طوفان الأقصى غير وسيغير مسار العالم كله وليس مسار حركة حماس أو حركة تحرير فلسطين أو مصيرها أو العالمين العربي والإسلامي. لقد شاهدت بنفسي حجم تفاعل وتعاطف الغرب خلال وجودي لمدة عشرين يوما في إيطاليا حيث التعاطف الشعبي والسياسي والنقابي كبير يتعاظم يوما عن يوم رغم حملة التضليل التي تقودها وسائل الإعلام اليميني المتصهين. كما أن هذا الطوفان بقدر ما بعث قضية فلسطين من مرقدها بقدر ما أحيا حركات اليسار السياسي في كل أرجاء العالم خصوصا في أوروبا وأمريكا. من جهة أخرى لفت الطوفان أنظار شعوب العالم إلى عظمة وقوة الإسلام وكتابه القرآن فتدفق الناس أفواجا لاعتناق هذا الدين والانكباب على مدارسة القرآن. ناهيك عن النتائج الظاهرة والخفية الكثيرة التي أفرزها وسيفرزها الطوفان. وأرى أن هذه النتائج ترتب مسؤوليات جسام على علماء الإسلام ونخبه المختلفة من أهمها: 1- مد الجسور مع مفكري العالم وسياسييه خصوصا اليسار السياسي والفكري في أوروبا وأمريكا وفتح حوار معه حول مستقبل ومصير الإنسانية والقضايا التي أضعفت وتضعف حركة وموقع هذا اليسار: مثل الشذوذ والتحرر الجنسي والإجهاض وغيرها من القضايا ذات التأثير السلبي على الإنسان ومستقبل الإنسانية. كما ينبغي مناقشة قضايا حقوق الإنسان الحقيقية مثل حق الحياة والحرية والحقوق الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والدفاع عنها في أفق بناء تحالف حقوقي إنساني واقعي وحقيقي يهتم بالقضايا الإنسانية المشتركة ويعمق الحوار في القضايا الوهمية أو المختلف فيها. ثانيا: إن إقبال الناس على الدخول في {دين الله أفواجا} يقتضي إعداد بيئة حاضنة لاستقبال هؤلاء المسلمين الجدد وتدبير هذا الدخول المتدفق والمتعاظم: روحيا وعقديا وفكريا ومعاملاتيا بمد الجسور العلمية مع الجاليات المسلمة ومؤسساتها في بلدان التدفق ورفدها بما يحتاجه ويتطلبه تدبير هذا التدفق من مدد علمي وفكري وبشري. والله المستعان وهو أعلم بالصواب.