القضاء يقول كلمته: الحكم في قضية "مجموعة الخير"، أكبر عملية نصب في تاريخ طنجة    إمزورن..لقاء تشاركي مع جمعيات المجتمع المدني نحو إعداد برنامج عمل جماعة    "ما قدهم الفيل زيدهوم الفيلة".. هارون الرشيد والسلطان الحسن الأول    ‬برادة يدافع عن نتائج "مدارس الريادة"    مجلس النواب يصادق على مشروع قانون الإضراب    الدورة ال 44 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب بالمنامة ...المغرب يشارك في فعاليات حدث رفيع المستوى حول الأسر المنتجة وريادة الأعمال    المخرج شعيب مسعودي يؤطر ورشة إعداد الممثل بالناظور    الجيش الملكي يعتمد ملعب مكناس لاستضافة مباريات دوري الأبطال    تبون يهدد الجزائريين بالقمع.. سياسة التصعيد في مواجهة الغضب الشعبي    بركة: أغلب مدن المملكة ستستفيد من المونديال... والطريق السيار القاري الرباط-البيضاء سيفتتح في 2029    حصيلة الأمن الوطني لسنة 2024.. تفكيك 947 عصابة إجرامية واعتقال 1561 شخصاً في جرائم مختلفة    أكرم الروماني مدرب مؤقت ل"الماص"    وزير العدل يقدم الخطوط العريضة لما تحقق في موضوع مراجعة قانون الأسرة    الحصيلة السنوية للمديرية العامة للأمن الوطني: أرقام حول المباريات الوظيفية للالتحاق بسلك الشرطة        الاعلان عن الدورة الثانية لمهرجان AZEMM'ART للفنون التشكيلية والموسيقى    أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية .. رأي المجلس العلمي جاء مطابقا لأغلب المسائل 17 المحالة على النظر الشرعي        البيضاء: توقيف أربعيني متورط في ترويج المخدرات    آخرها احتياطيات تقدر بمليار طن في عرض البحر قبالة سواحل أكادير .. كثافة التنقيب عن الغاز والنفط بالمغرب مازالت «ضعيفة» والاكتشافات «محدودة نسبيا» لكنها مشجعة    هولندا: إدانة خمسة أشخاص في قضية ضرب مشجعين إسرائيليين في امستردام    المغرب يستورد 900 ألف طن من القمح الروسي في ظل تراجع صادرات فرنسا    جمهور الرجاء ممنوع من التنقل لبركان    وزارة الدفاع تدمج الفصائل السورية    مراجعة مدونة الأسرة.. المجلس العلمي الأعلى يتحفظ على 3 مقترحات لهذا السبب    الصناعة التقليدية تجسد بمختلف تعبيراتها تعددية المملكة (أزولاي)    الدورة العاشرة لمهرجان "بويا" النسائي الدولي للموسيقى في الحسيمة    العلوم الاجتماعية والفن المعاصر في ندوة بمعهد الفنون الجميلة بتطوان    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    اليوم في برنامج "مدارات" بالإذاعة الوطنية : البحاثة محمد الفاسي : مؤرخ الأدب والفنون ومحقق التراث    تفاصيل الاجتماع الأول لفدرالية الصحافة الرياضية بالمغرب    الشبكة الدفاع عن الحق في الصحة تدعو إلى التصدي للإعلانات المضللة        يوسف النصيري يرفض عرض النصر السعودي    إلغاء التعصيب ونسب الولد خارج الزواج.. التوفيق يكشف عن بدائل العلماء في مسائل تخالف الشرع ضمن تعديلات مدونة الأسرة    الملك يشيد بالعلاقات الأخوية مع ليبيا    "أفريقيا" تطلق منصة لحملة المشاريع    مجلس الحكومة يتدارس أربعة مشاريع مراسيم    ما أسباب ارتفاع معدل ضربات القلب في فترات الراحة؟    الإصابة بالسرطان في أنسجة الكلى .. الأسباب والأعراض    نظرية جديدة تفسر آلية تخزين الذكريات في أدمغة البشر    العصبة تكشف عن مواعيد مباريات الجولة ال17 من البطولة الاحترافية    "فيفبرو" يعارض تعديلات "فيفا" المؤقتة في لوائح الانتقالات    الإعلان عن تشكيلة الحكومة الفرنسية الجديدة        عودة نحو 25 ألف سوري إلى بلدهم منذ سقوط نظام الأسد    مستشار الأمن القومي بجمهورية العراق يجدد موقف بلاده الداعم للوحدة الترابية للمغرب        "بيت الشعر" يقدم "أنطولوجيا الزجل"    المغرب يشارك في أشغال الدورة الأولى لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب بالرياض    اختطاف المخيم وشعارات المقاومة    تقديم «أنطولوجيا الزجل المغربي المعاصر» بالرباط    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكتاب الأبيض
نشر في الأستاذ يوم 11 - 06 - 2012


الكتاب الأبيض
الجزء الاختيارات والتوجهات التربوية العامة المعتمدة في مراجعة المناهج التربوية
1
© لجان مراجعة المناهج التربوية المغربية للتعليم الابتدائي والثانوي الإعدادي والتأهيلي
ربيع الأول 1423 يونيو 2002
المحتويات
كلمة السيد وزير التربية الوطنية……………………………………………………………………………..
مقدمة عامة……………………………………………………………………………………………………
عناصر من فلسفة التربية المعتمدة…………………………………………………………………………….
عناصر من تخطيط التربية المعتمد……………………………………………………………………………
تدقيق مواصفات المتعلم في نهاية التعليم الابتدائي وتنظيم الدراسة في سلكيه الأساسي والمتوسط…………..
تدقيق مواصفات المتعلم في نهاية السلك الإعدادي وتنظيم الدراسة في هذا السلك………………………….
تدقيق مواصفات المتعلم في نهاية التعليم الثانوي في مختلف الشعب وتنظيم الدراسة في السلك التأهيلي……
قطب التعليم الأصيل………………………………………………………………………………………….
أقطاب التعليم العام والتكنولوجي المهني……………………………………………………………………..
قطب الآداب والإنسانيات……………………………………………………………………………………..
قطب الفنون…………………………………………………………………………………………………..
قطب العلوم……………………………………………………………………………………………………
قطب التكنولوجيات……………………………………………………………………………………………
خاتمة…………………………………………………………………………………………………
كلمة السيد وزير التربية الوطنية
تعتبر وزارة التربية الوطنية المناهج التربوية في آن واحد مرآة لمشروع المجتمع المغربي، ومحاولة لاستقراء الحاجات المستقبلية لهذا المجتمع من جميع الزوايا الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وبعلاقة مع الأبعاد المحلية والجهوية والوطنية والدولية لهوية مواطن اليوم والغد، المطالب بالتفاعل مع مختلف المتغيرات المجتمعية، ورفع التحديات التي تفرضها، داخلية كانت أم خارجية، على الأفراد وعلى مكونات المجتمع. بهذا المعنى، يتضح أن المناهج التربوية ليست مجرد تشكيلة من المواد الدراسية، بل استراتيجية تربوية وفرضية تدخل في إصلاح النظام التربوي. ولا شك أن مراجعة المناهج التربوية بهدف تحسين مواءمتها مع المنتظرات الملحة الحالية للمجتمع ليست كافية، لذا حرصنا على أن ترتكز هذه الاستراتيجية التربوية على أكبر قدر ممكن من المعطيات حول تطلعات المجتمع المغربي في كل المجالات، على الأقل خلال العشرية الحالية، وأن يعتمد على تعدد المتدخلين وتنوع مجالات تخصصهم واهتماماتهم لبلورتها، وعلى الاستشارة الواسعة لاختبار نتائج أشغال هؤلاء المتدخلين. حرصنا على هذا لتوفير ضمانات النجاح لهذه الاستراتيجية، رغم معرفتنا بما يحيط عادة استقراء الحاجات المستقبلية للمجتمع المغربي من اختلاف في الرأي وفي المرجعيات والمقاربات، وبالصعوبات التي يسببها عادة تعدد المتدخلين وتنوع مجالات تخصصهم واهتماماتهم، ومعرفتنا بما يمكن أن يحيط بمفهوم الاستشارة من لبس وسوء فهم.
وعلاوة على الصعوبات المرتبطة بتعدد المتدخلين، وتنوع مرجعياتهم الفكرية لقراءة دينامية النظام التربوي، واستيعاب مبادئها المنظمة، لا بد أن يصطدم مخططو المناهج التربوية بصعوبات موضوعية منها صعوبة حصر المتغيرات الداخلية والخارجية التي تتحكم في دينامية تطور المجتمع في مختلف المجالات، وصعوبة التنبؤ بكل ما يمكن أن يحدث من ظواهر مؤثرة على هذه المجالات، وصعوبة تغيير المناهج جملة وتفصيلا في أي وقت لأسباب لا تتحكم فيها وزارة التربية الوطنية وحدها.
