"قادتني الى شارع جانبي حيث وجدت نفسي محاطا بثلاثة شباب مدججين بالاسلحة البيضاء سرعان ما انضمت اليهم"، هكذا تحث شاب عن تجربته المريرة مع جريمة سرقة تحت التهديد والعنف تعرض لها من طرف عصابة توجد ضمنهم فتاة في احد احياء طنجة. ويعترف هذا الشاب في بوح لطنجة 24 مشروط بعدم ذكر هويته، انه وقع ضحية هذه العصابة على يد فتاة تقمصت دور بائعة هوى كحيلة للايقاع بالضحايا ومن ثم استدراجهم الى شرك رفاقها الذين ينتظرون "الصيد الثمين" في احد الازقة الخالية. طنجة شانها شان العديد من المدن الكبرى، تعيش من وقت ﻵخر مع حالات اجرامية، تكون النساء والفتيات طرفا فاعلا فيها، لا سيما الحوادث المرتبطة بالسرقة باستعمال التهديد وترويج المخدرات. وتلجأ العديد من العصابات الاجرامية، الى توظيف الفتيات كطعم لاستدراج الضحايا الى شارع جانبي غالبا او منطقة خالية، من اجل سلبهم ما بحوزتهم. وتشير سجلات المصالح الامنية في طنجة، الى حالات عديدة من هذا النوع من الشوائب الامنية، اذ تؤكد اعترافات فتيات تم توقيفهن بعد ان كن ينشطن ضمن عصاات اجرامية، بأنهن يقمن بتوظيف إغراء الجنس، للايقاع بالضحايا. ويرى خبراء اجتماعيون، ان توجه العصابات الاجرامية، نحو الاعتماد على الفتيات، يعود الى قدرة النساء أكثر من الرجال على استدراج الضحايا. وفي هذا الاطر، تؤكد الباحثة في علم الاجتماع بجامعة محمد الخامس بالرباط، ابتسام العوفير، أن "ظاهرة قيادة الفتيات والنساء للعصابات او عضويهن فيها باتت لافتة للانتباه". وبحسب الباحثة الاجتماعية، فإن "الفتاة تكون هنا في الواجهة للإيقاع بالضحية، نظرا إلى أن الفتاة عادة لا يتم الشك في قابليتها لارتكاب الجريمة أو اقتراف العنف بالنظر إلى البنية الجسدية للأنثى، والخوف الطبيعي لدى المرأة، دون أن يدرك أن الفتاة هي مجرد طعم لجرائم السرقة والاعتداء". *صحفي متدرب