هوية بريس – إبراهيم بيدون مباشرة بعد توصلي بخبر توقيف إحدى المدررات من تحفيظ القرآن لطالباتها في إحدى مساجد مدينة سلا، قمت بعدة اتصالات لمعرفة سبب هذا التوقيف، خصوصا وأنه تم إخبارها برسالة خاطئة، مفادها أن التوقيف هو بسبب قرار أصدرته وزارة الأوقاف يقضي بمنع تدريس القرآن في المساجد، وأن هاته المهمة الجليلة والعبادة الخيرة، ستبقى خاصة بالكتاتيب القرآن ومؤسسات التعليم العتيق والأصيل. الخبر في البداية سبب لي صدمة كبيرة، مع سيل من التساؤلات التي تسارعت في ذهني: – هل بالفعل ستقدم الوزارة على إصدار هكذا قرار؟ – هل هاته خطوة جديدة في إطار التضييق على كتاب الله عز وجل، بعد إغلاق عدد كبير من دور القرآن؟ – هل هو معول هدم آخر في تخريب دور المسجد في المجتمع المسلم؟ – كيف يصدر هذا القرار في ظل الحملة المطالبة بإبعاد الوزير أحمد التوفيق من على رأس الوزارة الوصية على الشأن الديني الرسمي في المغرب؟ – ألسنا نعاني من خصاص كبير في تحفيظ القرآن مع قلة المحفظين، وضعف إقبال الناس على هاته العبادة مع عظم أجرها، وكبير فضلها؟ فكيف سيتم التضييق على كتاب الله وحفظه بمثل هكذا قرار؟!!! ثم قمت بإجراء اتصال بالمجلس العلمي المحلي لمدينة سلا، لمعرفة الحقيقة، والتثبت من الخبر، فأجابني أحد أطرها مشكورا، وبين الأمر وحقيقته. فقد أكد لي أنه تم توقيف النشاط، لضرورة حصول القائم عليه على: – تزكية من المجلس العلمي. – شهادة التدرير (يلزم المدرر والمدررة أن يكونا حافظين لكتاب الله كله). – ضبط قواعد القراءة والتجويد. ثم تقدم/يقدم ملفه إلى المندوبية الإقليمية لوزارة الأوقاف بالمدينة التي يوجد فيها المسجد مكان التحفيظ، ليتم اعتماده بعد ذلك، بعد إذن المندوبية. وحسب نفس المسؤول فإن هذا القرار يعم جميع مساجد المغرب، وليس خاصا بمدينة سلا فقط. يذكر أن عددا كبيرا ممن يمارسون هذا النشاط الذي قال في فضله نبينا صلى الله عليه وسلم "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" في المساجد، هم رجال ونساء تطوعوا لهذا الخير ولا يطلبون مقابلا سوى تمكينهم من تحفيظ القرآن الكريم وحبهم لهذا الكتاب العظيم.