وعندما يتعلق الأمر بثنائية الثابت والمتغير في القيم التي ينبغي أن تؤطر المناهج التربوية، غالبا ما تختلط بعض المرجعيات، التي فرضتها ظروف معينة في زمن معين من طرف مكونات مجتمعية أو هيآت معينة ، مع القيم المرجعية الوطنية الثابتة للمجتمع المغربي التي تسمح بتحديد الأولويات وترتيبها، وتؤطر بالتالي استقراءات حاجات المجتمع المستقبلية التي يلزم أن تنبني عليها المناهج التربوية.
وأمام هذه الصعوبات، كان لا بد من اتخاذ احتياطات يمكن إجمالها، من جهة، في توسيع الإشراك إلى مختلف الهيئات التربوية وإلى فعاليات علمية وتكنولوجية وفنية واقتصادية من داخل نظام التربية والتكوين ومن خارجه بهدف اختبار المرجعيات النظرية، والمقاربات التربوية، ومنهجيات استقراء حاجات المجتمع المستقبلية، وتصورات الاستجابة لها من خلال المناهج التربوية، ثم من جهة أخرى، في عرض مشاريع المناهج التربوية الناتجة عن هذا الإشراك الموسع على متدخلين آخرين من الهيئات التربوية والمستفيدين من خدمات نظام التربية والتكوين، ومن المجتمع المدني وخاصة الشركاء التقليديين والمحتملين لمصالح وزارة التربية الوطنية والمؤسسات التعليمية بهدف اختبار جدواها وفعاليتها وواقعيتها وقابليتها للإنجاز.
انطلاقا من هذا التصور للمناهج التربوية في علاقتها بوظائف نظام التربية والتكوين وبدينامية المجتمع المغربي، ولما يحيط إعدادها أو مراجعتها من صعوبات وإكراهات، وللضمانات التي من شأنها أن تجعلها ثابتة الصلاحية ومستوفية لمختلف المجالات التربوية ومجالات المعرفة والتكنولوجيا ومستجيبة لمنتظرات القطاعين الاجتماعي والاقتصادي، ترى وزارة التربية الوطنية أن إمكانية التحكم في استمرار مواءمة المناهج التربوية الجديدة مع متطلبات المجتمع في مجال تكوين الرأسمال البشري تستوجب، من جهة، الإبقاء على مراجعة المناهج مفتوحة من خلال إخضاع تنفيذها للتتبع والتقييم بكيفية مستمرة، وإدخال التصحيحات اللازمة كلما دعت الضرورة إلى ذلك، ومن جهة ثانية، توخي اليقظة تجاه تطور المناهج التربوية للدول الشريكة، خاصة في مجال المعرفة والتكنولوجيا والمجالات موضوع الشراكة مع هذه الدول لأن أنظمتها التربوية أصبحت عبارة عن شبكة أنظمة منفتحة بعضها على بعض، ودائمة التفاعل فيما بينها.
وإذا كانت المناهج التربوية بلورة لاستراتيجية تربوية للوزارة، فإنها مجرد فرضية للتدخل في الإصلاح التربوي تحتاج إلى إجراءات ممهدة وأخرى مساعدة في مجالات استكمال تكوين الأطر التربوية في الخدمة، والتكوين الأساسي للأطر التربوية الجديدة، وتجهيز المؤسسات بالوسائل التعليمية والديداكتيكية اللازمة، وتحتاج بالأساس إلى تعبئة المدرسين والمفتشين وأطر التوجيه التربوي وانخراطهم في الإصلاح، وإلى تجنيد أطر الإدارة التربية للمؤسسات التعليمية.
عبد الله ساعف
مقدمة عامة
لأجزاء الكتاب الأبيض
بعد ثلاث سنوات خصصتها وزارة التربية الوطنية والوزارة المكلفة بالتعليم الثانوي والتقني لتشخيص القضايا المختلفة وتدقيق نتائج مختلف التشخيصات ووضع العدة المنهجية اللازمة للإصلاحات التربوية التي يستوجبها التصحيح والاستدراك، انطلقت رسميا يوم 6 فبراير 2001 عدة مشاريع للإصلاح التربوي، بحضور السيد الوزير الأول والسيد مستشار صاحب الجلالة رئيس اللجنة الخاصة بالتربية والتكوين وبعض الوزراء، وأعضاء كل من :
- لجنة القطاعات الاجتماعية والشؤون الإسلامية في مجلس النواب ؛
- لجنة التعليم والشؤون الثقافية والاجتماعية في مجلس المستشارين ؛
- اللجنة الخاصة بالتربية والتكوين ؛
- لجنة الاختيارات والتوجهات التربوية ؛
- اللجنة البيسلكية متعددة التخصصات.
ومن بين هذه المشاريع نكتفي هنا بذكر مشروع حول المناهج التربوية الجديدة للتعليم الأولى والتعليم الابتدائي والتعليم الثانوي بسلكيه الإعدادي والتأهيلي والمشاريع الأخرى المرتبطة به كمشروع تدبير المرحلة الانتقالية في انتظار إرساء المناهج الجديدة، ومشروع تحرير تأليف ونشر الكتاب المدرسي والدعامات الديداكتيكية الأخرى المكتوبة ومتعددة الوسائط والوسائل التعليمية، ومشروع تدبير الحياة المدرسية داخل المؤسسات التعليمية، ومشروع تدبير الاستشارة والتوجيه التربويين عند إرساء المناهج الجديدة.
وتعتبر الوزارة المناهج التربوية استراتيجية تربوية من بين عدة استراتيجيات متكاملة تم وضعها للانتقال بنظام التربية والتكوين الحالي إلى الوضعية المرغوب فيها على مستوى الممارسة البيداغوجية والاستشارة والتوجيه وعلى مستوى تدبير الإدارة التربوية خلال العشرية الحالية وبعدها، كما تعتبرها فرضية تدخل في الميدان.
- في نهاية العشرية الأولى للقرن الحادي والعشرين، كأفق أول يتم فيه تجاوز عدة اختلالات في التمدرس من الأولى إلى البكالوريا، وفي تكوين الأطر التربوية من جهة، وتتحقق فيه جودة التعلم، وتتحسن ظروف الفضاءات التربوية في مختلف المؤسسات التعليمية من جهة أخرى؛
- بعد انتهاء العشرية الأولى، عندما ستستقر المؤشرات الكمية التي تحد حاليا من فعالية التدخل في المؤشرات النوعية المرتبطة بالجودة، وينتهي إرساء الجوانب المؤسساتية المدرجة في إصلاح نظام التربية والتعليم.
فكون المنهاج التربوي استراتيجية تربوية يعطي بالضرورة لمراجعته، خلال العشرية وبعدها، طابعا مفتوحا يتجلى في عدة تقويمات مرحلية تتخللها تصحيحات منتظمة لمختلف مكوناته.
وكون المنهاج فرضية تدخل، يقتضي بالضرورة اعتبار مكوناته الأساسية الثلاثة: الأهداف التربوية المعتمدة؛ والمتدخلون في تحقيق مختلف مستوياتها؛ والوسائل التي يستوجبها تحقيقها من طرف أطر مختلف الهيئات المتدخلة.
وليكون بالإمكان الحديث عن نظام تربوي، بما لهذه التسمية من دلالات، لا بد من مراعاة الاعتبارات الآتية:
- اعتبار النظام التعليمي، من الناحية المؤسساتية، شبكة مفتوحة لأنظمة فرعية تتكون من المؤسسات التربوية (مثل شبكات المؤسسات التعليمية، وشبكات مؤسسات تكوين الأطر التربوية، وشبكات مراكز الاستشارة والتوجيه، وشبكات المراكز الجهوية لتعليم اللغات، وشبكات المصالح الإدارية الجهوية والإقليمية للوزارة، الخ.). ومن هذه الشبكات ما هو متوافر وقابل للتطوير، وما هو في شكل مشاريع ينبغي إرساؤها تدريجيا، وما هو متجاوز يلزم تفكيكه أو إعادة بنائه بتصور جديد يلائم مستجدات إصلاح النظام التربوي.
