بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.. أحبابي الكرام: دعُوا العالم يتفرج.. فقد غاصت في الأرض الدماء.. دعوا العالم يتفرج فقد غاض ماء الحياء.. دعوا العالم يتفرج فإنه أصبح يعشق الأشلاء.. لا تحاسبوه.. فإن للغاب نظاما بني على الظلم والهباء.. تفرجوا وصفِّقوا ولا تُحققوا.. فما عاد شيء يجلب الضّياء.. زكِمتْ من عفَنِ الأرضِِ السماء.. دعوا العالم يتفرج فقد ألِف صوتَ المجازر… لا تزعجوه فالقتل هوايتُه.. والظلم عبائتُه.. عجيب فعلا… هذه هي الحضارة.. حضارة الأشلاء.. حضارة التزوير.. المقاومُ إرهابي.. والمحتلُّ رسولُ سلام… استمعوا إلى أناشيد السلام يتلوها السفاحون.. لا تتذكروا العراق ولا أفغانستان.. ولا البوسنة ولا الهرسك.. لا تزعجوا أنفسكم.. فالزمان زمن رقصٍ على الجراح… اتركوا غزة ودماءها وأشلاءها واستمروا في أعراسِ السِّفاح… لا تشغلوا أنفسكم بالأقصى.. دعوا العالم يستنشق ريح الدماء… إنها الحضارة ياسادة.. نعم.. حضارة الضِّباعْ… لا تستعطفوا فلن يجدي البكاء.. فليس في الغاب مكان للضعفاء.. إلى عالم الحضارة المزعوم.. اهتموا فقط بالكِلاب.. احموهم.. فأنتم منهم وهم منكم.. لا تلتفتوا للإنسان.. إلا إذا كان منكم.. فمدوا الجسور.. أما نحن فلا نشكوا إلا إلى الله… ضاقت علينا الارض بما رحُبت.. وتبعثرت منا الأشياء.. وضاق الفضاء.. وليس لها من دون الله كاشفة.. أغلقوا المعابر.. أوقِفوا المحابر.. أسكِتوا الحناجر.. امنَعوا الدَّمع عن المحاجر.. فلقد أدركنا أننا نعيش في غابة يسمونها كذبا وزورا: عَالَمْ.. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري.