شهد الرواق التركي خلال الأيام الثلاثة الأولى من مؤتمر الأممالمتحدة حول المناخ "كوب 22" في مدينة مراكش المغربية العديد من اللقاءات والمحاضرات للتعريف بتجارب تركيا في مجال الحد من التغير المناخي، فضلا عن التعريف بالفنون والثقافة التركية. ويحرص الخبراء الأتراك على تقديم معطيات للزوار، سواء المتعلقة بجهود البلاد، في مجال مكافحة التداعيات السلبية للتغير المناخي، أو المرتبطة بثقافة البلاد.
وقال رئيس قسم العلاقات الخارجية بوزارة البيئة التركية "جنكيز طايلان باي قره" ، في تصريحات للأناضول، إن وفد بلاده يضم العديد من المسؤولين والخبراء في مجالات متعددة للتعريف بجهود تركيا في مجال مكافحة التغييرات المناخية.
وأضاف أن بلاده تعتزم تنظيم مؤتمر الأممالمتحدة حول المناخ "كوب 26" خلال 2020.
ولفت إلى أن بلاده استثمرت في الطاقات المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بالنظر إلى قدرتهما على الحفاظ على بيئة نظيفة.
وتسعى تركيا لتوسيع استغلال الطاقة المتجددة التي توفرها طبيعة البلاد، وقطعت في هذا الصدد أشواطا لا بأس بها.
وفي ماي الماضي، تم افتتاح أكبر محطة لتوليد الطاقة الشمسية بتركيا، في مدينة قونيا (وسط)، تمتد على مساحة 430 دونم (حوالي 430 كيلومتر مربع)، ومن المقرر أن تتراوح قدرتها الانتاجية 3 – 4 آلاف ميغا واط سنويا.
وسبق أن شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال قمة المناخ التي عقدت العام الماضي في باريس على الحاجة إلى نظام قوي، للتمكن من إبقاء ارتفاع درجات الحرارة العالمي، دون مستوى 2 درجة مئوية.
وأعلن أردوغان خلال القمة أن بلاده وضعت خارطة طريق لمكافحة التغير المناخي حتى عام 2030.
وقال "نهدف إلى الحد من الانبعاثات بنسبة 21 % بحلول عام 2030، وجهودنا مستمرة لتحقيق هذه الغاية، الى جانب الدعم الدولي".
وفي إطار التعريف بالثقافة التركية على هامش المؤتمر، أقام الفنان التركي شمس الدين داغلي معرضا لفن "الإبرو" أو الرسم على الماء، حظي بإقبال شديد من الزوار.
وقال داغلي في تصريح للأناضول إن "هذا الفن التقليدي يتسم بالجمالية والمزج بين الرسم والماء، ليعطي لوحات تشكيلية في منتهى الجمال".
ويعد "الإيبرو"، من أقدم الفنون التركية التي ظهرت، خلال العصور الوسطى في تركستان، الموطن الأصلي للأتراك، وهي منطقة واسعة في آسيا الوسطى، تضم حاليًا أربع جمهوريات تركيّة، استقلت عقب انهيار الاتحاد السوفيتي مطلع تسعينيات القرن الماضي، وهي كازاخستان، وأوزبكستان، وتركمانستان، وقرغيزستان، إضافة إلى إقليم تركستان الشرقية، الذي تحتله الصين منذ أربعينيات القرن الماضي.
ويعبر فن الإيبرو عن مشاعر فنانيه، وأحاسيسهم، من خلال مزيج من الألوان، تتشكل على وجه الماء، ثم تطبع على ورق مرمري خاص، في تحفة إبداعية جميلة.
وفي نوفمبر 2014، أدرجت "اليونسكو"، الإيبرو على لائحة التراث غير المادي لتركيا.
من جهته، قال أنصار فرات مدير معهد "يونس أمره الثقافي" التركي بالرباط إن "المعهد سيقوم بعرض الفنون التركية التقليدية ضمن فعاليات مؤتمر المناخ الدولي".
وأضاف للأناضول أن المعهد يريد إيصال رسالة مفادها، أن الفنون والثقافة هي أحد الطرق للتواصل الإنساني في جميع المجالات بما فيها المرتبط بمواضيع المناخ والبيئة.
وانطلقت الاثنين الماضي فعاليات مؤتمر الأممالمتحدة حول المناخ "كوب 22″، في مدينة مراكش، وسط المغرب ويمتد من الفترة من 7 إلى 18 من الشهر الجاري.
ويبحث المؤتمر العديد من الملفات، المرتبطة بالمناخ، أبرزها كيفية الحد من تأثيرات التغييرات المناخية، وآليات جمع 100 مليار دولار، التزمت الدول المتقدمة، بمنحها للدول النامية لتجاوز الانعكاسات السلبية للتغير المناخي بموجب "اتفاق باريس" العام الماضي.