يعيش فريق الكوكب المراكشي موسما إستثنائيا بكل المقاييس، نظرا للنتائج المتفاوتة والمتناقضة التي بصم عليها الفريق بين منافستي البطولة الوطنية وكأس الاتحاد الافريقي لكرة القدم الفريق الذي عانى بشكل كبير من المشاكل المادية في بداية الموسم، ومن مسلسل التردد الذي طبع قيادة المدرب السابق هشام الدميعي الذي كان شارد الذهن خلال بداية الموسم بسبب رغبته في تغيير الاجواء و اصرار النادي على بقائه، جعل فارس النخيل يبصم على موسم كارثي من خلال النتائج المسجلة في بطولة اتصالات المغرب، وفي المقابل استطاع التألق افريقيا بعد التعاقد مع المدرب حسن بنعبيشة، الذي قاد الفريق خلال ثمانية مبارايات قارية بشكل جعل الفريق المراكشي، يتموقع وسط كبار القارة المشاركين في دوري المجموعتين لكأس الكاف بعد إقصائه لفرق كبيرة كان ابرزها مولودية وهران الجزائري والمريخ السوداني. ورغم ان الكوكب المراكشي يعيش وضع صعبا على مستوى موقعه في مؤخرة الترتيب في البطولة الاحترافية، إلا ان الجمهور المراكشي لم يظهر لحدود الساعة الدعم المطلوب للفريق واكتفى جل المتتبعين للشأن الرياضي المحلي ومكونات الجمهور المراكشي بالتدمر عبر شبكات التواصل الاجتماعي وفي المقاهي والتجمعات، وإلقاء اللوم على المكتب المسير في بعض الاحيان وعلى اللاعبين والمدرب في احيان اخرى، دون ان يسائل أحدهم نفسه عن مسؤولية الجمهور في النتائج المسجلة فلا شك ان دور الجمهور الذي يلقب باللاعب 12 في الملعب جوهري ومهم جدا في كرة القدم، وهو الامر الذي حرم منه فريق الكوكب المراكشي لاعتبارات عديدة لا يمكن اختزالها نهائيا في سوء النتائج، لان الفريق بصم على ثلاثة مواسم رائعة قبل هذا الموسم، ومع ذالك فإن الجمهور المراكشي لم يمنحنا يوم نشوة رؤية ملعب مراكش الكبير مملوء عن آخره، وكان دوما علينا انتظار مباريات المنتخب المغربي لكي نستمع بجمالية الجمهور في الملعب المتميز لمراكش كما لايمكن إلقاء اللوم على الجمهور وحده نظر لعدة ظروف، تخص أساسا موقع الملعب البعيد عن مركز المدينة، وعدم توفر وسائل النقل، وهو الشيئ الذي يحول دون تنقل المناصرين الى الملعب، حيث يجد جلهم صعوبات جمة للتنقل الى الملعب الكبير لمراكش في غياب اي تدخل من ادارة النادي او السلطات المحلية، وكذا شركة النقل الحضري التي تتفادى تخصيص حافلات في اتجاه الملعب اثناء لعب المباريات به، خوفا من الشغب الذي صار ظاهرة ملازمة لمباريات كرة القدم بالمغرب ورغم كل هذه الاعتبارات فإن الجمهور شانه شان باقي المتدخلين السالفي الذكر، يعتبر مقصرا تجاه فريق الكوكب المراكشي حيث ان الوضع الراهن للفريق و المباريات التي لعبها مؤخرا كانت تحتاج لتضحيات من الجماهير وتظافر جهود جميع المتدخلين، من اجل تسهيل تنقل هذه الجماهير وعدم خدلان الفريق في وقت الشدة، لان الجماهير الحقيقية هي التي تكون بجانب فرقها في اوقات الشدة، وتدعم لاعبي الفريق بتشجيعها طيلة 90 دقيقية، و هو الامر الذي غاب عن ملعب مراكش بشكل شاذ وغريب و مثير للاستفهام وجدير بالذكر ان الكوكب المراكشي يلعب يوم الاحد القادم مباراة مصيرية امام الفتح الرباطي متصدر الترتيب، والباحث عن التتويج بدرع البطولة، ومن شأن الفوز في هذه المباراة تعزيز فرص الكوكب المراكشي في البقاء في قسم الاضواء، وهو الامر الذي لم يتأتى في ظل خدلان الجماهير لفريقها في مثل هذه الاوقات الصعبة، لهذا فإن الجماهير المراكشية مدعوة ومطالبة للحضور بكثافة الى ملعب مراكش الكبير يوم الاحد القادم، لدعم فريقها الذي سوف يطبع على موسم متميز في حالة ضمن البقاء في القسم الاحترافي، خصوصا وانه وصل الى مستويات جد مشرفة في المنافسات القارية، وسيكون تمكنه من البقاء فرصة للاستمتاع بتألقه الافريقي، وهو الامر الذي حرم منه عشاق الفريق بسبب وضعه السيئ في البطولة. والدعوة لدعم الفريق المراكشي في مباراته القادمة في مراكش ليست موجهة فقط للجماهير المراكشية، بل ايضا لادارة النادي و السلطات المحلية ولكل المتدخلين الذين بإمكانهم توفير سبل التنقل الى الملعب لفائدة انصار الفريق، وهي فرصة لتذكير الفصيل المساند لفريق الكوكب المراكشي بانه خدل الفريق وعليه ان يكون في الموعد وفاء لما كان بروجه من وعود بدعم الفريق في السراء والضراء، مع العلم انه مطالب بالاستغناء عن قبعة الفصيل احتراما للقوانين، والالتزام بقبعة المساند للفريق وللمدينة التي تستحق ان يكون فريقها احسن حالا مما هو عليه، وبه وجب الاعلام و السلام.