- اعتبار الهيئات التربوية والإدارية والتقنية، فيما هو متوافر وما ينبغي إحداثه من فروع لنظام التربية، آليات لاستكمال وإعادة بناء هذا النظام، وتطوير وظائف مكوناته المؤسساتية في تكامل تام وفي انسجام مع الوظائف الكبرى المراد إعطاؤها لهذا النظام. ومن هذه الهيئات ما هو في مستوى التحديات التي يفرضها الإصلاح، ويلزم التعامل معها كقاطرة للتغيير، وما هو بحاجة إلى إعادة تكوين وينبغي تحديد حاجاتها ووضع برامج مكثفة ومستمرة لاستكمال تكوينها، وما هو متجاوز ينبغي إيجاد وسيلة لتحويل وظائفه إلى ما يناسب في آن واحد حاجات نظام التربية ورغبة الأطر المعنية ومؤهلاتهم المهنية؛
- اعتبار مجتمع المتعلمين والأطر التربوية على اختلاف فئاتهم ومواقعهم، والذي يكاد يبلغ حوالي خمس ساكنة البلاد، النواة الصلبة والقلب النابض للمجتمع المغربي في ضمان الاستقرار الاجتماعي والثقافي، وتطوير الديمقراطية وحقوق الإنسان، وإنتاج المعرفة والرأي وتنمية روح المبادرة والقدرات الإنتاجية والإبداعية، وتحصين الهوية المغربية والارتقاء بها. ومن بين الجسور الممكنة بين المجتمع التربوي وباقي مكونات المجتمع المغربي ما هو متوافر ينبغي تجديد المبادئ والمرتكزات التي انبنى عليها بما يخدم في آن واحد نظام التربية المراد بناؤه والمجتمع المستقبلي المراد بناؤه، وما هو في طور الإحداث وينبغي تعميمه، وما هو متجاوز ويلزم إعادة النظر فيه بعمق لجعله يساهم في تحسين الانسجام والتناسق بين المجتمع التربوي والمجتمع بصفة عامة، وما هو غير موجود وينبغي العمل على إرسائه وتطويره لتعزيز وتقوية مساهمة النظام التربوي في الرقي بالدينامية المجتمعية إلى مثيلاتها في المجتمعات المتقدمة.
بتبني هذه الاعتبارات الأساسية، سيكون بالإمكان استكمال بناء نظامنا التربوي من الناحية المؤسساتية، وإعطائه الوظائف الثقافية والاجتماعية والاقتصادية المنوطة بأي نظام تربوي متقدم، وتوسيع خبرات أطر الهيئات التربوية والإدارية والتقنية المتدخلة في تحقيق هذه الوظائف وتحفيزها على العمل المشترك.
وعندما تكتمل مستلزمات النظام التربوي هاته، وفقط عندما تكتمل تلك المستلزمات، ويكون بالإمكان الشروع في تحقيق ما يصطلح على تسميته “بالجودة الشاملة”.
سواء تعلق الأمر بنظام التربية في سيرورة استكمال بنائه خلال العشرية الأولى للقرن الحادي والعشرين ليستجيب للضغط المتزايد لطلب التربية الذي يرجع السبب فيه بالخصوص إلى تراكم النقص في العرض، أو بنظام التربية، على المدى الطويل، عندما سيستقر ضغط هذا الطلب وتكون الفرصة سانحة لتخصيص حجم أكبر من تمويل التربية لتحسين جودة الخدمات التربوية، فإن المناهج التربوية ستكون دائما القلب النابض والدم الذي يسري في عروق شبكات مؤسسات التربية والتكوين. لذا، وجب اعتبار مراجعة المناهج التربوية باستمرار ضرورة حتمية لضمان حيوية النظام وتجديد نفسه كلما دعت الضرورة إلى ذلك.
انطلاقا من كون المناهج التربوية استراتيجية تربوية تؤثر في مختلف استراتيجيات إصلاح النظام التربوي، وفرضية تدخل في تغيير معالم المدرسة الحالية ووظائفها ودينامية اشتغالها لتستجيب لما تم التخطيط له من إصلاحات، ونظرا للدور المحوري والحاسم للأطر التربوية من أساتذة باحثين ومفتشين وأساتذة ومعلمين في إرساء وتثبيت هذه الإصلاحات، فقد تم اعتماد الاختيارات الآتية في مراجعة هذه المناهج :
- الانطلاق من التراكم الحاصل في مجال المناهج التربوية ومن الاختيارات والتوجهات الصادرة عن لجنة الاختيارات والتوجهات التربوية؛
- توسيع المشاركة في مراجعة المناهج التربوية إلى أطر مجموع الهيئات التي تتدخل في تنفيذها، بشكل مباشر أو غير مباشر، على المستوى الوطني والجهوي والمحلي؛
- الاستناد إلى الخبرات الوطنية وإلى ما توصل إليه البحث العلمي والتكنولوجي بصفة عامة والبحث التربوي بصفة خاصة من مستجدات في تخطيط التربية وتدبيرها؛
- الاستئناس بالتجارب الرائدة والمتميزة في الأنظمة التربوية المتقدمة؛
- إخضاع المناهج الجديدة لاستشارة موسعة على المستويات الوطنية والجهوية والمحلية لإثبات صلاحيتها من طرف من لم يساهموا في إعدادها من الأطر التربوية، ومن طرف ممثلي الجمعيات المهنية المرتبطة بقطاع التربية الوطنية، وممثلي المركزيات النقابية، وممثلي شبكة جمعيات آباء وأولياء المتعلمين، وفعاليات اجتماعية وثقافية واقتصادية من المجتمع المدني؛
- إخضاع المناهج التربوية الجديدة أثناء إرسائها لتقييمات مرحلية تتخللها عمليات الاستدراك والتصحيح في نهاية كل سنة دراسية واعتماد مبدأ المراجعة المستمرة؛
- تسخير أقصى ما يمكن من الموارد المادية والمالية، وتعبئة أطر مختلف الهيئات التربوية، وخاصة منهم المدرسون والمشرفون التربويون وأطر التوجيه التربوي وأطر الإدارة التربوية للمؤسسات التعليمية لإنجاح الانتقال النوعي من الوضعية الراهنة إلى وضعية أحسن تكون فيها جودة الفعل والمنتوج أولى الأولويات والهدف الأساس؛
- العمل على ضمان تكافؤ الفرص وتشجيع المنافسة الشريفة والمبادرة والإبداع في شتى المجالات المرتبطة بالمناهج التربوية وبتكوين المتدخلين فيها والمجالات المتصلة بالبحث والتجديد في التربية والتكوين.
ومن أهم المستجدات التي أتت بها المناهج التربوية الجديدة ما يلي:
1. توزيع جديد للمنظومة التربوية يتجلى في تعليم ابتدائي بسلكين أول ومتوسط وتعليم ثانوي بسلكين إعدادي وتأهيلي؛
2. هيكلة التعليم الابتدائي في سلكين يدوم كل منهما أربع سنوات بعد إدماج التعليم الأولي عند تعميمه في السلك الأول من التعليم الابتدائي؛
3. هيكلة التعليم الثانوي في سلكين، سلك إعدادي وسلك تأهيلي مكون من خمسة أقطاب؛
4. تنظيم الدراسة في السلك التأهيلي في خمسة أقطاب، ويتضمن كل قطب ثلاثة أو أربع شعب بما مجموعه 17 شعبة منها شعب التعليم التقني التي تمثل أهم الهندسات الحالية، وشعب جديدة. وتتوزع الشعب المحدثة إلى نوعين : شعب ستحدث تدريجيا في عدد محدود من المؤسسات إلى أن تبلغ 16 ثانوية عند انتهاء إرساء المناهج الجديدة ، واحدة في كل جهة، ويستقر هذا العدد خلال السنوات المتبقية من العشرية ؛ وشعب ستحدث تدريجيا في عدد محدود من المؤسسات، وتزداد في التوسع بثانوية جديدة في كل سنة إلى نهاية العشرية. ويمكن أن تخضع وتيرة توسيع الشعب المحدثة إلى تعديلات في ضوء تتبع وتقييم إرساء المناهج الجديدة وفي ضوء الانتهاء من تحديد المسالك الدراسية للتعليم العالي.
5. إحداث جذع مشترك في دورة نصف سنوية خاص بشعب قطب التعليم الأصيل، وجذع مشترك في دورة نصف سنوية كذلك خاص بشعب الأقطاب الأربعة الأخرى؛
6. الانتقال من السنة الدراسية بثلاث دورات إلى سنة دراسية بدورتين لكل منهما مناهجها المستقلة في جميع الأسلاك التعليمية ؛
7. الانتقال في السلك التأهيلي من تنظيم الدراسة في مواد دراسية ببرامج سنوية إلى تنظيم مجزوءاتي مع تحديد الغلاف الزمني للمجزوءة في ثلاثين ساعة، بعضها ستمكن من تربية المتعلمين على الاختيار واتخاذ القرار وتشجيعهم على التعلم الذاتي.
8. عصرنة المضامين بحيث تم إحداث مادة الإعلاميات بشكل يضمن للمتعلم تكوينا يستمر إلى نهاية الإعدادي ويقترن بمشروع شخصي للمتعلم يصب في التعلم الذاتي، ويتعمق هذا التكوين عند إنهاء التعليم التأهيلي؛
9. إحداث مواد جديدة بحيث تم إحداث مادة التربية على المواطنة في التعليم الابتدائي، وإحداث مادة اللغة الأمازيغية في السنوات الربع للسلك الأول من التعليم الابتدائي، ومواد جديدة مرتبطة بالشعب الجديدة وخاصة في قطب الفنون؛
10. توسيع تدريس مادة اللغة الأجنبية الأولى إلى السنة الثانية من التعليم الابتدائي الحالي عوض الثالثة (أي إلى السنة الثالثة من السلك الأول من التعليم الابتدائي عندما سيدمج فيه التعليم الأولي)، وتدريس اللغة الأجنبية الثانية في الإعدادي وفي السنتين الأخيرتين من التعليم الابتدائي.
وهناك مستجدات تربوية متعددة أخرى تتجلى في المبادئ المنظمة المعتمدة من طرف مختلف اللجان، وفي التناسق الأفقي بين مختلف المواد الدراسية والبناء المتدرج لمفاهيمها وفق آخر ما توصل إليه العلم في ميادين النمو العقلي والنفسي للمتعلم، وبارتباط مع إبستمولوجيا المواد الدراسية على حدة.
وقد كانت مختلف الاستشارات مناسبة لتعميق التفكير حول وظائف نظام التربية والتكوين في علاقاته المتعددة مع مشروع المجتمع، كما كانت حافزا لكل الأطر التربوية وشركاء الوزارة من القطاعات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية للانخراط في الإصلاحات الحالية، وتمهيدا للمشاركة والانخراط في الإصلاحات التربوية المرتقبة التي تم التخطيط لها لرفع مستوى نظامنا إلى مستوى أنظمة الدول المتقدمة.
وسيجد القارئ في هذا الجزء الأول من الكتاب الأبيض الاختيارات والتوجهات التربوية المعتمدة في مراجعة مختلف المناهج التربوية، وتدقيقا لهذه الاختيارات والتوجهات على مستوى المواصفات التي ينبغي أن يتوفر عليها المتعلم في نهاية كل سلك من حيث التربية على القيم وتنمية الكفايات، وكذلك على مستوى تنظيم الدراسة في مختلف الأسلاك التعليمية.
عناصر من فلسفة التربية المعتمدة
الوثيقة الإطار للاختيارات والتوجهات التربوية أعضاء لجنة الاختيارات والتوجهات التربوية: 48 عضوا
احمد الريسوني.. احمد السطاتي.. احمد بوكوس.. امحمد ساكو.. امينة لمريني الوهابي.. حسن أمزيل.. الحسين سحبان.. حماني أقفلي.. حورية بنيس.. خلا السعيدي.. رضا احمد الشامي.. سعاد الكرافس.. سليم رضوان.. الطيب الشكيلي.. الطيب بناني.. عبد الرحيم السجلماسي.. عبد الرحيم الهاروشي.. عبد السلام الشدادي .. عبد القادر سرسي.. عبد الكبير الخطيبي.. عبد اللطيف بنشريفة.. عبد اللطيف حرتوت.. عبد اللطيف كمال.. عبد الوهاب بنعجيبة.. عثمان بنجلون.. العربي المساري.. عمر بن بادا.. كريم الزاز.. لحسن مادي.. مبارك ربيع.. محمد أمين النزاري.. محمد ابريك.. محمد الرزكي.. محمد الطوزي.. محمد القاسمي.. محمد الناصري.. محمد برحيل.. محمد بنيس.. محمد جسوس.. محمد شبعة.. محمد عباد.. محمد علال سيناصر.. محمد يسف.. محمود بالحسين.. المختار عنقا الادريسي.. منير عبد الحق.. نور الدين الصايل.. نور الدين العوفي.
تقديم
استحضرت اللجنة المكلفة بإعداد الوثيقة المحددة للاختيارات والتوجهات التربوية في مجال مراجعة المناهج التربوية وبرامج تكوين الأطر جملة من المقدمات الكبرى التي وجهت عملها، وعينت الخلفية المرجعية الناظمة لكيفيات إنشائها وبنائها للمعطيات المتضمنة في هذه الوثيقة. ومن أبرز هذه المقدمات نشير بإيجاز إلى ما يلي: (1) تثمين أعضاء اللجنة للجهود الإصلاحية السابقة في هذا المجال، حيث يشكل مشروع الإصلاحات المرتقبة في البرامج والمناهج التربوية لبنة جديدة تضاف إلى مسلسل إصلاح وتطوير المجال التربوي في بلادنا؛ (2) الانطلاق من كون عمليات الإصلاح المنتظرة في مجال المناهج التربوية تكون أكثر فاعلية وأكثر نجاعة، عندما تعبر عن مقومات الذات التاريخية والحضارية، بمختلف ثوابتها ومتغيراتها، وتستوعب في الآن نفسه وبصورة تركيبية مبدعة مكاسب الحضارة المعاصرة؛ (3) الإيمان بمبدإ التغيير البيداغوجي المتدرج باعتباره الوسيلة الأنسب للتغلب على مختلف القضايا التربوية السائدة في نظامنا التربوي؛ (4) الاستجابة لمتطلبات المجتمع المعبر عنها في الميثاق الوطني للتربية والتكوين، حيث شكلت النواظم الفكرية البيداغوجية والاختيارات التربوية دور الموجه المساعد على رسم الخطوط العريضة لمحاور ومعطيات هذه الوثيقة؛ (5) بناء تصورات وتوجهات عامة محددة لاختيار بيداغوجي، يرى ضرورة إصلاح مختلف أشكال الخلل الحاصلة في مستوى المناهج التربوية بوسائل وأساليب قريبة من ممكنات الفعل البيداغوجي المجدد والمتجدد، وذلك انطلاقا من رصيد التجربة التربوية المغربية منذ الاستقلال إلى اليوم.
وقد ترتب عن المبادئ والمقدمات آنفة الذكر الاختيارات والتوجهات الكبرى الواردة في هذه الوثيقة.
الاختيارات والتوجهات التربوية العامة
اعتبارا للفلسفة التربوية المتضمنة في الميثاق الوطني للتربية والتكوين، فإن الاختيارات التربوية الموجهة لمراجعة مناهج التربية والتكوين المغربية، تنطلق من:
 العلاقة التفاعلية بين المدرسة والمجتمع، باعتبار المدرسة محركا أساسيا للتقدم الاجتماعي وعاملا من عوامل الإنماء البشري المندمج؛
 وضوح الأهداف والمرامي البعيدة من مراجعة مناهج التربية والتكوين، والتي تتجلى أساسا في:
- المساهمة في تكوين شخصية مستقلة ومتوازنة ومتفتحة للمتعلم المغربي، تقوم على معرفة دينه وذاته، ولغته وتاريخ وطنه وتطورات مجتمعه؛
- إعداد المتعلم المغربي لتمثل واستيعاب إنتاجات الفكر الإنساني في مختلف تمظهراته ومستوياته، ولفهم تحولات الحضارات الإنسانية وتطورها؛
- إعداد المتعلم المغربي للمساهمة في تحقيق نهضة وطنية اقتصادية وعلمية وتقنية تستجيب لحاجات المجتمع المغربي وتطلعاته.
 استحضار أهم خلاصات البحث التربوي الحديث في مراجعة مناهج التربية والتكوين باعتماد مقاربة شمولية ومتكاملة تراعي التوازن بين البعد الاجتماعي الوجداني، والبعد المهاراتي، والبعد المعرفي، وبين البعد التجريبي والتجريدي كما تراعي العلاقة البيداغوجية التفاعلية وتيسير التنشيط الجماعي؛
 اعتماد مبدإ التوازن في التربية والتكوين بين مختلف أنواع المعارف، ومختلف أساليب التعبير (فكري، فني، جسدي)، وبين مختلف جوانب التكوين (نظري، تطبيقي عملي)؛
 اعتماد مبدإ التنسيق والتكامل في اختيار مضامين المناهج التربوية، لتجاوز سلبيات التراكم الكمي للمعارف ومواد التدريس؛
 اعتماد مبدإ التجديد المستمر والملاءمة الدائمة لمناهج التربية والتكوين وفقا لمتطلبات التطور المعرفي والمجتمعي؛
 ضرورة مواكبة التكوين الأساسي والمستمر لكافة أطر التربية والتكوين لمتطلبات المراجعة المستمرة للمناهج التربوية؛
 اعتبار المدرسة مجالا حقيقيا لترسيخ القيم الأخلاقية وقيم المواطنة وحقوق الإنسان وممارسة الحياة الديموقراطية.
ولتفعيل هذه الاختيارات، فقد تم اعتماد التربية على القيم وتنمية وتطوير الكفايات التربوية والتربية على الاختيار كمدخل بيداغوجي لمراجعة مناهج التربية والتكوين.
اختيارات وتوجهات في مجال القيم
إنطلاقا من القيم التي تم إعلانها كمرتكزات ثابتة في الميثاق الوطني للتربية والتكوين، والمتمثلة في:
- قيم العقيدة الإسلامية؛
- قيم الهوية الحضارية ومبادئها الأخلاقية والثقافية؛
- قيم المواطنة؛
- قيم حقوق الإنسان ومبادئها الكونية.
وانسجاما مع هذه القيم، يخضع نظام التربية والتكوين للحاجات المتجددة للمجتمع المغربي على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي من جهة، وللحاجات الشخصية الدينية و الروحية للمتعلمين من جهة أخرى.
