بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين..أحبابي الكرام: أي عالم هذا الذي نعيشه…أي مبادئ تحكمه…؟هل فعلا هناك حقوق إنسان….؟ماهذا الذي يجري أيها الأحباب..؟ سأحكي لكم قصتي وغصتي… أنا ابن الأحزان.. أنا الإنسان… منذ طفولتي وفلسطين نغم وألم في وجداني.. كنت وأنا طفل أسمع مجزرة صبرا وشاتيلا.. وأرى دموع والدي… لم أكن أدرك المعنى.. لكن كنت أعيش الأشجان.. نشأت كما جيلي مع أفراح فلسطين وجراحاتها..وإن كانت الجراحات هي العنوان…تابعت المؤتمرات..تطلعت إلى المُخرَجات…تابعت الاتفاقيات..لكن الطغيان هو الطغيان…وحماة حقوق الإنسان هم الذين يبيدون الإنسان…وقد يستكثرون عليك حتى الدموع…عشت العدوان على العراق بكل تفاصيله..كنت أسهر الليل كله أتقلب بين الإذاعات..وأرتقب خبرا يمسح عني ولو بعض العنى والضنى…رأيت قصف ملجأ العامرية..رأيت أشلاء الأطفال..رأيت القصف..رأيت بغداد تحترق..وكان قلبي يحترق معها..ورأيت الطغيان..ورأيت الأصعبَ منه وهو الخذلان..ومامن حدث إلا وعندي معه ذكرى طبعت في قلبي فهي تستعصي على النسيان..رأيت الحصار الجائر…تابعت موت أكثر من مليون طفل..هذا ونشيد حقوق الإنسان يتلى بصوت سفاح يتقن التزوير والبهتان…تابعت أحداث الشام..والمجازر التي يشيب لها الولدان..ولا يزال الظلمة في الطغيان. والضحية هو الإنسان…..هذا ولحن حقوق الإنسان يتلى في نوادي الخذلان..فمارأيت حقوقا ولم أرى الإنسان…تابعت بورما..رأيت المحرقة تلو المحرقة..ورأيت الحارق ياخذ جائزة السلام…والمحروق يدان…والجلاد في أمان…ورأيت ورأيت ورأيت… حتى تشكلت في وجداني جراحات..وندوب لا يمحوها الزمان..وها أنا ذا أرى الميدان….أناس محتلون مظلومون…يقصفون ويقتلون ويهجرون ويسجنون…أشلاء وصراخ وبقايا إنسان…أعترف لكم..عجزت حتى عن التوصيف…فلا الصمت أطيق..ولا حيلة لي لأطفئ الحريق..وشعور اللوم يؤرقني…وإحساس العجز عن النصرة يؤلمني…غير أن يقيني في الله يريحني..وأن كل الذي يجري من ظلم وتآمر أحكمت حبائله…سيعرض على الله في يوم لا مكان فيه للظلم..ولا للغة المصالح..في محكمة قاضيها الله…( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون..إنما يوخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ) إن عالم اليوم لا ينتظر منه رد حق..ولا رفع مظلمة..عالم تائه غارق في أوحال النفاق..وأحوال الشقاق…عالم يؤخذ فيه الحق لكلب..ويباد فيه شعب…في عالم هذه سماته وتلك قسماته..لا ملجأ لنا سوى الله..ولا مخرج لنا سوى الاصطلاح مع الله..وإلا رفع الأكف إلى الله..أن يرفع الظلم عن إخواننا..وأن يعيدنا جميعا إلى صوابنا ورشدنا..بعيدا عن غيابات السباب..والشقاق..والاتهامات…إن القدس مسؤولية كل مسلم…وإن التخلي عن القدس هو جناية وخيانة…وإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين…وإن الأيام دُوَل..وإن الله هو الحكم العدل.. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري