وقع صندوق الإيداع والتدبير المغربي والشركة الصينية "غوشن هاي تيك" مذكرة تفاهم لدعم بناء مصنع "جيغافاكتوري" متطور في مدينة القنيطرة المغربية. سيركز هذا المصنع المتطور على تصنيع بطاريات الليثيوم أيون، وهي مكون أساسي في السيارات الكهربائية، بالإضافة إلى أنظمة تخزين الطاقة. تمثل هذه الاتفاقية بداية فصل جديد في مسار المغرب ليصبح لاعبًا رئيسيًا في قطاع السيارات الكهربائية العالمي. يهدف مصنع القنيطرة إلى إنشاء نظام إنتاج متكامل يركز على تصنيع خلايا الليثيوم أيون عالية الجودة، وحزم البطاريات للسيارات الكهربائية، وأنظمة التخزين للطاقة. من المتوقع أن يوفر هذا المشروع 2300 فرصة عمل مباشرة في مرحلته الأولى فقط، مما يعزز بشكل كبير من فرص العمل في المغرب. هذه المبادرة تعد دليلًا على مكانة المغرب المتزايدة كوجهة استثمارية جذابة، خاصة في قطاع السيارات الكهربائية. لن يسهم هذا المشروع في النمو الاقتصادي للمغرب فحسب، بل سيلعب أيضًا دورًا محوريًا في تعزيز قدرة البلاد على تصدير التكنولوجيا المتقدمة في مجال الطاقة النظيفة. مع التحول العالمي نحو السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة، لا يمكن التقليل من أهمية هذه المبادرة. تجسد الشراكة بين صندوق الإيداع والتدبير والمجموعة الصينية "غوشن هاي تيك" مثالًا قويًا على التعاون الدولي المثمر. ويؤكد الخبير في مجال الطاقة، الأستاذ محمد بوحميدي، أن هذه الشراكة تمثل أكثر من مجرد صفقة مالية؛ بل هي تحول كبير في سلسلة توريد السيارات الكهربائية العالمية. ;قد أصبح المغرب لاعبًا رئيسيًا في جذب الاستثمارات من الصين، المصنع العالمي، وخاصة في القطاعات التكنولوجية المتقدمة مثل السيارات الكهربائية. يؤكد المشروع أيضًا على الموقع الاستراتيجي للمغرب الذي يتيح له سهولة الوصول إلى الأسواق الأوروبية من خلال الاتفاقيات التجارية الحرة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. هذا الموقع الجغرافي يجعل المغرب وجهة جذابة للمستثمرين الدوليين الذين يبحثون عن قاعدة للتصدير إلى الأسواق العالمية، وخاصة السوق الأوروبية التي تشهد تحولًا سريعًا نحو السيارات الكهربائية. تعد الشراكة مع "غوشن هاي تيك" أيضًا تأكيدًا على الموقع الاستراتيجي للمغرب في صناعة البطاريات العالمية. مع تزايد الطلب العالمي على السيارات الكهربائية، يزداد أيضًا الحاجة إلى حلول تخزين الطاقة الموثوقة والمستدامة. وتضع الموارد الطبيعية الوفيرة للمغرب من الليثيوم، وهو المادة الخام الأساسية في صناعة البطاريات، المملكة في موقع متميز لتلبية احتياجات العالم المتزايدة من حلول الطاقة النظيفة. تمثل الريادة الصينية في تكنولوجيا السيارات الكهربائية، إلى جانب موارد المغرب الطبيعية وموقعه الاستراتيجي، تعاونًا مثاليًا. بحكم الخبرة الصينية في السيارات الكهربائية والبطاريات لا تضاهى، وقدرة المغرب على توفير المواد الخام اللازمة لهذه التقنيات تعتبر ميزة كبيرة. لا يقتصر هذا الاستثمار على البنية التحتية فقط، بل يشمل أيضًا تحويل الاقتصاد المغربي إلى سوق أكثر تنوعًا واستدامة وتطورًا تكنولوجيًا. يشكل هذا المشروع جزءًا من رؤية المغرب الأوسع، التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في تطوير الأنظمة الصناعية نحو توجيهها نحو التنقل المستدام والكهربائي. تؤكد هذه المشاريع على أن المغرب ليس مجرد وجهة لاستقبال الاستثمارات الأجنبية، بل يسعى إلى تعزيز استثماراته الوطنية من خلال شراكات مع الدول الرائدة في مجال تصنيع البطاريات، مثل الصين. وقد أصبحت هذه الشراكة نموذجًا لاندماج الاقتصاد المغربي مع الاقتصاد العالمي، مما يعكس التزام المملكة بتطوير صناعة سيارات كهربائية وطنية، مع الاعتماد على مواردها الطبيعية مثل الفوسفات. مع هذه الشراكات العالمية، يتجه المغرب نحو تطوير منظومة صناعية تواكب التوجهات العالمية نحو الطاقة النظيفة والسيارات الكهربائية. هذا التحول سيؤدي إلى تعزيز مكانة المغرب كمركز صناعي وابتكاري في المنطقة، وهو ما سيعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني على المدى الطويل.