وجدت دراسة حديثة أن جين الزهايمر المعروف ب (APOEe4) الذي يزيد بقوة من خطر الاصابة بالخرف تبدأ اثاره بالظهور عند الطفل في سن الثالثة، متسببا بانكماش دماغه وإضعاف قدرته المعرفية، واكتشفت الدراسة أن الأطفال الذين يحملون هذا الجين تزيد عندهم احتمال الاصابة بالخرف 15 مرة، ويكون اداؤهم أضعف في اختبارات الذاكرة والتركيز وتنفيذ الوظيفة. ولاحظ الباحثون أن المناطق الموجودة في الدماغ والتي تتأثر بمرض الزهايمر مثل الحُصين والتلافيف الجدارية تكون أصغر حجما بنسبة 22 في المئة لدى من يحملون هذا الجين، وهذه اول دراسة تبين ان التغيرات الوراثية التي يمكن ان تؤدي الى مرض الزهايمر تمارس تأثيرها على الدماغ في فترة مبكرة جدا من حياة الشخص. ويقول الباحثون الذين اجروا الدراسة من جامعات هاواي وييل وهارفرد ان المسح الاشعاعي للتحقق من وجود هذا الجين يتيح للأطباء معرفة الأطفال الذين يمكن ان يتلقوا تدخلات طبية مبكرة مثل المساعدة التربوية والعلاج الوقائي والمراقبة الصحية وزيادة التمارين. وشملت الدراسة 1187 طفلا وشابا في الثالثة والعشرين من العمر شاركوا في اختبارات وراثية ومسوح اشعاعية للدماغ وخضعوا لسلسلة من الاختبارات لقياس مهاراتهم الفكرية وقوة ذاكرتهم، ولم يكن أفراد العينة مصابين بأي أمراض دماغية أو مشاكل أخرى أثرت في نمو ادمغتهم. وقالت رئيسة فريق الباحثين الدكتورة لندا تشانغ ان الأشخاص الذين يحملون الجين APOEe4 ظهرت عليهم أشد الآثار السلبية على تكوين الدماغ والقدرة الفكرية التي تظهر في المشاركين الأكبر سناً والمصابين بمرض الزهايمر. ويعتقد الباحثون ان هذا الجين يبطئ نمو الدماغ ويمكن ان يصبح هدفا للتطبيب لاحقا. كما وان هذا الجين يجعل حامله أكثر تعرضا للمرض ويرى بعض العلماء ان الاصابة بمرض الزهايمر يمكن ان يبدأ بالتهاب وتتم مكافحته بالمضادات الحيوية.