عادة ما يصيب مرض الزهايمر كبار السن وفي وقت متأخر من العمر، ولكن هل بالإمكان تطوير طريقة تساعد على الكشف عنه في وقت مبكر؟ هذا ما ستجيب عنه هذه الدراسة. فقد وجد الباحثون أن جينات معينة تزيد خطر الاصابة بمرض الزهايمر، ومعظم هذه الجينات تترك أثارا جانبية على الشخص تظهر في مراحل الطفولة لتكون مؤشرا للإصابة بالمرض لاحقا.
فالعامل الجيني يعد عاملا خطرا بين مجموعة أخرى من العوامل التي تؤدي إلى الاصابة بمرض الزهايمر مثل العمر والتاريخ العائلي، والعمل على تحديد هذه الجينات سيساعد كثيرا الاشخاص الذين يقعون في فئة خطر الإصابة بالمرض.
وكشفت الدراسة أن جينا يدعى “APOE ε4” بالإمكان العثور عليه لدى الاشخاص في الفئة المعرضة للإصابة بمرض الزهايمر قبيل وصولهم إلى عمر العشرين، علما أن أعراض المرض لا تظهر قبل حلول سن ال 60 على الاقل.
ويقع هذا الجين على الكروموسوم ال 19، ويلعب دورا كبيرا ورئيسيا في تطوير الاصابة بمرض الزهايمر، حيث يحمل جميع الاشخاص نسختين من هذا الجين، واحدة تتم وراثتها من الأب وأخرى من الأم.
وتوصل الباحثون بعد إجراء الدراسة إلى أن الجين ε4 كان موجودا لدى 10- 15% تقريبا من المشتركين، وكان التطور العقلي لديهم مختلفا مقارنة بغيرهم، كما انخفضت نتائج فحص مهارات الذاكرة والتفكير لديهم مما يدل على احتمال اصابتهم بمرض الزهايمر مستقبلا. وبهذا الصدد عقبت الباحثة الرئيسية في الدراسة ليندا تشانغ (Linda Chang) قائلة: “دراسة الجينات لدى الاطفال قد تعطينا مؤشرا للذين يقعون بينهم في فئة خطر الإصابة بالزهايمر مستقبلا، وقد تساعدنا أيضا على تطوير أساليب الوقاية من المرض”.
وقد تمكن الباحثون من التوصل الى هذه النتائج بعد استهدافهم ل 1187 طفلا تراوحت اعمارهم ما بين 3- 20 عاما، وخضعوا لفحص الدماغ ولفحص آخر جيني بالإضافة الى فحوصات تخص مهارات الذاكرة والتفكير.
وكانت دراسات سابقة قد بينت أن الاشخاص الذين يحملون جين ε4 يكونون أكثر عرضة للإصابة بالمرض مقارنة بغيرهم، ومن المتوقع ان يرفع هذا الجين من خطر الاصابة بالمرض بنسبة حوالي 20- 25%.
ويأمل الباحثون أن تكون هذه النتائج مبشرة لتطوير آليات فحص تساعد على التنبؤ بخطر الاصابة بمرض الزهايمر في عمر مبكر، بهدف إجراء تدخلات تحد من شدة المرض لديهم.