ويتوخى من أجل ذلك الغايات التالية:
- ترسيخ الهوية المغربية الحضارية والوعي بتنوع وتفاعل وتكامل روافدها؛
- التفتح على مكاسب ومنجزات الحضارة الإنسانية المعاصرة؛
- تكريس حب الوطن وتعزيز الرغبة في خدمته؛
- تكريس حب المعرفة وطلب العلم والبحث والاكتشاف؛
- المساهمة في تطوير العلوم والتكنولوجيا الجديدة؛
- تنمية الوعي بالواجبات والحقوق؛
- التربية على المواطنة وممارسة الديموقراطية؛
- التشبع بروح الحوار والتسامح وقبول الاختلاف؛
- ترسيخ قيم المعاصرة والحداثة؛
- التمكن من التواصل بمختلف أشكاله وأساليبه؛
- التفتح على التكوين المهني المستمر؛
- تنمية الذوق الجمالي والإنتاج الفني والتكوين الحرفي في مجالات الفنون والتقنيات؛
- تنمية القدرة على المشاركة الإيجابية في الشأن المحلي والوطني.
يعمل نظام التربية والتكوين بمختلف الآليات والوسائل للاستجابة للحاجات الشخصية للمتعلمين المتمثلة فيما يلي:
- الثقة بالنفس والتفتح على الغير؛
- الاستقلالية في التفكير والممارسة؛
- التفاعل الإيجابي مع المحيط الاجتماعي على اختلاف مستوياته؛
- التحلي بروح المسؤولية والانضباط؛
- ممارسة المواطنة والديموقراطية؛
- إعمال العقل واعتماد الفكر النقدي؛
- الإنتاجية والمردودية؛
- تثمين العمل والاجتهاد والمثابرة؛
- المبادرة والابتكار والإبداع؛
- التنافسية الإيجابية؛
- الوعي بالزمن والوقت كقيمة أساسية في المدرسة وفي الحياة؛
- احترام البيئة الطبيعية والتعامل الإيجابي مع الثقافة الشعبية والموروث الثقافي والحضاري المغربي.
اختيارات وتوجهات في مجال تنمية وتطوير الكفايات
لتيسير اكتساب الكفايات وتنميتها وتطويرها على الوجه اللائق عند المتعلم، يتعين مقاربتها من منظور شمولي لمكوناتها، ومراعاة التدرج البيداغوجي في برمجتها، ووضع استراتيجيات اكتسابها. ومن الكفايات الممكن بناؤها في إطار تنفيذ مناهج التربية والتكوين:
- المرتبطة بتنمية الذات، والتي تستهدف تنمية شخصية المتعلم كغاية في ذاته، وكفاعل إيجابي تنتظر منه المساهمة الفاعلة في الارتقاء بمجتمعه في كل المجالات؛
- القابلة للاستثمار في التحول الاجتماعي، والتي تجعل نظام التربية والتكوين يستجيب لحاجات التنمية المجتمعية بكل أبعادها الروحية والفكرية والمادية؛
- القابلة للتصريف في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، والتي تجعل نظام التربية والتكوين يستجيب لحاجات الاندماج في القطاعات المنتجة ولمتطلبات التنمية الاقتصادية والإجتماعية.
ويمكن أن تتخذ الكفايات التربوية طابعا استراتيجيا أو تواصليا أو منهجيا أو ثقافيا أو تكنولوجيا.
تستوجب تنمية الكفايات الاستراتيجية وتطويرها، في المناهج التربوية :
- معرفة الذات والتعبير عنها؛
- التموقع في الزمان والمكان؛
- التموقع بالنسبة للآخر وبالنسبة للمؤسسات المجتمعية (الأسرة، المؤسسة التعليمية، المجتمع)، والتكيف معها ومع البيئة بصفة عامة؛
- تعديل المنتظرات والاتجاهات والسلوكات الفردية وفق ما يفرضه تطور المعرفة والعقليات والمجتمع.
وحتى تتم معالجة الكفايات التواصلية بشكل شمولي في المناهج التربوي، ينبغي أن تؤدي إلى:
- إتقان اللغة العربية وتخصيص الحيز المناسب للغة الأمازيغية والتمكن من اللغات الأجنبية؛
- التمكن من مختلف أنواع التواصل داخل المؤسسة التعليمية وخارجها في مختلف مجالات تعلم المواد الدراسية؛
- التمكن من مختلف أنواع الخطاب (الأدبي، والعلمي، والفني…) المتداولة في المؤسسة التعليمية وفي محيط المجتمع والبيئة.
وتستهدف الكفايات المنهجية من جانبها بالنسبة للمتعلم اكتساب:
- منهجية للتفكير وتطوير مدارجه العقلية؛
- منهجية للعمل في الفصل وخارجه؛
- منهجية لتنظيم ذاته وشؤونه ووقته وتدبير تكوينه الذاتي ومشاريعه الشخصية.
ولكي تكون معالجة الكفايات الثقافية، شمولية في مناهج التربية والتكوين، ينبغي أن تشمل:
- شقها الرمزي المرتبط بتنمية الرصيد الثقافي للمتعلم، وتوسيع دائرة إحساساته وتصوراته ورؤيته للعالم وللحضارة البشرية بتناغم مع تفتح شخصيته بكل مكوناتها، وبترسيخ هويته كمواطن مغربي وكإنسان منسجم مع ذاته ومع بيئته ومع العالم؛
- شقها الموسوعي المرتبط بالمعرفة بصفة عامة.
واعتبارا لكون التكنولوجيا قد أصبحت في ملتقى طرق كل التخصصات، ونظرا لكونها تشكل حقلا خصبا بفضل تنوع وتداخل التقنيات والتطبيقات العلمية المختلفة التي تهدف إلى تحقيق الخير العام والتنمية الاقتصادية المستديمة وجودة الحياة، فإن تنمية الكفايات التكنولوجية للمتعلم تعتمد أساسا على:
- القدرة على تصور ورسم وإبداع وإنتاج المنتجات التقنية؛
- التمكن من تقنيات التحليل والتقدير والمعايرة والقياس، وتقنيات ومعايير مراقبة الجودة، والتقنيات المرتبطة بالتوقعات والاستشراف؛
- التمكن من وسائل العمل اللازمة لتطوير تلك المنتجات وتكييفها مع الحاجيات الجديدة والمتطلبات المتجددة؛
- استدماج أخلاقيات المهن والحرف والأخلاقيات المرتبطة بالتطور العلمي والتكنولوجي بارتباط مع منظومة القيم الدينية والحضارية وقيم المواطنة وقيم حقوق الإنسان ومبادئها الكونية.
اختيارات وتوجهات في مجال المضامين
ليتمكن نظام التربية والتكوين من القيام بوظائفه على الوجه الأكمل، تقتضي الضرورة اعتماد مضامين معينة وفق اختيارات وتوجهات محددة، وتنظيمها داخل كل سلك ومن سلك لآخر بما يخدم المواصفات المحددة للمتعلم في نهاية كل سلك. وتتمثل هذه الاختيارات والتوجهات فيما يلي:
- الانطلاق من اعتبار المعرفة إنتاجا وموروثا بشريا مشتركا؛
- اعتبار المعرفة الخصوصية جزءا لا يتجزأ من المعرفة الكونية؛
- اعتماد مقاربة شمولية عند تناول الانتاجات المعرفية الوطنية، في علاقتها بالانتاجات الكونية مع الحفاظ على ثوابتنا الأساسية؛
- اعتبار غنى وتنوع الثقافة الوطنية والثقافات المحلية والشعبية كروافد للمعرفة؛
- الاهتمام بالبعد المحلي والبعد الوطني للمضامين وبمختلف التعابير الفنية والثقافية؛
- اعتماد مبدإ التكامل والتنسيق بين مختلف أنواع المعارف وأشكال التعبير؛
- اعتماد مبدإ الاستمرارية والتدرج في عرض المعارف الأساسية عبر الأسلاك التعليمية؛
- تجاوز التراكم الكمي للمضامين المعرفية المختلفة عبر المواد التعليمية؛
- استحضار البعد المنهجي والروح النقدية في تقديم محتويات المواد؛
- العمل علىاستثمار عطاء الفكر الإنساني عامة لخدمة التكامل بين المجالات المعرفية؛
- الحرص على توفير حد أدنى من المضامين الأساسية المشتركة لجميع المتعلمين في مختلف الأسلاك والشعب؛
- الاهتمام بالمضامين الفنية؛
- تنويع المقاربات وطرق تناول المعارف؛
- إحداث التوازن بين المعرفة في حد ذاتها والمعرفة الوظيفية.
