا وطبيبا عاما وطبيبا متخصصا في أمراض الكلى، أبرز الينصلي المبادرة المتخذة من قبل السلطات الإقليمية بتنسيق مع المديرية الجهوية للصحة، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والمتمثلة في تقوية قدرة المركز من خلال حيازة ثلاثة أجهزة لتصفية الدم ليصبح العدد الإجمالي لهذه الأجهزة 21. وتابع أن هذا المركز تلقى أيضا كراسي حديثة خاصة بمرضى القصور الكلوي، قصد ضمان راحة أمثل للمرضى خلال جلسات العلاج، منوها بالجهود المبذولة من قبل الطاقم الطبي للمركز والجمعية والسلطات الإقليمية ومندوبية الصحة، قصد العمل، يدا في يد، لفائدة صحة ورفاه مرضى القصور الكلوي. وأوضح الينصلي أنه "في إطار الجهود المبذولة على الصعيد الإقليمي بهدف تصفير لائحة انتظار مرضى القصور الكلوي، بادر عامل الإقليم، السيد عزيز بوينيان، عبر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إلى التكفل بالمرضى وتمكينهم من خدمات مركز خاص بقلعة السراغنة". من جانبه، نوه رئيس جمعية الرحامنة للعناية بمرضى القصور الكلوي، نور الدين الزوزي، بالجهود المبذولة من قبل السلطات الإقليمية قصد التخفيف من معاناة المرضى، مذكرا بالشراكة المبرمة بين الجمعية المذكورة والمركز الخاص لتصفية الدم، قصد التكفل بالمرضى المتواجدة أسماؤهم ضمن لائحة انتظار مركز تصفية الدم بابن جرير. واستعرض في هذا السياق، سلسلة من الخدمات المقدمة من قبل الجمعية لفائدة مرضى مركز تصفية الدم بابن جرير، من ضمنها نقل حوالي عشرة مرضى من مقر إقامتهم نحو المركز الخاص بقلعة السراغنة، والتحليلات الطبية وتوزيع الأدوية للأشخاص المستهدفين. ودعا الزوزي إلى إحداث مراكز أخرى لتصفية الدم على الصعيد الإقليمي قصد الاستجابة لحاجيات هذه الفئة من المرضى، علما بأن إقليم الرحامنة شهد، خلال السنوات الأخيرة، تطورا ديموغرافيا وتوسعا عمرانيا ملحوظا. من جهته، أشار رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم الرحامنة، محمد العيشي، إلى أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تدعم مرضى القصور الكلوي من أوساط معوزة، من خلال التخفيف من معاناتهم وتقوية قدرة مركز تصفية الدم بابن جرير وتجهيزه بأحدث التقنيات. وقال العيشي "فكرنا بدعم المرضى المتواجدين بلائحة الانتظار، بالانفتاح على القطاع الخاص من خلال شراء الخدمات وضمان العلاج لكافة الفئات الهشة بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية"، موضحا أن مرضى القصور الكلوي يستفيدون، إلى جانب الخدمات الأخرى، من التنقل المجاني من مقر إقامتهم إلى مكان العلاج. وأشاد، في هذا الصدد، بكون إقليم الرحامنة لم يعد يضم أي مريض بالقصور الكلوي في لائحة الانتظار، بفضل التكفل التام والكامل.