لا يمكن أن تقفز من القاع إلى القمّة إذا كان القاع بعيد الغور.. ومخالفة قوانين الفيزياء، حلم جميل، لكنّه وهم أو مخدّر.. بين القاع والقمّة، مسافة تُقطع بالصبر، والإصرار، والوجع، والحزن، والشوق.. والعاقبة للمتّقين.. وكلّ من يخطو بالأمّة خطوة إلى الإمام؛ فهو شريك في النصر النهائي، بإدراك القمّة، وإن مات وهو يرى القمّة نقطة ضوء بعيدة.. كلّ بيان لحقيقة شرعية، في العقائد أو الأحكام، وكلّ مجلس لتزكية النفس، وكلّ جهد لفضح سبيل المجرمين، وكلّ نكاية في عدو باللسان أو السنان، وإن لم تقطع عدوانه كليّة.. كلّ ذلك -إذا كان في سبيل الله- فهو مهر واجب لرحلة الأمّة إلى القمّة.. كقِطع الحجارة المكسّرة؛ فهي فرادى لا تثير في النفس شيئًا، لكنّها مجتمعة، جُدُر حصن، يُتّقى به الشرّ والأذى.. فلا يحقرنّ المرء من المعروف شيئًا.. حتى لا تكون فتنة.