صوته الشجي لا تلوين يطبعه ولا تكلّف يسبغه، فهو يأتي مُنسابا إلى أذن السامع بدون مشقة ولا عناء، يتسم بالطابع المغربي الأصيل الذي لا يخفى على كل منصت لبيب..إنه صوت القارئ المتميز العيون الكوشي. صوت صدح في ليلة رمضانية مباركة مساء أمس الثلاثاء 22 ماي الجاري، بمسجد جنان أوراد بحي جيليز بمراكش حيث جذب إليه آلاف المصلين للتخشع بصوته الجميل. لعيون الكوشي الذي لم يسطع نجمه وحسب في عدد من مساجد الدارالبيضاء، بل انتقل صداه إلى مراكش، واستقطب إليه آلاف المراكشيين الذين شدوا الرحال للمسجد لسماع صوت هذا الإمام الذي يعد من كبار قراء القرآن في المغرب. وولد الكوشي، في مدينة آسفي حيث أكمل حفظ القرآن الكريم وهو طفل لم يبلغ العاشرة عاما بعد، حيث كان لصهره حينها أكبر الأثر في تعليمه القرآن وحفظه لكلام الله، فجعله هذا السبق في إتقان الحفظ يشارك مبكرا في عدد من المسابقات القرآنية داخل المغرب وخارجه. لعيون الكوشي الذي استقر به المطاف في مسجد الأندلس بحي أناسي مباشرة بعد تدشينه، بعد سنوات من إمامة المصلين اكتسب ثقة في النفس وتجربة طيبة في تلاوة القرآن أمام آلاف الناس في صلاة التراويح كل سنة. واشتهر الكوشي كثيرا بفضل قراءته الشجية للقرآن الكريم في التلفاز المغربي، حيث كان المشاهدون المغاربة ولسنوات يستمتعون بترتيل الكوشي ذي الصوت الرقيق الجميل الخالي من التكلف والتنميق.