رغم ما يقع في غزة وفلسطين، وانشغال المسلمين وأحرار العالم عبر العالم بمواجهة الظلم والطغيان، ورغم التحذير من التلاعب بالقيم والمرجعيات والاهتزازات التي قد تصيبهما. لا يزال صاحبنا يخرج علينا من وراء مكروفونه كل يوم ليس للدفاع عن حقوق الانسان ضد العدوان والطغيان والقصف الهمجي المستمر على قطاع غزة فهذا لا يعنيه أبدا، ولكن ليستخدم كل الوسائل المحرمة دينيا ومجتمعيا لقصف قطاع الأسرة، إذ يجد الوقت الكافي ليستمر في إلهاء الرأي العام بالاسطوانة المشروخة لما يسميه بالعلاقات الرضائية التي يضفي عليها لبوس حقوق الانسان، والتي يسميها المغاربة بكل وضوح بالزنا المحرم شرعا بنصوص قطعية من القرآن الكريم، ويجرمها القانون تبعا لذلك في بلد مسلم يعبد الله ولا يعبد الاله ياكوش. وحيث أن جبهة الأسرة لا تقل خطورة عن جبهة الوطن فإن مواجهة قصف قطاع الأسرة والوقوف على ثغره، لا يقل شأنا عن مواجهة قصف قطاع غزة، خاصة في وجه من يريد أن يعصد الامور ويخلطها ليشرعن الزنا ويحميه بالقانون. المغاربة المسلمون ياسيدي يعرفون العلاقات الرضائية منذ القديم ولا حاجة لهم بتلبيس إبليس، فهي في عرفهم تلك العلاقة التي تكون في رضى الله ورسوله ورضى الزوجين المعبر منه بالإيجاب والقبول من الزوج والزوجة لبناء علاقة شرعية لتكوين أسرة وفق عقد بينهما يحدد الحقوق والواجبات والتبعات والمسؤوليات، فالرضى التزام وشرف على كتاب الله وسنة رسوله كما يحرص كل مغربي أن يكتب ذلك في عقد زواجه الذي يفتخر به، وليس علاقة عابرة في فضاء مغلق لا يرضاه فرد ولا مجتمع ولا شريعة ولا قانون، ومفتوح على كل صور العبودية والاستغلال. فقد قال تعالى للمسلمين "ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا" وقال لمن يروج للعلاقات خارج إطار الزواج "إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة". لا فرق بين قصف قطاع غزة وقصف قطاع الأسرة فلكل منهما خسائر فادحة في الأرواح والاعراض والممتلكات، والمتسبب واحد مغتصب أو غاصب، والمغاربة الذين خرجوا بالالاف نصرة لغزة هم الذي خرجوا بنفس العدد لحماية الأسرة، فالمعركة عندهم واحدة عنوانها الكرامة.