نجح ما يناهز 360 مهاجرا إفريقيا، اليوم الإثنين، في اقتحام مدينة سبتةالمحتلة، في ثالث عملية من نوعها تم تنفيذها خلال 4 أيام، وفق ناشط حقوقي. وقال رئيس مرصد شمال المغرب لحقوق الانسان، محمد بن عيسى، للأناضول، إن "ما يزيد عن 1000 مهاجر إفريقي، نفذوا محاولة لاقتحام السياج الحدودي مع سبتة، انطلاقا من الغابات المجاورة بمنطقة بليونش المغربية، التي يرابط بها باستمرار مئات المهاجرين المنحدرين من جنسيات إفريقية". وأضاف بن عيسى، الذي عاين عملية الاقتحام، أن "قوات الأمن المغربية تصدت لهذه المحاولة، مما أدى إلى إصابة عنصرين أمنيين بجروح، بينما نجح نحو 360 مهاجر من القفز عبر السياج الحدودي، في حين فر البقية في الأحراش المحيطة بالمنطقة". ولم يتسن لمراسل الأناضول الحصول على تعقيب فوري من السلطات المغربية، التي لم يصدر عنها أي بيان في الموضوع إلى حدود الساعة (14:30 ت.غ). من جهتها، قالت مصالح حرس الحدود الإسبانية، في بيان لها اليوم، إن "العملية الجديدة التي انطلقت من الغابات المجاورة لمنطقة بليونش، أسفرت عن تسلل 350 مهاجر غير شرعي إلى داخل سبتة". وأشار البيان، الذي اطلعت الأناضول عليه، إلى "تسجيل إصابات في صفوف منفذي عملية الاقتحام، تم نقلهم إلى المستشفى المحلي في سبتة". من جانبها، ذكرت منظمة الصليب الأحمر الإسبانية، في بيان لها، إن "10 مهاجرين تعرضوا لإصابات بالغة الخطورة". وتعد عملية اقتحام السياج الحدودي مع سبتة، من طرف المهاجرين الأفارقة، الثالثة من نوعها في ظرف أسبوع واحد، حيث قام زهاء 500 مهاجر، الجمعة الماضي، بعملية مماثلة، بينما تمكنت السلطات المغربية من إحباط محاولة أخرى في نفس اليوم، قام بها نحو 250 من المهاجرين. وتسيطر إسبانيا على مدينتي "سبتة" و"مليلية" في المغرب، ويحاول المهاجرون من شتى أنحاء إفريقيا بشكل مستمر الوصول إليهما إما سباحةً أو بتسلق الحواجز الحدودية الثلاثة التي تفصلهما عن المغرب. وكثيرا ما يسقط قتلى ومصابون جراء محاولات التسلل تلك. ولا تعترف المملكة المغربية، بشرعية الحكم الإسباني ل "سبتة" و"مليلية"، الواقعتين شمالي أراضيها، وتعتبر المدينتين جزءًا من المملكة، مطالبة مدريد بالدخول في مفاوضات مباشرة معها على أمل استرجاعهما. وتوافد على المغرب خلال السنوات الأخيرة آلاف المهاجرين غير النظاميين من دول جنوب الصحراء، في طريقهم للعبور إلى دول أوروبا ولاسيما إسبانيا، لكن عددا منهم يستقر في المغرب لتصبح أراضي المملكة موطن استقرار لهم لا نقطة عبور فقط.