هوية بريس – إبراهيم بيدون تحت عنوان "مَرْيَمْ أَمْجُونْ…!"، كتب الشيخ المقرئ عمر القزابري تدوينة نشرها في صفحته الرسمية على فيسبوك، عبّر فيها عن فرحه ومدى تأثره بالموهوبة الصغيرة المتميزة مريم أمجون وبفوزها بلقلب "تحدي القراءة العربي". وقال الشيخ عمر "إن الطفلة أمجون جاءت لتقول لأعداء العربية من أهل التغريب: لغةُ الكتاب باقية وأنتم إلى زوال وغرسُ الله لا تقتلعه الأيادي وإن تداعت وهبَّت وشوَّشت". وشكر الخطيب بمدينة الدارالبيضاء وإمام صلاة التراويح بمسجد الحسن الثاني الصغيرة أمجون، واصفا إياها ب"الطفلة النَّشيد"، و"عاشقة المجد التليد"، لأنها "أحيتِ الأمل وسط ظلام عنيد"، وداعيا الله أن "يحفظها بيد التسديد". وهذا نص التدوينة كاملا: "بسم الله الرحمان الرحيم. والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.. أحبابي الكرام: أخذتني عِزَّة.. وانتشرت في جوانحي مسرَّة.. فإذا بأعضائِى تتباشر.. ووجوهِ رجائي تتهلل.. وأعطاف مسرَّتي تهتز.. ودِيَم غبطتي تنهل.. هِمتُ فرحا.. وطِرتُ بجناح النشوة مرَحا.. اهتزَّ عِطفي.. وارتفع طَرْفي.. وغُسِلَ بماءِ الأمل همِّي.. وانثنتْ عباراتُ الفرح أمام رياح الاعتزاز.. فما أعظمَ الأمل حين يبسُط رِواقه على مسارِح القلوب.. مبشرا بغدِ الغيث الهَبوب.. حين يبكي المزن الهَتونُ فرحا.. فتتلقفه الأرض الجُرز.. فتهتزُّ وتربو.. وتُنبِت من كل زوج بهيج.. كل هذه المشاعر أثارتها الطَّفلة مريم أمجون التي فازت بجائزة مسابقة تحدِّي القراءة العربي.. الذي نُظِّم بدولة الإمارات العربية المتحدة.. هذه الطفلةُ التي أشْجَت، وغنت نشيدَ الجَمَال.. كأنها خُلاصةٌ مِن زمن جميل.. يوم كانت اللغةُ العربية مصدرَ الفخر.. ومدعاةَ الاعتزاز.. قبل أن يَتسلل إلى خيام الأمة ومضاربِها على حين غفلةٍ من أهلها.. مَن شوَّهوا المفاهيم.. وقلبوا الحقائق.. وحاربوا لغة الكِتاب.. فجاءت مريم أمجون وهي طفلةٌ دون العاشرة.. لتقول لهم: لغةُ الكتاب باقية.. وأنتم إلى زوال.. وغرسُ الله لا تقتلعه الأيادي وإن تداعت وهبَّت وشوَّشت.. جاء صوتُها البريء يَشوي رُفات من ظنُّوا أن اللغة العربية إلى زوال.. الذين حاولوا بالبهتان استراقَ الضمائر والعُيون.. فصوَّروا الجهل جنَّة فيحاء.. والتغريب بستانا يرِّف العطر منه.. وجاؤوا بتراتيل عشوائيةِ البناء.. زائفةِ التبتل.. مُشوهةِ التهلل.. ولكن عندما يُرفع السِّتار.. تتمزق حُجبُ التزوير فإذا بها مكبلة الإزار.. وينفضُّ سوق العنكبوت.. ويَنقضُّ ذلك الصرح الذي موَّهتهُ أياد تُريق الليل من شفة النهار، وتَحيك أروقةَ الضياء خيوطٍ قبر لا يُتاح له مَزار… خلاصة الكلام: ستزول الكِلام.. وتنحني السِّهام.. عند صخور القَدر.. ستزول الأوهام.. عند هُطول المطر.. ستنجلي بعد إِظلام.. ويُشاد بالأَعلام في الإِعلام.. وأقزام الفكر.. لا مكان لهم في دنيا الحقيقة.. فالنَّهر يجري.. وما علِق به مما ليس منه فإلى جُفاء.. لغة الكتاب محفوظة ياسادة… والحق حق كاسمه.. والباطل زائل في نفسه ورسمه.. مريم أمجون: شكرا لك أيتها الطفلة النَّشيد.. يا عاشقة المجد التليد.. لقد أحييتِ الأمل وسط ظلام عنيد.. فليحفظك الإله بيد التسديد.. وممَّا أسعدني وأشعرني بالفخار والعزة.. اتصال صاحب الجلالة حفظه الله بالطفلة المتميزة.. لتتواصل من خلالِ اتصاله رعاه الله رسائلُ التأكيد.. أن الهوية بناء متماسك الأركان لن يُستطاع هَدمُهُ أبدا.. فالعودةَ العودةَ إلى رحاب الأصول.. فمنها المُنطلق وعلى جُدرِها تتكسر قُرونُ الوُعول.. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري".