كشفت النقاشات الدائرة حول عدد من المفاهيم المركزية في الاسلام ، وسعي البعض إلى استغلال النقص في التكوين الديني الشرعي لدى الرأي العام ، واغتنام فرصة الاهتزازات والتحولات القيمية التي يعرفها العالم ، لتلبيس المفاهيم الأصيلة وتعويضها بمفاهيم دخيلة كالزنا بما يسمى بالعلاقات الرضائية ، وتسويق مفاهيم معينة لقيم الحرية والمساواة بمرجعيات دخيلة ، والسعي إلى تلبيس علاقة السنة بالقرآن ، و خلط الابتلاء بالعقاب، وغيرها من المفاهيم السيارة في الفضاء الازرق التي أضحت تؤثر في البناء المفاهيمي للمتعلمين وتشوش عليهم قبل دخولهم الى الفصول الدراسية ، وانتقال ذلك إلى الخطاب التعليمي للمدرسين باختلاف كفاياتهم المعرفية والمنهجية والتربوية وخاصة في مادة التربية الإسلامية ، حيث يمكن تناول هذه المفاهيم وأمثالها بمقاربات مختلفة تقترب او تبتعد من الخيارات العقدية والفقهية والحضارية المغربية الاصيلة، كشفت كل هذه التفاعلات عن حاجة ماسة إلى قاموس علمي مرجعي يؤطر المفاهيم المركزية الكبرى المتداولة في الخطاب التعليمي خاصة في القضايا العقدية والفقهية والاخلاقية والحضارية ، ويدافع المفاهيم الدخيلة ويصححها بترسيخ الأصيلة ، قاموس مفاهيمي مرجعي يساعد المدرسين خاصة الجدد منهم الذين يحتاجون إلى مواكبة وتأطير علمي وبيداغوجي على تأصيل هذه المفاهيم من الذكر الحكيم وسنة النبي الكريم ومصادر التفسير وفقه الحديث والتطبيقات العملية في السيرة النبوية ، مما يساعدهم على تبسيط هذه المفاهيم للمتعلمين بمنهجية علمية تجمع بين النقلي والعقل، وتمكنهم من استيعابها والاقتناع بها والدفاع عنها بالحجة والبرهان، وتنمي لديهم الحس النقدي والقدرة على الإقناع، يعد هذا الدليل المفاهيمي المرجعي فريق من الخبراء متعددي الاختصاصات العلمية واللغوية والتربوية والنفسية الاجتماعية والتاريخية الحضارية والتواصلية الإعلامية ، ثم يصادق عليه رسميا ليصبح مرجعا علميا معتمدا في بناء الخطاب التربوي المتداول كتابيا وشفهيا ، يرجع إليه عند الاستفسار أو الخلاف ليعصم الفضاء التعليمي من كل ميل عن وسطية الإسلام بمفاهيمه الصافية وقيمه العالية البانية ، ويصون الثوابت والخيارات المغربية الأصيلة من تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ، فتدقيق مفاهيم التربية الإسلامية لا يقل أهمية عن تدقيق مفاهيم وقواعد المواد العلمية،