بسم الله الرحمان الرحيم.. والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.. أحبابي الكرام: يُسدل السِّتار.. يُخفي شعاع النهار.. ويرحلُ الضِّياء…. هناك… خلف تلك الجدران قصص وأحاديث.. يرويها الزمان.. ويطويها المكان… هنا ليل شَكوى.. وهناك ليل نَجوى.. وهناك ليل حزين .. يَرسُم وجع السنين.. على نبرات الأنين… تحت جناحك ياليلي جفَّت المحابِر… وفاضت المحاجِر.. اسكن أيها الفؤاد المُعَنَّى.. ففجرُ الضياء يحملُ التباشير.. وليل الأسى قصير وإن امتدَّت أياديه.. والمكرُ مُضمحِلٌّ وإن تداعت عَواديه.. واليأس إشاعةٌ وإن كثرت دواعيه… زَمَنٌ زَمِنْ.. وماءٌ قد أَسِنْ.. وصديقٌ تَغيَّر طَعمُه… إلا أن الغيث يمحو كِذبة القنوط.. (وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا) سيغسل الماء النُّدُوب.. وتزول بحسن الظن الذنوب.. وينبلج الأمل من خلف أستار الغُيوب…نَمْ…لا تحمل الهَمّْ…فليس الذنب يعجز قوة الغفران… تُفكِّرُ في أمرِ أُمَّتِك؟ أَفهَمُ وأقَدِّرُ حُزنَك… يحزنك الغِلُّ والغُلّ… ولا تقبل بالدنية والذلّ… ومع ذلك نَمْ فالله متكفل بالكُلّ… لا تلتفت إلى حاسدك ولا مُبغضك.. ولا مُريد الشر لك.. فكلهم أوهن من بيت العنكبوت.. والكل تحت قهر القدرة عاجز.. وما في الحُسَّدِ من مُنجزٍ ولا ناجِز… أيها الساري تحت ظلال ضعفك.. لا تصدق نفسك فإنها كَذوب.. ولا تطاوعها فإنها لَعُوب… عَجبتُ لك!!! عاجز عن تدبير أمرك.. وتتمادى في غيك! وتتوعد وترغي وتزبد… نم أيها المُسيكِين… فإنك وإن تعاليت ووقعت في حِبال نفسك… فحتما سترحل… فارحل عن جبروتِك.. قبل أن ترحل في تابوتِك… وحتى لو كنت من الكُبراء.. فلن تكون سوى خبر نعيٍ في نشرة أخبار.. تتبعه وصلةُ إشهار… وأسدل الستار…وطلع النهار..لتبدأ حكاية جديدة… وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري.