يعكف، في الآونة الآخرة، عدد من النشطاء السلفيين، عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومنابر إلكترونية، على مهاجمة القنوات العمومية واتهامها ب"تحدي قيم المجتمع المغربي" عبر "نشر الفاحشة والسلوكيات المنحرفة" في الأفلام والمسلسلات، فيما نالت الحكومة حظا من سهام الانتقاد، واتهمت بما وصفوه "العجز في مواجهة اللوبي المفسد" في الإعلام العمومي، في وقت قدموا فيه "تعدد الزوجات" بديلا. هجوم على "دوزيم" ونشرت إحدى المنابر التابعة لناشطين سلفيين، تقارير تقول إن القناة الثانية تنهج "مشروعا إعلاميا تخريبيا لقيم وهوية المغاربة" وتحاول نقل السلوكيات المنحرفة التي "تعيشها المجتمعات الغربية العلمانية المتحررة من قيود الدين أو الأخلاق"، مضيفة أن القناة تنشر أفلاما مغربية كسرت بدورها طابو الجنس و"صار مخرجوها لا يجدون غضاضة في توظيف لقطات أو مشاهد جنسية ماجنة، تطبّع مع الدعارة والخيانة الزوجية والشذوذ". التقارير ذاتها أدرجت فيلم "جناح الهوى" ضمن خانة الإنتاجات الفنية المغضوب عليها من لدن السلفيين، لأنه بالنسبة لهم، "يتضمن مشاهد جنسية إباحية ماجنة وعريا كاملا"، موردة أن قصة الفيلم تدور حول "شاب أراد والده أن يصبح قاضيا مثله أو أن يكون عدلا على الأقل، لكنه فضل أن يكون جزارا، وأن يقيم علاقة عاطفية محرمة مع إحدى زبوناته التي هي زوجة ثانية لمتقاعد، ويمارس معها العهر والخيانة الزوجية قبل أن يرتبط بها". وقالت المصادر ذاتها إن السينما المغربية تحاول "التطبيع مع الخيانة الزوجية، بدء مع فيلم (سميرة في الضيعة)"، فيما اعتبرت أن هذا توجه يفسر "ظهور هاته الفاحشة في المجتمع بشكل مزعج، وما قضية الزوجة التي بلّغ عنها زوجها بتهمة ممارسة الخيانة مع طبيب جدتها، والتي بثت فيها المحكمة اليوم بسجن المتهمين، عنا ببعيدة"، لتضيف متسائلة: "كيف بعد خمس سنوات يبث الفيلم في التلفزة المغربية وعلى القناة الثانية دون رقيب أو حسيب". من وجهة نظر الفاعلين السلفيين الناشطين في منابر إلكترونية سلفية تحت وسم "صحافيين"، يبقى ما يصفونه "اللوبي المفسد" متحكما في الإعلام الوطني الرسمي، قبل أن يطالبوا حكومة عبد الإله بنكيران ب"أن تقوم بدورها الواجب عليها في حماية المشاهد المغربي من إعلام لا ضوابط أخلاقية له، ولا يراعي قيم وهوية المغاربة الإسلامية"، كما وجهوا سهامهم صوب وزير الاتصال، مصطفى الخلفي، بالقول: "من العيب والعار أن يكون الوزير الوصي على القطاع عاجزا على مواجهة اللوبي المفسد الذي لن يقبل سوى بمغرب منحل أخلاقيا ومتفكك أسريا"، وفق تعبيرهم. "التعدد" هو البديل مقابل ذلك، عرض أحد المواقع الالكترونية السلفية لقاء، بالصوت والصورة، مع مواطن مغربي يظهر انتماؤه للتيار السلفي، يستعرض فيه تجربته في الزواج بأربعة نسوة على أنها "تجربة ناجحة في ظل تقييد تعدد الزوجات"، وفق تعبير المصدر ذاته، معتبرا أنه فكّر في الزواج بأكثر من امرأة "لأنه شرع حق" بالرغم من رفض الزوجة الأولى وأسرتها وعائلته، كاشفا أنه "معروف بتشجيعه للزواج المتعدد" في وسطه بمدينة سلا. وتحدث الناشط السلفي الذي قدم اللقاء مع جمال بنعكراش المتزوج بأربعة نسوة، على أن ظاهرة التعدد "تقض مضجع منابر إعلامية وجمعيات المجتمع المدني وأحزاب وتُشَنّ عليها عدة حملات عدائية"، مضيفا أن من وصفهم ب"المحاربين" يستغلون عاطفة المرأة وغيرتها "لدفعها لرفض حكم شرعي متفق عليه بالنص والتواتر العملي"، على حد تعبيره، فيما يرى جمال أن التعدد يبقى "نِعمة وحلا للعنوسة.. مع كثرة النساء وقلة الرجال". ويروي جمال أن مسيرته في الزواج بأربعة نساء بدأت حين تزوج من الأولى "بعد مدة فكرت في البحث عن الزوج الثانية، وبعد مدة طويلة حصلنا على الزوجة التي تليق بنا"، مشددا على وجود اعتراض في البداية من طرف زوجته الأولى وعائلتهما وكذا الوسط القريب منه، و"كنت أقنعهم بالأدلة الشرعية والاجتماعية"، مضيفا أن تعدد الزوجات يبقى حلا أيضا للمطلقات والأرامل، "ممن لا يطرق أحد بابهن"، وفق تعبيره.