اختيارات وتوجهات في مجال تنظيم الدراسة
تقتضي ضرورة تنظيم الدراسة في مختلف الأسلاك التعليمية، للارتقاء بجودة الفعل البيداغوجي من خلال الرفع من فعالية التدريس ومن جدوى التعلم ومواءمة الفضاءات التربوية لهما اعتماد مبدإ التدرج من سلك إلى آخر بما يضمن:
- في التعليم الابتدائي المرونة في تنظيم الحصص الدراسية وتكييف مضامينها مع حاجات المتعلمين بالأساس ومع متطلبات البيئة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية المباشرة؛
- في التعليم الثانوي الانتقال من التنظيم الحالي في سنوات دراسية إلى تنظيم في دورات دراسية نصف سنوية من جهة والانتقال من برامج مبنية على مواد دراسية كلها إجبارية في السلك الإعدادي إلى برامج مبنية على مجزوءات معظمها إجباري وبعضها اختياري.
وتقتضي ضرورة تنظيم الدراسة وفق معايير موضوعية تلائم المستجدات المراد إدخالها على مختلف الأسلاك التعليمية ما يلي:
- تنظيم كل سنة دراسية في دورتين من سبعة عشر أسبوعا على الأقل، أي ما مجموعه ست دورات في السلك التأهيلي بما فيها الدورة المخصصة للجذع المشترك، وست دورات في السلك الإعدادي واثني عشر دورة في التعليم الابتدائي؛
- إعطاء نفس الأهمية ونفس الغلاف الزمني لكل المجزوءات كيفما كانت المادة الدراسية التي تنتمي إليها، بما يسمح بإمكانية معادلة مجزوءات المواد المتآخية أثناء الانتقال من قطب إلى آخر في السلك التأهيلي من جهة، وباعتماد المجزوءات التي كانت موضوع تعلم ذاتي في إطار مشاريع مؤطرة من طرف الأساتذة من جهة أخرى؛
- اعتماد حلول تربوية تسمح بالعمل بإيقاعات متفاوتة تناسب مستوى المتعلمين ووتيرة التعلم لديهم بما يفيد في الرفع من المردود الداخلي للمؤسسة وفي ترشيد استعمال البنيات التحتية والتجهيزات التعليمية؛
- إدراج الغلاف الزمني الخاص بالتقييم التكويني الملازم للتعلم والمرتبط عضويا بالاستدراك في إطار بيداغوجية التمكن ضمن الغلاف المخصص لكل مجزوءة في السلك التأهيلي ولكل مادة في السلك الإعدادي وفي التعليم الابتدائي؛
- تخصيص مجالات زمنية للأنشطة الثقافية والفنية ضمن الحصة الأسبوعية.
للرفع من المردود الداخلي لمؤسسات التعليم الابتدائي، يتعين أن تراعى في تنظيم الدراسة بها:
- الملاءمة مع المحيط الاجتماعي الاقتصادي والثقافي؛
- المرونة في تنظيم الحصص الدراسية والعطل؛
- العمل بالدعم البيداغوجي المنتظم الكفيل بترسيخ المكتسبات، والضامن للرفع من نسبة التدفق.
ونظرا لكون السلك التأهيلي يأتي مباشرة قبل التعليم العالي ويهيئ له، ونظرا لكون هذا الأخير يعتمد مقاربة البرامج المبنية على المضامين والتخصصات أساسا، واعتبارا لسن متعلمين السلك التأهيلي، وتوخيا للاستجابة لميولاتهم واتجاهاتهم من خلال تربيتهم على الاختيار، تنظم الدراسة، بعد الجذع المشترك، في الأقطاب الدراسية التالية:
- قطب التعليم الأصيل؛
- قطب الآداب والإنسانيات؛
- قطب الفنون؛
- قطب العلوم؛
- قطب التكنولوجيات.
ولاستعمال الجسور الممتدة بين الأقطاب الدراسية في السلك التأهيلي بما يفيد تربية المتعلمين على الاختيار، ينظم كل قطب في مكونين:
- مكون إجباري تندرج فيه المجزوءات ذات الارتباط العضوي بطبيعة القطب، والمجزوءات المكملة لها؛
- مكون اختياري تندرج فيه المجزوءات ذات الارتباط بمجزوءات المكون الإجباري، أو التي تساعد المتعلم على الاستدراك أو على تيسير المرور من قطب إلى آخر عبر الجسور، أو على تهييئ ولوج مؤسسات التعليم العالي.
اختيارات وتوجهات خاصة بتحديد مواصفات المتعلمين
وحتى يتمكن النظام التربوي المغربي من تزويد المجتمع بمواطنين مؤهلين للبناء المتواصل للوطن على جميع المستويات، تقتضي الضرورة إكساب المتعلمين الكفايات الملائمة وإتاحة الفرص وبنفس الحظوظ، لجميع بنات وأبناء المغرب، وتشجيع المتفوقين منهم دون تمييز. لذا ينبغي أن تصاغ مناهج التربية والتكوين بشكل يجعلها:
- تشتمل مختلف المجالات الوجدانية والاجتماعية والحسية الحركية والمعرفية لشخصية المتعلم في مختلف الأسلاك التعليمية؛
- تنفذ في فضاءات تربوية متنوعة داخل القسم والمؤسسة التعليمية وخارجها، بواسطة وضعيات ديداكتيكية مناسبة لكل فضاء.
كما ينبغي وضع نظام ملائم للاستشارة والتوجيه يعتمد على المؤهلات والميول الحقيقية والموضوعية للمتعلم، وعلى حاجات مختلف قطاعات الشغل ومواصفات ولوج المسالك المختلفة للتعليم العالي.
ففيما يتعلق بالتعليم العالي، يقتضي إعداد المتعلمين أخذ مواصفات ولوج مؤسساته بعين الاعتبار، ومعرفة برامجه والآفاق التي تفتحها ارتباطا بتكوين الأطر المتوسطة والعليا للبلاد في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والفنية، وبتطور البحث العلمي في حقوله المتنوعة.
أما فيما يتعلق بولوج مؤسسات التكوين المهني وسوق الشغل، فيجب أثناء صياغة مناهج التربية والتكوين في الإعدادي والتأهيلي، مراعاة المواصفات المطلوبة للالتحاق بتلك المؤسسات، لتلبية حاجات ومتطلبات التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. ويجب أن تغطي هذه المواصفات كل المجالات المذكورة، وتوفر الحد الأدنى من الكفايات الضرورية لولوج المهن التقنية المتوسطة والعليا في مختلف القطاعات الصناعية والفلاحية والتجارية والخدماتية.
إن ضرورة التكوين ونوعية مساره تفرضان تحديد الأولويات بالنسبة للكفايات في كل مستوى من المستويات التعليمية.
ففي التعليم الابتدائي يتم التركيز، وبالترتيب، على الجوانب التواصلية (بما فيها المعلوماتية)، والاستراتيجية والمنهجية، والثقافية، والتكنولوجية، وذلك حتى يتسنى بلوغ مستوى التمكن من المكون اللغوي التواصلي، ومستوى التمكن من الجوانب الأساسية المنهجية والاستراتيجية، ومستوى التمكن من الجوانب الثقافية من خلال رصيد معرفي وثقافي يمكن المتعلم من الاندماج في بيئته. ويدخل ذلك كله في إطار الحفاظ على مكتسبات المتعلم في التعليم الابتدائي وتحصينها، خاصة بالنسبة لمن بلغوا سن نهاية التعليم الإجباري.
وفي السلك الإعدادي، يستمر التركيز على الجوانب التواصلية في مستوى متقدم من التمكن، وعلى الجوانب المنهجية والاستراتيجية والثقافية. وتعطى الجوانب التكنولوجية أهمية أكثر من ذي قبل للإعداد للتعليم التأهيلي، أو لمؤسسات التكوين المهني، أو لولوج الحياة العامة لمن سينقطعون عن الدراسة من المتعلمين في نهاية السلك الإعدادي.
أما في السلك التأهيلي، فيخصص الجذع المشترك لاستكمال مكونات الكفايات التواصلية والمنهجية والثقافية، وتعطى بعد ذلك الأولوية للاستراتيجية والتكنولوجية، مع الاستمرار في تنمية وتطوير المنهجية والثقافية والتواصلية بما يفيد في تحقيق مواصفات التخرج من مختلف الأقطاب الدراسية.
وبناء عليه، تتحدد مواصفات المتعلمين في نهاية كل سلك من الأسلاك التعليمية انطلاقا من:
- ترتيب الكفايات حسب الأولويات مع اعتبار المرونة والتفاعل بينها؛
- درجات التوفيق والتكامل والتركيب بين عمليات النقل والتفاعل والتحول في مجال القيم الإسلامية والحضارية وقيم المواطنة وحقوق الإنسان؛
- المستوى المناسب لنمو شخصية المتعلم بكل مكوناتها.
وبالنسبة للتعليم الأولي والابتدائي والسلك الإعدادي، يعتمد في تحديد مواصفات المتعلمين عند نهاية هذه الأسلاك، بالإضافة إلى ما سبق، على الأهداف التي خص بها الميثاق الوطني للتربية والتكوين هذه الأسلاك.
