الجمعة 28 مارس 2014 شهد مسجد طارق ابن زياد بمدينة طنجة اليوم حضور الملك محمد السادس لتأدية صلاة الجمعة فيه، وألقى الخطبة أمامه الشيخ محمد الفزازي المحسوب على التيار السلفي، وهو ما اعتبره الكثير تصالحا بين الشيخ والدولة المغربية ورد الاعتبار له، بعد خروجه من السجن بعفو ملكي إثر الحكم عليه ب30 سنة سجنا بعد أحداث 16 ماي الدامية. وفيما اعتبر البعض أن هذا الأمر هو رسالة واضحة من القصر الملكي إلى كل المغاربة بضرورة التصالح مع التائبين من دعاة الفكر الوهابي المتشدد. وأن الشيخ الذي تطرق في خطبته وهو يقف مع آيات سورة قريش لأهمية نعمة الأمن قد عاد إلى الطريق المعتدل، ونفض عنه كل أفكار الوهابية والتيار السلفي الخارجة عن مذهبنا وتعاليمه، فكانت المكافأة هي الوقوف خطيبا بين يدي الملك محمد السادس. تواردت تفسيرات أخرى، مثل ما نشره الشيخ حماد القباج في صفحته الرسمية على "الفايسبوك" حيث قال: "كثيرة هي دلالات هذا الحدث.. وأهمها في نظري كونه يدل على نعمة الله على هذا البلد بقيادة حكيمة تتصف بالرشد وترفض منطق الإقصاء والتمييز بين المواطنين بغير حق.. هذا الموقف يضرب في العمق المخطط الذي يستهدف بث الكراهية والعداوة بين الملك وفئات من الشعب؛ لا سيما من المتدينين.. وهو ما يبطل كيد السحرة الذين يتلاعبون بالشباب المتحمس ليملأوا صدورهم كراهة لولي أمرهم، كما أن أولئك يسعون لاستعداء السلطة والدولة ضد بعض المتدينين المتحمسين الذين هم أحوج إلى الحوار وكشف الشبهات وتبيين الأخطاء بخطاب شرعي مقنع.. أسأل الله تعالى أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والسلامة والسلام والوفاق والوئام.. وأن يجعلنا مع ولي أمرنا كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم: "خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم"، رواه مسلم عن عوف بن مالك رضي الله عنه". شخص آخر كتب: "حقا خطبة الشيخ الفزازي أمام الملك مبادرة طيبة جدا ولها فوائد على نفوس كثير من المغاربة… فهي من جهة تواضع ملك، وتطييب خاطر رجل ظلم، فليس من السهل دلالة ومعنى وإشارة أن يجلس الملك تحت منبر متهم سابق بالإرهاب، ويأتم بصلاته… كذلك إنصاف لتيار مهم في المغرب "السلفية" ذلك الوصف الذي لا ينفك عن الشيخ الفزازي، فالملك أمير لجميع المؤمنين بجميع ألوانهم سنة وصوفية و سلفية وغيرهم… قد يتحدث كثير من الناس عن دهاء الدولة العميقة ورجالاتها واستعمال مثل هؤلاء الأشخاص استعمالا لا تستوعبه عقولنا. … مهما يكن فإن الفتنة أشد من القتل، والأحداث من حولنا تكفي… المصالحة تقتضي تقديم التنازلات… وأنا أستحسن هذه المبادرة استحسانا، ونسأل الله أن يقينا وجميع بلاد المسلمين الفتن ما ظهر منها وما بطن". وبعضهم اختار أن يعلق بطريقة النكتة، حيث كتب: "قال واحد لصاحبو: الفزازي قْلْب الفيستا؟!! جاوب صاحبو: لااااا!! راه الفزازي كان لابس الفيستا مقلوبة دابا عاد قادها!".