استغربت الأم سعدية التزام المندوبية العامة للسجون وإعادة الإدماج الصمت تجاه قضية اختفاء ابنها حمزة المسجون والتي فجرتها "كش24 قبل أيام". وتتساءل الأم عن سبب تجاهل معاناتها بعد اختفاء ابنها من طرف المندوبية العامة للسجون وإعادة الإدماج على الرغم من إثارة قضيتها عبر وسائل الإعلام، وعن الدوافع وراء عدم إخبارها لحد الآن عن مصير فلذة كبدها..؟ وكانت شقيق السجين "حمزة، ب" الذي اختفى قبل نحو شهر بعد تنقيله من سجن لوداية نواحي مراكش إلى السجن المحلي بقلعة السراغنة، أكدت أنهم تلقوا أنباء تفيد بأن شقيقها يوجد حاليا بسجن تولال بمدينة مكناس. وقالت شقيقة السجين حمزة في اتصال ب"كش24″، إن والدتها تلقت اتصالا هاتفيا بعد ظهر يوم الخميس ثاني مارس الجاري من أحد نزلاء سجن تولال بمدينة مكناس، يخبرها فيه أن ابنها حمزة يوجد بالسجن المذكور في حالة مزرية. وأضافت المتحدثة، أن السجين أبلغهم أن حمزة طلب منه الإتصال بوالدته نظرا لوضعيته الصحية المزرية وعدم قدرته على الكلام، مؤكدا بأن شقيقها مصاب في رأسه وأنحاء مختلفة من جسده جراء الضرب الذي تعرض له على يدي موظف بسجن بقلعة السراغنة وزوجته التي تعمل معه بنفس المؤسسة. وكانت والدة السجين حمزة أكدت في تصريح ل"كش24″، أن ابنها انقطعت أخباره منذ نحو شهر داخل سجن قلعة السراغنة الذي تم تنقيله اليه من مراكش. وقالت الأم سعاد التي تقطن بحي عين إيطي بمقاطعة النخيل بمراكش، إن ابنها "حمزة، ب" المزداد سنة 1994، حكم عليه في قضية بسنتين ونصف سجنا نافذا وتم تنقيله من سجن بولمهارز الى سجن لوداية، قبل أن يتم تنقيله مرة أخرى خلال عيد الأضحى الأخير الى سجن قلعة السراغنة. وتضيف الأم بأنها كانت تواضب على زيارة ابنها بالمؤسسة السجنية بقلعة السراغنة، غير أنها ومنذ نحو شهر لم تتمكن من رؤيته، وكانت تعود بعد ثلاث زيارات متوالية دون أية نتيجة تذكر وفي كل مرة كانت تقابل بجواب "هاذ السجين مكاينش عندنا". انقلبت حياة الأم رأسا على عقب وتعمقت معاناتها ولم يعد يغمض لها جفن بسبب حيرتها وخوفها على اختفاء ابنها، وهي الحيرة التي تفاقمت بعد تلقيها لاتصال هاتفي من نزيل يخبرها فيه بأن ابنها اختفى وانقطعت أخباره بعد إخراجه من الزنزانة عقب شجار بينه وبين أحد الموظفين، إذ لم يظهر له أثر منذ ذلك. فحوى الإتصال الهاتفي ورفض موظفي السجن مد الأم بأي خبر عن ابنها، جعلها فريسة للحيرة والمخاوف على مصير الإبن الذي يلفه الغموض، فهي تتذكر جيدا أن ابنها ستنتهي مدة محكوميته يوم 14 فبراير من العام المقبل، لكنها لا تمتلك نفسها وهي تحاول سرد مزيد من التفاصيل عن معاناتها إذ سرعان ما تخنقها الدموع مجددا وهي تصيح "بغيت نعرف غير مصير ولدي، الى ميت إعطيوني الجثة ديالو ندفنها وندوز نهارو، ونعرف ولدي دفنتو بيديا، أما باش إغبروه ليا لا". وقد دخل فرع المنارة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان على خط قضية اختفاء السجين "حمزة، ب" بعد تنقيله من سجن لوداية إلى السجن المحلي بمدينة قلعة السراغنة. و وجه فرع الجمعية رسالة الى كل من وزير العدل والحريات، والمندوب العام للسجون وإعادة الإدماج يطالب من خلالها بكشف مصير السجين المذكور الذي كانت "كِش24" سباقة إلى تفجير قضية اختفائه. وجاء في رسالة الفرع التي توصلت "كش24″ بنسخة منها، أنه " بشكاية من طرف السيدة (سعدية، ب) القاطنة بدرب السعدي بحي عين ايطي مراكش ، أم السجين (حمزة، ب) الذي يقضي عقوبة سنتين ونصف سجنا نافذة، تبقى منها عشرة أشهر". وتفيد المشتكية بأن "حمزة يقضي عقوبته الحبسية بسجن قلعة السراغنة، بعدما تم ترحليه الى هذا الأخير من سجن الأودية في شهر شتنبر المنصرم، وتؤكد بأن زيارتها لأبنها كانت منتظمة وبشكل مستمر خلال التواريخ المحددة للزيارة، لكن في شهر دجنبر المنصرم تم سحب رخصة الزيارة منها دون إعطائها اي مسوغ قانوني، وحينما إستفسرت بعض الموظفين أكدوا لها بأن زيارتها لإبنها ستبقى بشكل عادي وفي اليوم المحدد للزيارة، غير إنه و بتاريخ 09 فبراير الذي كان موعد زيارة، تم إخبارها من طرف الإدارة بأن إبنها ليس موجودا بسجن قلعة السراغنة، بدون إشعار ها بمكان تواجده، مما دفع بها الى القيام بزيارة السجن لعدة مرات من أجل الإستفسار عن مكان تواجد إبنها إلا أن إدارة السجن رفضت بشكل قاطع مدها بأية معلومة حول مصير إبنها". وناشد الفرع المسؤولين السالفة الذكر من اجل "التدخل لتحديد مصير ومآل السجين حمزة طبقا لما تنص عليه المواثيق الدولية لحقوق الإنسان والقانون الوطني". فماذا تنتظر مندوبية السجون وإعادة الإدماج لإخبار الأم عن مصير ابنها..؟