أما بالنسبة للسلك التأهيلي، فإن تحديد مواصفات المتخرج حسب كل قطب من الأقطاب المذكورة سابقا، يتم بالاعتماد أساسا على:
- ترتيب الكفايات المراد تنميتها وتطويرها لدى المتعلم حسب الأولوية الخاصة بالسلك، والمعتمدة في تحديد المجزوءات الإجبارية بصنفيها المذكورين أعلاه؛
- تحقيق مستوى التحول الفعلي المنتظر لدى المتعلم في مجال استدماج القيم، وفي اكتساب مختلف الكفايات؛
- مدى قدرة المتعلم على إعداد مشروعه الشخصي لولوج التعليم العالي، وللاندماج في المجتمع.
خاتمة
تظل المناهج التربوية وبرامج تكوين الأطر التربوية المتدخلة في تنفيذها مفتوحة وقابلة للمراجعة المستمرة حتى تستوعب كل ما يستجد على صعيد المعرفة، وتستجيب لمتطلبات الواقع بأبعاده الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وتساهم في تطويره.
ولكي يتحقق التكامل بين مختلف أسلاك التعليم من الابتدائي إلى التعليم العالي، ضمانا لتكوين منسجم ومتجانس، يتعين الحرص على تنسيق دقيق ومستمر على مستوى العلاقة بين المناهج التربوية وبرامج مختلف مسالك التعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، وذلك بأن يجد كل مسلك من مسالك التعليم الثانوي امتدادا واحدا على الأقل في التعليم العالي، وبأن يجد كل مسلك من مسالك التعليم العالي دعامة له في المناهج التربوية للتعليم الثانوي. ومن شأن هذا التنسيق أن يضمن لمتعلم التعليم الثانوي إعدادا جيدا ييسر له متابعة دراساته العليا، و يهيئه للانخراط الإيجابي في الحياة.
ولتحقيق هذا التكامل بين مختلف الأسلاك التعليمية ومسالكها وانسجاما مع مقتضيات إصلاح نظام التربية والتعليم، لا بد من إرساء آلية للتنسيق تعمل في اتجاه تحقيق التكامل في مجال المناهج التربوية ومناهج الدراسات الجامعية وبرامج تكوين الأطر.
عناصر من تخطيط التربية المعتمد
تدقيق مواصفات المتعلم في نهاية الأسلاك وتنظيم الدراسة في التعليم الابتدائي والتعليم الثانوي أعضاء اللجنة البيسلكية متعددة التخصصات: 86 عضوا
أحمد اللويزي.. أحمد ضعيف..أحمد فرتات.. أحمد موساوي.. إدريس البوشاري.. أمينة لمريني.. ابن يوسف آيت لمقدم.. ادريس الحاجي.. امحمد الكراوي.. بنعيسى بوحمالة.. بوشتة الحياني.. التهامي بن جدي.. حسن المجدوبي.. حسن النبلي.. الحسن أبو عبد القادر.. الحسين آيت أنجار.. الحسين جراد.. الحسين سحبان.. الحسين لعناية.. حميد لحنيكات.. خالد الصمدي.. خديجة زعيم الإدريسي .. خديجة واهمي.. الخمار العلمي.. خيرة أداسكو.. رحال بغور.. رشيد صدقة.. سعيد حليم.. سميرة الدليمي.. الطاهر الفائز.. عبد الجليل الطليمات.. عبد الحق السرغيني.. عبد الحق بلخضر.. عبد الحليم سحنون.. عبد السلام اليعقوبي.. عبد السلام ميلي.. عبد القادر أحكيك.. عبد القادر عواد.. عبد الكريم المراكشي.. عبد اللطيف بنسعيد.. عبد اللطيف حرتوت.. عبد الله أعماو.. عبد الله الإدريسي.. عبد المالك بنزكور.. عبد المجيد المزواري.. عبد الواحد بنصبيح.. العربي اكنينح.. عز الدين الخطابي.. عزوز لعرج.. عمر المراكشي.. العياشي الصرحاني.. فؤاد بلامين.. فؤاد شفيقي.. فاطمة صلاح.. فاطمة عديلة.. لطيفة السرغيني.. مبارك بور.. محمد الخمري.. محمد الرملي.. محمد المسعودي.. محمد اليوفي.. محمد باحلو.. محمد باحو.. محمد بصراوي.. محمد بواب.. محمد ستيتو.. محمد غوات.. محمد فارودي.. محمد مخشان.. محمد نايت الحاج.. مصطفى الدردابي.. مصطفى الراصي.. مصطفى ضلي.. المصطفى فضي.. مصطفى يعقوبي.. المعطي العكاري.. المهدي بوجمال.. مولود عشوري.. نزيه الدمناتي.. نعيمة الشرايبي.. نعيمة المذكوري.. نور الدين الطاهري.. هيبة الشبيهي.. يونس الشامي.. احمد الحمومي .. محمد شهيب .. الحسن حاسين .. محمد غوات .. محمد مبروك . مصطفى حاتمي.
تدقيق مواصفات المتعلم في نهاية التعليم الابتدائي وتنظيم الدراسة في سلكيه الأساسي والمتوسط
تقديم
يعد التعليم الابتدائي الدعامة الأساسية في عملية إصلاح المنظومة التربوية. وقد تمت مراجعة مكوناته وفق الاختيارات والتوجهات التربوية العامة كما حددتها لجنة الاختيارات والتوجهات التربوية.
ففي خضم ما تعرفه الساحة التعليمية من مستجدات، أصبح لزاما مواكبتها بوضع مناهج تربوية تجعل المتعلم يعايش في محيطه تحولات اجتماعية وفكرية واقتصادية. وقد أصبحت المدرسة الابتدائية في حاجة إلى مواكبة كل ما له صلة بهذه التحولات وخاصة في المجال التربوي.
وانطلاقا من المبادئ التي تحددت في ضوئها مواصفات المتخرج، تم تنظيم الدراسة بالتعليم الابتدائي وفق الأسلاك والدورات والمواد.
تم اعتماد نظام الأسلاك حيث أصبح التعليم الابتدائي يتكون من سلكين: سلك أساسي تدوم الدراسة فيه أربع سنوات؛ وسلك متوسط بنفس مدة الدراسة تتوج السنة الرابعة منه بشهادة نهاية الدروس الابتدائية. وأصبحت السنة الدراسية تتكون من 34 أسبوع عمل فعلي بدل 32 أسبوعا في السابق. كما تم تنظيم الدراسة في دورتين تتكون كل دورة من 17 أسبوع عمل فعلي. حتى يتسنى استغلال الغلاف الزمني المخصص بشكل يوفر فرص الأنشطة والدعم والتحصيل.
ومن مستجدات الإصلاح التربوي دمج التعليم الأولى في منظومة التعليم الابتدائي عند تحقيق تعميم هذا الأخير في 2004 بغية تمكين شريحة عمرية مهمة من ولوج المدرسة في سن مبكرة ابتداء من سن الرابعة.
يتمحور برنامج السنتين الأولى والثانية من السلك الأساسي (أي التعليم الأولي) حول مجموعة من الأنشطة المناسبة لنمو الطفل. (أنشطة التواصل الشفهي، أنشطة الدعم، الإعداد للقراءة، أنشطة التخطيط والكتابة الخ.). أما برامج السنتين الثالثة والرابعة من السلك الأساسي، فقد تم تخصيصها لأنشطة ترتقي بالمتعلم من درجة التحسيس والاستئناس إلى درجة الاكتساب وبداية التوظيف وفق مبدإ التدرج، فتم التركيز على تمكين المتعلم من أدوات التواصل في أهم تجلياتها. وقد تمت مراجعة برامج التربية الإسلامية بما يلائم مستوى النمو العقلي والوجداني للطفل. ومن مستجدات هذا السلك أيضا إدراج تعليم اللغة الفرنسية ابتداء من السنة الرابعة، كما أدرج تعليم اللغة الأمازيغية منذ السنة الأولى من السلك الأساسي حتى السنة الرابعة منه.
أما السلك المتوسط من التعليم الابتدائي، فيستغرق أربع سنوات. وتتوزع مقرراته على وحدات دراسية بمكوناتها هي التربية الإسلامية واللغة العربية والنشاط العلمي والتربية الفنية والرياضيات واللغة الفرنسية والتربية البدنية. ويبدأ تدريس الاجتماعيات في السنة الثانية من هذا السلك، وتدريس اللغة الأجنبية الثانية في السنة الثالثة.
ويتميز المنهاج الدراسي للتعليم الابتدائي بمجموعة من المميزات أهمها التكامل والانسجام والتدرج والتنوع والتخفيف تجعله يستجيب لخصوصيات كل مرحلة عمرية. لذا تم إرجاء بعض المواضيع إلى المستويات العليا، كما تم إدراج مفاهيم من مختلف مجالات حقوق الإنسان والمحافظة على البيئة.
