هوية بريس – إبراهيم الوزاني الثلاثاء 10 ماي 2016 لا زالت القناة الثانية (دوزيم) مصرة على تحدي قيم المجتمع المغربي بما تبثه من أفلام ومسلسلات تنشر العديد من السلوكيات المنحرفة التي تعيشها المجتمعات الغربية العلمانية المتحررة من قيود الدين أو الأخلاق، بحيث تنشر أفلاما مغربية كسرت بدورها طابو الجنس، وصار مخرجوها لا يجدون غضاضة في توظيف لقطات أو مشاهد جنسية ماجنة، تطبع مع الدعارة والخيانة الزوجية والشذوذ.. والمتتبع لما تبثه القناة الثانية لا يشك في نهجها لمشروع إعلامي تخريبي لقيم وهوية المغاربة، ويزداد التحدي عندما يكون المنتج مغربيا، مثل بثها لحفل افتتاح مهرجان موازين العام الماضي، والذي نشطته مغنية/ممثلة الإغراء جينفير لوبيز والذي أثار ضجة بعد ذلك، لكن لم نر أية محاسبة أو معاقبة، بل لم تفرح الأكثرية المخدوعة حتى بمجرد اعتذار من لوبي الإفساد الذي يتحكم في الإعلام المغربي الرسمي الذي يموله المغاربة أنفسهم. جديد القناة الثانية فضيحة أخرى تنضاف إلى سجل فضائحها الكثيرة، فقد عرضت فيلما بعنوان: "جناح الهوى"، يتضمن مشاهد جنسية إباحية ماجنة وعريا كاملا للممثلة الشابة وداد إلما، وتدور أحداثه حول شاب أراد والده أن يصبح قاضيا مثله أو أن يكون عدلا على الأقل، لكنه فضل أن يكون جزارا، وأن يقيم علاقة عاطفية محرمة مع إحدى زبوناته التي هي زوجة ثانية لمتقاعد، ويمارس معها العهر والخيانة الزوجية قبل أن يرتبط بها. التطبيع مع الخيانة الزوجية بدأ في السينما المغربية مع فيلم "سميرة في الضيعة"، وتتابعت بعد ذلك الأفلام في إثارته والتطبيع معه، بعد أن صارت صورته في الضمير الجمعي حاضرة بقوة بعد إغراق المشاهد المغربي بالمسلسلات المكسيكية ومثيلاتها؛ وهو ما يفسر ظهور هاته الفاحشة في المجتمع بشكل مزعج، وما قضية الزوجة التي بلغ عنها زوجها بتهمة ممارسة الخيانة مع طبيب جدتها الذي بثت فيها المحكمة اليوم بسجن المتهمين عنا ببعيدة. والغريب أن هذا الفيلم الذي شارك في نونبر عام 2011 في المسابقة الرسمية لمهرجان إشبيلية للسينما الأوروبية في إسبانيا، لمخرجه المغربي عبد الحي العراقي -وهو إنتاج إيطالي مغربي مشترك-؛ انقسم الحضور خلال مؤتمر صحفي لتقديمه بالمهرجان الإسباني ما بين مؤيدين ومعارضين للفكرة، ما جعل العراقي يقول ساخرا: "من الجيد أن وداد إلما لم تحضر العرض وإلا مزقوها"!! وهو ما يعني أن حضور المهرجان في بلد غربي علماني كانت لهم انطباعات سلبية وسيئة على قمة استهتاره بالمشاهد وجعل الفاحشة هي المحور أو القضية الأساسية للفيلم، مع توظيف حقير للجسد الأنثوي الرخيص واللاهث وراء اللذة، المتسيب على القيم والأخلاق. كما أوضحت (سنة 2011) المنتجة "كارولين لوكاردي" أن الرقابة المغربية رفضت حتى الملصقات الإعلانية للفيلم (الأفيشات) بداع محتواها الجنسي، حيث تظهر وداد وهي تعض ثمرة طماطم في إشارة للشهوة الجنسية. فكيف بعد خمس سنوات يبث الفيلم في التلفزة المغربية وعلى القناة الثانية دون رقيب أو حسيب؟! إن بقاء اللوبي المفسد متحكما في الإعلام الوطني الرسمي هو سبب هذا الخراب الإعلامي الذي للأسف نرى نتائجه في بناتنا وأخواتنا، وهو السبب الرئيس بعد ضياع المنظومة التربوية في انتشار العلاقات المحرمة والتشجيع على ممارسة الرذيلة، وارتفاع جرائم الخيانة الزوجية، والتطبيع مع الشذوذ، والأرقام المهولة للإجهاض السري، وازدياد عدد أبناء الشارع.. لذا لزاما على الحكومة التي ينتخبها الشعب أن تقوم بدورها الواجب عليها في حماية المشاهد المغربي من إعلام لا ضوابط أخلاقية له، ولا يراعي قيم وهوية المغاربة الإسلامية؛ وإلا فإنه من العيب والعار أن يكون الوزير الوصي على القطاع عاجزا على مواجهة اللوبي المفسد الذي لن يقبل سوى بمغرب منحل أخلاقيا ومتفكك أسريا..!!!!