توصلت دراسة حديثة، نُشرت في مجلة "العلوم والتكنولوجيا البيئية"، إلى أن مجرد الوقوف بالقرب من موقد الشواء قد يزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان. والمثير للدهشة، أن الأمر لا يتعلق باستنشاق الدخان الناتج عن الشواء فقط، ولكن تناول الأطعمة المشوية وامتصاص المواد المسرطنة من خلال الجلد. وعادة ما يتم طهي شرائح اللحم على منقل الشواء، في درجة حرارة تتراوح بين 300 و400 درجة فهرنهايت. ويمكن أن تؤدي هذه العملية إلى إطلاق مواد كيميائية تسمى الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات (PAHs). ووجد الباحثون أن هذه المركبات تسبب طفرات جينية، يمكن أن تؤدي إلى السرطان. وعلى وجه الخصوص، تم ربط PAHs بسرطان الرئة والمثانة والجلد. وتتكون اللحوم من الأنسجة العضلية والدهنية، ولكن هذه الحرارة والأحماض الأمينية والسكريات وغيرها من المكونات، تتفاعل وتندمج مع الفحم الموجودة على موقد الشواء. وهنا تتحول إلى PAHs، تلتصق بالغلاف الخارجي للحوم الموجودة على الشواية ويلفها الدخان. ولكن الدراسة الجديدة تشير إلى أن ثاني أكبر مصدر للكيماويات هو عدم تنفس الدخان المحمل ب PAHs، ولكن امتصاصه عبر الجلد. ومن أجل تحديد درجة التعرض لدخان الشواء الأكثر خطورة، طلب الباحثون الصينيون من عدد من المتطوعين الوقوف على مسافات متفاوتة من مكان الشواء، كما أكل البعض الطعام المطبوخ. وبعد الطهي، قاموا بتحليل عينات البول لدى كل مشارك. ووجدوا مستويات عالية من PAHs لدى الأشخاص القريبين من مكان الشواء، ولكن الاتصال الجلدي أحدث فرقا مفاجئا في مدى تعرضهم للسرطان. يذكر أن الدهن الساخن يتحول إلى زيت ومن ثم إلى شكله الغازي، لينطلق عبر الدخان. ويفترض الباحثون أن محتوى الزيت في الدخان يساعد البشرة على امتصاصه. وينصح الباحثون بضرورة تغطية الجلد قدر الإمكان عند الشواء، وإجراء تغيير سريع للملابس المليئة بالدخان بمجرد الانتهاء من الشوي، لتقليل مخاطر الإصابة بالسرطان.