يشكل موضوع إعداد جرد للتراث الثقافي اللامادي محور ورشة انطلقت أشغالها اليوم الثلاثاء بمراكش، بمشاركة حوالي عشرين متخصصا وطلبة وباحثين وممارسين في هذا المجال ينحدرون من ثلاث بلدان مغاربية (المغرب وتونس وموريتانيا). وتهدف هذه الورشة التكوينية ، التي تستمر إلى غاية ال27 ماي الجاري، إلى الاطلاع على المقاربة المعتمدة في إطار اتفاقية حماية التراث الثقافي غير المادي التي تم اعتمادها من قبل اليونسكو سنة 2003 ، والدور الذي يتعين على الممارسين الاضطلاع به في إطار تفعيل هذه الاتفاقية. وقال أحمد سكونتي الباحث في المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن التراث الطبيعي والمادي واللامادي أضحى خلال السنوات الأخيرة في صلب اهتمام السلطات العمومية بالمغرب موضحا أن وزارة الثقافة أعدت استراتيجية وطنية "تراث 2020" تتوخى تحسين وضعية التراث الوطني من خلال وضع برامج ملموسة تعنى بالجوانب المتعلقة بالصيانة والمحافظة والتكوين والتحسيس والنشر في مجال التراث. وأشار إلى أن هذه الورشة تستهدف العديد من مكونات التراث اللامادي ( أغاني ، رقصات ، مهن ، معارف....) التي تم تجاهلها من قبل السلطات العمومية بالعديد من الدول غير أنها بدأت تحظى بالاهتمام وخاصة بفضل تفعيل اتفاقية حماية التراث الثقافي غير المادي. وأضاف الباحث المغربي أن هذا التكوين سيمكن المستفيدين من التعرف على آليات إجراء جرد للعناصر المكونة لتراثهم من أجل إعداد وبلورة مخططات لحماية وصيانة هذا التراث. من جانبها، أوضحت المكلفة بمشروع برنامج الثقافة بمكتب اليونسكو الخاص ببلدان المغرب العربي ، سناء علام ، أن هذه الورشة تندرج في إطار تفعيل مشروع "حماية التراث الثقافي اللامادي من خلال تعزيز القدرات الوطنية بالمغرب العربي". وأشارت إلى أن المستفيدين الرئيسيين من الورشة هم عاملون بوزارات الثقافة بموريتانيا والمغرب وتونس، وممثلو جمعيات مدنية وكذا مهتمون بالتراث الثقافي. وقال المدير الجهوي لوزارة الثقافة بمراكش عبد الرحيم البرطيع، أن هذه الورشة تهدف إلى إطلاع مختلف الفاعلين المعنيين بهذا المجال على مكونات اتفاقية حماية التراث الثقافي غير المادي وتزويدهم بالمعارف والكفاءات التي تسمح لهم بإعداد جرد وتحديد وتعريف التراث الثقافي اللامادي. ويعقب هذا اللقاء ورشة احتضنتها مدينة اكادير في مارس الماضي، من قبل اليونسكو بتعاون مع المديرية الجهوية لوزارة الثقافة بمراكش. ويؤطرها خبيران من اليونسكو هما محمد لمين ولد بيدجو (موريتانيا) وأحمد سكونتي (المغرب).