تثمينيا للتراث الوطني وسعيا لصيانة النسيج العتيق لمدينة مراكش نظمت المديرية الجهوية للثقافة بجهة مراكش أسفي يوم الخميس 31 أكتوبر 2019 بالقاعة الصغرى للمركب الثقافي والمعهد الموسيقي بالداوديات ورشات تقنية مع هيئات المجتمع المدني وباحثين متخصصين حول مخطط تدبير المدينة العتيقة لمراكش. ويأتي تنظيم هذه التظاهرة لتنزيل توصيات منظمة اليونسكو لتمكين مواقع التراث العالمي من أنظمة تدبير فعالة وفق آليات اشتغال تشاركية، في أفق بناء رؤية موحدة بين القطاعات الحكومية والمجتمع المدني والسكان لبلورة تدبير فاعل وناجع. وانكبت محاور هذه الورشات التقنية على التعريف بمشروع مخطط تدبير المدينة العتيقة لمراكش وإعداد خارطة طريق تشاركية من خلال مجموعتي عمل: الأولى خاصة بالمجتمع المدني والثانية خاصة بالباحثين المتخصصين، وذلك وفق منهجية اشتغال تقوم على تشخيص الوضع الراهن للتراث المادي و اللامادي للمدينة العتيقة بما يشتمل عليه من نقط القوة والضعف وما يتيحه من فرص للاستثمار ومخاطر محدقة إن على المدى القريب، المتوسط أو البعيد، وكذا تقييم الآليات التنظيمية لتدبير التراث الغني والمتنوع للمدينة القديمة التي تختزن مقومات حضارية استثنائية. في السياق ذاته تم تسليط الضوء على واقع ساحة جامع الفنا وفنون الفرجة والمعارف التقليدية والحرف والممارسات الثقافية بشكل عام. وخلص المشاركون إلى مجموعة من الحلول والتوصيات التنظيمية، التشريعية، الإدارية، العلمية، الفنية، الاجتماعية والثقافية، وستعمل المديرية الجهوية للثقافة بمراكش على تضمينها في مخطط تدبير المدينة العتيقة الذي يراهن عليه لتجاوز معيقات الوضع الراهن واستشراف آفاق مستقبلية تجعل من التراث المادي واللامادي لمدينة مراكش رمزا للهوية المغربية الأصيلة ورافعة أساسية للتنمية الثقافية.