يرأس المغرب لجنة القدس وتحتضن العاصمة الرباط مقر وكالة بيت مال القدس الذراع المالي والاجتماعي للجنة ويبذل المغرب عبر هذه اللجنة والوكالة التابعة لها مجهودات كبيرة لدعم حق الفلسطينيين في دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف طبقا للشرعية الدولية، ويشكل دعم المنظومة التربوية عنصرا أساسيا في جهود لجنة بيت مال القدس لضمان استقرار المقدسيين في مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء ببناء المؤسسات التعليمية أو مد التلاميذ بالدعم الاجتماعي اللازم لاستمرار التمدرس أو تكوين المدرسين وتطوير العدة التربوية، أو بناء المؤسسات التعليمية الجامعية لتخريج الأطر والكفاءات التي تحتاجها التنمية الفلسطينية، إلا أن المناهج التعليمية داخل الوطن لا تعكس هذا الحضور وهذه المكانة، بقدر ما يجد ضمورا كبيرا في حضور بيت المقدس ومكانته الدينية والتاريخية في هذه المناهج سواء في مادة التاريخ أو التربية الإسلامية ( استثناء الاسراء والمعراج ) أو اللغات، الشيء الذي يمكن أن يترك فراغا في المعطيات والمعلومات ذات الصلة بالموضوع، يفتح المجال أمام التأويلات والقراءات المتعددة وربما للمعلومات المغلوطة والمحرفة والمغرضة، كما أن من شأن هذا الغياب أن يجعل القضية التي يعتبرها المغرب على لسان جلالة الملك في صلب اهتماماته على جميع المستويات ولا تقل أهمية عن قضية الوحدة الترابية، موضوعا يقع على الهامش بالنسبة لهذا الجيل والأجيال القادمة، ولا يعدو أن يكون لحظات تعاطف ظرفية تنتهي بسكوت الاعلام عن ما يجري يوميا على أرض الواقع. فهل يمكن بناء رؤية متوازنة لضمان حضور قضية القدس والمسجد الأقصى والقضية الفلسطينية في منظومتنا التربوية، مع إبراز جهود المغرب في دعم القضية باستثمار خطب ورسائل جلالة الملك في الموضوع، والتضحيات التي قدمها المغرب عبر التاريخ دفاعا عن القضية، والجهود العلمية والأكاديمية والمؤسساتية الفاعلة في هذا المجال، وذلك وفق قواعد علمية وبيداغوجية وتاريخية متوازنة تعكس أهمية القضية ومركزيتها ويضمن استمرار حضورها في وجدان المغاربة سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، وفاء لمواقف المغربية التاريخية والحضارية غير قابلة للتجزيء ولا المراجعة.