تكررت حالات توقيف السلطات الأمنية في عدد من المدن المغربية لأفراد عصابات تتزعمها فتيات أو سيدات، وأغلبها متخصصة في السرقة والنشل، أو التزوير، أو في ارتكاب ممارسات مخلة بالحياء. وأوقف الأمن المغربي قبل أيام، عصابة مشكلة من أربعة أشخاص تقودهم فتاتان (18 سنة) و(28 سنة) بمدينة إنزكان، بتهمة سرقة المواطنين تحت التهديد بسلاح أبيض، وقامت العصابة يوم توقيف أفرادها بارتكاب سبع جرائم سرقة كان أغلب ضحاياها نساء، حيث كن يعترضن طريق الضحايا في مناطق نائية أو هادئة، ويسلبن أموالهن وهواتفهن وما لديهن من ممتلكات شخصية، ثم يغادرون بسيارة خاصة. وفي مدينة تمارة القريبة من العاصمة الرباط، تم توقيف عصابة أخرى تتزعمها فتاة قبل أيام، بتهمة سرقة السيارات تحت التهديد بالعنف، من خلال استدراج أشخاص لشراء السيارات عبر مواقع إلكترونية، وتعريضهم للعنف من طرف شركاء الفتاة التي تضع إعلان بيع السيارة. وفي مدينة فاس وسط البلاد، اعتقل الأمن عصابة متخصصة في النشل بالقوة، تتزعمها شابة في الثلاثين من عمرها، تقوم بجذب الضحايا عبر حركات توحي برغبتها في التعرف إلى الضحية، قبل استدراجه إلى زقاق أو مكان ناء، ليأتي شركاء الفتاة ويقومون بسرقة كل ما يملكه. وشهدت مدينة سلا، مؤخرا، تفكيك عصابة تتزعمها ابنة شرطي، كانت تقوم بالسطو على السيارات بعد استدراج الضحايا الراغبين في بيع سياراتهم، حيث تطلب الفتاة من البائع المحتمل تجربة السيارة، ثم تتجه إلى مكان محدد ينتظر فيه رفاقها في العصابة الذين يتولون سرقة محتويات السيارة وممتلكات صاحبها. ويعلق الخبير الأمني، قسطالي دامون، على ظاهرة تزعم الفتيات لعصابات السرقة والنشل والاعتداءات الجسدية، قائلا إنها "تؤشر إلى تغير في الظواهر الإجرامية، حيث كانت العصابات سابقا ذكورية، لكنها صارت في الفترة الأخيرة تعتمد على العنصر النسوي بشكل كبير". وتابع أنه "لا يكاد يمر أسبوع دون سماع خبر توقيف عصابة تتزعمها فتاة، أو تضم في عضويتها فتاة، اعتمادا على قدرة النساء أكثر من الرجال على استدراج الضحايا". وترى الباحثة في علم الاجتماع بجامعة محمد الخامس بالرباط، ابتسام العوفير، أن "ظاهرة قيادة الفتيات والنساء للعصابات باتت لافتة للانتباه، وهذا الأمر لا يعني أن الفتاة هي من تخطط أو تقود العصابة فعليا، بقدر ما تكون هي في الواجهة للإيقاع بالضحية، نظرا إلى أن الفتاة عادة لا يتم الشك في قابليتها لارتكاب الجريمة أو اقتراف العنف بالنظر إلى البنية الجسدية للأنثى، والخوف الطبيعي لدى المرأة، دون أن يدرك أن الفتاة هي مجرد طعم لجرائم السرقة والاعتداء". المصدر: العربي الجديد