احتضن مقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة كلميم-السمارة، أمس الخميس، لقاء تواصليا مع الفعاليات المحلية حول التراث الثقافي غير المادي بتأطير من وزارة الثقافة وباحثين في الميدان. ويأتي هذا اللقاء في إطار الإعداد للورشة الجهوية المقبلة التي ستنظمها الوزارة مع فاعلين آخرين، من أجل التشاور والتوعية بشأن كيفية التعرف وتحديد أشكال التراث غير المادي الموجود بالجهة وخاصة منها الكنوز البشرية الحية، وذلك بغية العمل على صيانتها وتثمينها وكذا استثمارها في التنمية المستدامة. وأبرز المشاركون في هذا اللقاء أهمية الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي الذي تزخر به المناطق الجنوبية، والمهدد باستمرار للزوال والاندثار، سواء بسبب موجة العولمة الزاحفة والتحول الاجتماعي أو نتيجة الجهل بأهميته أو الافتقار إلى الموارد اللازمة لصيانته. وفي هذا الصدد، لم يخف السيد الطالب بوي العتيق، المدير الجهوي للثقافة بجهة كلميم-السمارة، تخوفه من زوال هذه الكنوز التي كانت نتاج تجارب عميقة أنتجتها مهارات بشرية متنوعة، ما لم تتظافر الجهود من أجل صيانتها وحمايتها وفق منهجية محكمة تقوم على حصر وتحديد كل ما هو تراث غير مادي في المنطقة الجنوبية. من جانبه، توقف الأستاذ أحمد سكونتي، الخبير في التراث الثقافي غير المادي لدى منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافية والعلوم (يونسكو)، عند منظومة الكنوز البشرية الحية التي تهدف إلى الاعتراف بحاملي التراث الثقافي غير المادي وتثمين جهودهم لتمرير وتلقين معارفهم للأجيال الناشئة. وأشار إلى أن هذه المنظومة، التي ستشكل هدف الورشة المقبلة، جاءت كأحد السبل الكفيلة بصيانة هذا التراث وكذا الحد من ضياع أشكال مختلفة ومتنوعة منه، سواء تعلق الأمر بالرقص والغناء أو العروض والحكايات الشعبية أو المهارات المرتبطة بالحرف التقليدية أو المعارف المرتبطة بالطبيعة والكون أو البحر وغيرها من الأشكال والمهارات الإبداعية. يذكر أن هذا اللقاء يندرج ضمن برنامج التعاون المشترك "التراث الثقافي والصناعات الخلاقة كقاطرة للتنمية بالمغرب 2008- 2012"، الذي وضعته الحكومة المغربية بتعاون مع هيئات الأممالمتحدة بهدف الاستفادة من التراث الثقافي، من خلال تقوية مكانته وتعزيز الصناعات الخلاقة في سياسات واستراتيجيات التنمية البشرية ومحاربة الفقر. وقد تضمن برنامج هذا اللقاء بالخصوص، تقديم عدة عروض حول "برنامج التعاون المشترك"، و"منظومة الكنوز البشرية الحية"، و"اتفاقية صيانة التراث غير المادي لليونسكو لسنة 2003"، و"مجالات التراث الثقافي غير المادي ومالكيه".