لم يصدّق عبد الوهاب جراد مدير معهد الجليل في الرباط حيث كان يدرس الفنان سعد المجرد، خبر اعتقال هذا الأخير. وقال عبد الوهاب الذي تقاعد مؤخراً عن العمل التربوي لمجلة “سيدتي” إنّ “المجرد الذي قضى ست سنوات من تعليمه الابتدائي بهذه المؤسسة كان مرحاً، ودمث الخلق وموهوباً ومولعاً بالغناء منذ الصغر، وأحيانا على حساب تحصيله الدراسي الذي كان بسيطاً. وقال إنه “كان يميل للغناء وكثيراً ما كان الأستاذة المرافقون له في سيارة النقل المدرسي يشكون لي من أنه بمجرد أن يستقل السيارة يومياً حتى يبدأ حفله الغنائي التلقائي يغني ويطرب رفاقه التلاميذ الذين يجدون فيه أنيساً ممتعاً”. وتابع “بدت موهبته الفنية واضحة للأسرة التربوية، نعرفه ودوداً وطيباً ومؤدباً مع جميع أساتذته، وأذكر أنه مرة دعوت والديه المطرب البشير عبده والممثلة نزهة الركراكي للحضور بعدما اكتشفت ميوله الجارفة للغناء أكثر من ميوله للتحصيل الدراسي، ولم يختلفا معي في الرأي، فقد لمسا نفس الملاحظة بمتابعتهما لابنهما الذي كغيره من الموهوبين في سنه كان لديه حباً للظهور والشهرة والتباهي على أقرانه في المؤسسة، فكان يسارع للمشاركة في حفلاتها ليفجر موهبته، وكان متحمساً للغناء أكثر من تحمسه للدراسة ما جعل عطاءه الفني يفوق بكثير عطاءه الدراسي”. وعن حبسه علّق قائلاً “أتمنى أن يكون اعتقاله مجرد سحابة صيف”.
وذكر عبد الوهاب أن المجرد جاء في العام 2013 ليزور مؤسسته ليستعيد مجموعة ذكريات ما يزال يحتفظ بها، حيث زار حجرة من حجرات الدراسة التي تعلم فيها، إذ لم تنسه شهرته طفولته ومدرسته وأساتذته. وختم عبد الوهاب قائلاً “لم نسجّل عليه طوال فترة دراسته هنا بهذه المؤسسة كمربين متخصصين ومصاحبين له أي سلوك انحرافي، وكان باختصار مفعم بحيوية ودينامية يتخذ من فضاء سيارة نقل الأطفال مسرحاً ومن زملائه جمهوراً وكورال، نتمنى أن لا تكون محنته الحالية في فرنسا سبباً في انكسار الحلم الذي عاش من أجله منذ صغره، وإن كنا لا تستبعد بأنه راح ضحية مؤامرة ما.”