بحركات متقنة وألوان تسيح على سطح الماء منسابة في تمازج فريد، قدمت الفنانة التشكيلية التركية "نييو بروم" أعمالها المستوحاة من فن "الإيبرو" (الرسم على الماء) أمام عدد من التشكيليين والطلاب المغاربة خلال ورشة نظمها مركز "يونس إمره" للثقافة التركية، اليوم السبت، بالعاصمة المغربية الرباط. واستفاد عشرات المتخصصين في الفنون التشكيلية، من ورشة تدريبية نظمها المركز، حول فن "الإيبرو" التركي، وتقنياته، والجماليات الفريدة التي يزخر بها، تتواصل لمدة 6 أسابيع. وفي حديث ل"الأناضول" اعتبرت "بوروم" أن فن الإيبرو ذو خصوصية فريدة، مضيفة "أكاد أشبه لوحاته بالرقص على الماء عبر الألوان ومن خلال انسجامها وتمازجها". وقبل 3 سنوات قامت الفنانة التركية "نييو بوروم" بإنشاء ورشة خاصة لتعليم هذا الفن العريق في تركيا، معتبرة أن زيارتها للمغرب تندرج أيضا في ذات السياق، من أجل تعريف الفنانين والمهتمين المغاربة بجمالية "الإيبرو" ودعوتهم للانفتاح عليه. ومضت قائلة "منذ زمن بعيدة والفنون التشكيلية العريقة التركية تجذبني بقوة وحاولت تعلُمها واحترافها، وقادتني الممارسة إلى فن الرسم على الماء "إيبرو" الذي استهواني بشدة وحرصت اتقانه والتعبير من خلاله عن ما يخارج دواخل. ويعد "الإيبرو"، من أقدم الفنون التركية التي ظهرت، خلال العصور الوسطى في تركستان (الموطن الأصلي للأتراك، وهي منطقة واسعة في آسيا الوسطى، تضم حاليًا أربع جمهوريات تركيّة، استقلت عقب انهيار الاتحاد السوفيتي مطلع تسعينيات القرن الماضي، وهي كازاخستان، وأوزبكستان، وتركمانستان، وقرغيزستان، إضافة إلى إقليم تركستان الشرقية، الذي تحتله الصين منذ أربعينيات القرن الماضي). ويعبر فن "الإيبرو" عن مشاعر فنانيه، وأحاسيسهم، من خلال مزيج من الألوان، تتشكل على وجه الماء، ثم تطبع على ورق مرمري خاص، في تحفة إبداعية جميلة. وبلغ "الإيبرو" أوجه في عهد الإمبراطورية العثمانية، وانتقل منها إلى أوروبا، بعد فتح القسطنطينية (إسطنبول) عام 1453، عن طريق الزوار، والتجار القادمين إلى حاضرة الخلافة العثمانية، وعرف ذلك الفن في أوروبا باسم الورق التركي. والجدير بالذكر أن منظمة اليونسكو، أدرجت فن الرسم على الماء، "الإيبرو"، تراثًا غير ماديٍ للإنسانية، باسم تركيا على لائحة التراث غير المادي في نوفمبر 2014. *وكالة الأناضول للأنباء