مواصفات المتعلمين في نهاية التعليم الابتدائي
يهدف المنهاج التربوي للسلك المتوسط إلى تحقيق مجموعة من المواصفات أهمها :
مواصفات مرتبطة بالقيم والمقاييس الاجتماعية تتجلى في جعل المتعلم
- متشبثا بالقيم الدينية والخلقية والوطنية والإنسانية؛
- متشبعا بروح التضامن والتسامح والنزاهة؛
- متشبعا بمبادئ الوقاية الصحية وحماية البيئة؛
- قادرا على اكتشاف المفاهيم والنظم والتقنيات الأساسية التي تنطبق على محيطه الطبيعي والاجتماعي والثقافي المباشر.
مواصفات مرتبطة بالكفايات والمضامين تتجلى في جعل المتعلم
- قادرا على التعبير السليم باللغة العربية؛
- قادرا على التواصل الوظيفي باللغة الأجنبية الأولى قراءة وتعبيرا والنطق بلغة أجنبية ثانية؛
- قادرا على التفاعل مع الأخر ومع المحيط الاجتماعي على اختلاف مستوياته (الأسرة، المدرسة) والتكيف مع البيئة؛
- قادرا على التنظيم (تنظيم الذات والوقت) والانضباط؛
- مكتسبا لمهارات تسمح له بتطوير ملكاته العقلية والحسية والحركية؛
- قادرا على استعمال الإعلاميات وعلى الاتصال والإبداع التفاعلي؛
- ملما بالمبادئ الأولية للحساب والهندسة.
تنظيم الدراسة في التعليم الأولي
يتكون برنامج مرحلة التعليم الأولي من العناصر التالية، التي تأخذ إجرائيا شكل أنشطة لا دروس بالمعنى المتعارف عليه. وهذه العناصر هي :
- التربية الإسلامية (القرآن الكريم، القيم والعبادات)؛
- اللغة العربية (أنشطة التواصل الشفهي، أنشطة الإعداد للقراءة، أنشطة التخطيط والكتابة)؛
- التربية الفنية والتفتح (أنشطة يدوية،رسم وتلوين، نشيد، موسيقى ومسرح)؛
- أنشطة الرياضيات؛
- الأمازيغية؛
- التربية البدنية؛
- أنشطة التربية الحسي الحركية.
يتوزع الغلاف الزمني السنوي إلى جزأين أثنين:
- جزء يشكل حوالي نسبة 75% من مجموع الغلاف الزمني السنوي، يستغل لتقديم الأنشطة التربوية لمختلف عناصر البرنامج؛
- وجزء يشكل حوالي نسبة 25% من مجموع الغلاف الزمني السنوي، ويستغل للاستراحة والترفيه واستقبال المتعلمين والاستعداد للخروج.
الأنشطة الغلاف الزمني السنوي بالساعات
الأولى الثانية المجموع
تربية إسلامية 68 68 136
لغة عربية 170 170 340
تربية فنية وتفتح 85 85 170
أنشطة ما قبل الرياضية 85 85 170
أمازيغية 102 102 204
تربية حسي حركية 85 85 170
تربية بدنية 68 68 136
استراحة وترفيه 68 68 136
استقبال واستعداد للخروج 119 119 238
المجموع بالساعات 850 850 1700
تتكون السنة الدراسية من دورتين تدوم كل واحدة 17 أسبوعا، أي ما مجموعه 34 أسبوعا من الدراسة الفعلية:
- تستغل 24 أسبوعا، أي أكثر من ثلثي هذا الغلاف الزمني في تقديم برامج الأنشطة التربوية؛
- تستغل 10 أسابيع، أي أقل من ثلث هذا الغلاف الزمني للاستئناس والتكيف والتثبيت والدعم، وإجراءات آخر السنة الدراسية.
يماثل التنظيم الهيكلي للسنة الدراسية في التعليم الأولي نظيره في السلكين الأساسي والمتوسط للتعليم الابتدائي. مما يسمح بتوحيد العطل والإيقاع الدراسي في كل المرحلة الابتدائية.
تنظيم الدراسة في التعليم الابتدائي
تنظم الدراسة في السنوات الست الموالية للتعليم الأولي وفق الجدولين أسفله.
التوزيع السنوي للمواد في السلك الأساسي للتعليم الابتدائي
المواد الغلاف الزمني السنوي في الأولي الغلاف الزمني السنوي في باقي السلك الأساسي
أولى ثانية مجموع أولى ثانية مجموع
تربية إسلامية 68 68 136 110 110 220
لغة عربية 170 170 340 374 374 748
اجتماعيات 0 0 0 0 0 0
رياضيات 85 85 170 170 170 340
نشاط علمي 0 0 0 51 51 102
تربية فنية وتفتح 85 85 170 85 85 170
أمازيغية 102 102 204 102 102 204
لغة أجنبية أولى 0 0 0 0 51 51
تربية حسحركية 85 85 170 0 0 0
تربية بدنية 68 68 136 60 60 120
استراحة وترفيه 68 68 136 0 0 0
استقبال واستعداد للخروج 119 119 238 0 0 0
المجموع 850 850 1700 952 952 1904
التوزيع السنوي للمواد في السلك المتوسط للتعليم الابتدائي
المواد الغلاف الزمني الحالي للمواد مجموع
ثالثة رابعة خامسة سادسة
تربية إسلامية 102 102 102 102 408
لغة عربية 238 221 204 204 867
اجتماعيات 0 34 51 51 136
رياضيات 170 170 170 170 680
نشاط علمي 51 51 51 51 204
تربية فنية 51 34 34 34 153
لغة أجنبية أولى 272 272 264 264 1072
لغة أجنبية ثانية 0 0 25 25 50
تربية بدنية 68 68 51 51 238
المجموع 952 952 952 952 3808
تدقيق مواصفات المتعلم في نهاية السلك الإعدادي وتنظيم الدراسة في هذا السلك
تقديم
يعتبر السلك الإعدادي جزءا من التعليم الثانوي ومرحلة انتقالية بين التعليم الابتدائي والسلك التأهيلي.
ويهدف هذا السلك إلى تكوين المتعلمين تكوينا يمكنهم من:
- اكتشاف المحيط الاجتماعي بمختلف مكوناته وتنوع مجالاته، والتفاعل الإيجابي معه؛
- اكتشاف الذات والوعي بها وبحاجاتها النفسية والاجتماعية والفكرية وتحقيق التوازن بينها وبين محيطها؛
- اكتساب المتعلم معارف ومهارات في مجالات معرفية مختلفة تؤهله لاختيار القطب الملائم لقدراته ومؤهلاته وميولاته بالسلك التأهيلي للتعليم الثانوي أو التوجه إلى الحياة المهنية (التكوين المهني، سوق الشغل)؛
- إكساب المتعلم قيم ومفاهيم ثقافة حقوق الإنسان.
وقد تميزت مراجعة مناهج وبرامج هذا السلك التعليمي بمجموعة من الإجراءات التنظيمية والتربوية منها:
- تنظيم الدراسة في ست دورات تتوج بالحصول على دبلوم السلك الإعدادي؛
- ربط السلك الإعدادي بالسلك التأهيلي للتعليم الثانوي بواسطة الجذع المشترك بهدف إتاحة فرصة الاحتكاك بمناهج وبرامج هذا السلك قصد توجيه خريجيه توجيها يقوم على الاختيار السليم؛
- مراجعة مضامين المواد الدراسية بهذا السلك بما يلائم حاجات المتعلمين المعرفية وتعميق مكتسباتهم باستمرار وترسيخها؛
- تدريس لغة أجنبية ثانية إلى جانب اللغة الأجنبية الأولى؛
- إعطاء أهمية للمشروع الشخصي للمتعلم من أجل تمكينه من قدرات التنظيم الذاتي للمشاريع الشخصية؛
- إجراء التقويم على الصعيد الجهوي وفق نظام الوحدات في دورتين (بدل ثلاث) انسجاما مع نظام التقويم بالسلك التأهيلي للتعليم الثانوي.
وقد حدد الغلاف الزمني للدراسة في مختلف دورات السلك الإعدادي في ثلاثين ساعة كما هو الشأن بالنسبة للسلك التأهيلي.
مواصفات المتعلم في نهاية السلك الإعدادي
تتوخى المناهج التربوية للسلك الإعدادي تزويد المتعلم بمواصفات من بينها:
مواصفات من حيث القيم والمقاييس الاجتماعية المرتبطة بها تتجلى في كون المتعلم:
- مكتسبا للقدر الكافي من مفاهيم العقيدة الإسلامية، حسب ما يلائم مستواه العمري، ومتحليا بالأخلاق والآداب الإسلامية في حياته اليومية؛
- متشبعا بقيم الحضارة المغربية بكل مكوناتها وواعيا بتنوع وتكامل روافدها؛
- متشبعا بحب وطنه وخدمته؛
- منفتحا على قيم الحضارة المعاصرة و إنجازاتها؛
- متشبعا بقيم حقوق الإنسان وحقوق المواطن المغربي وواجباته؛
- على دراية بالتنظيم الاجتماعي والإداري محليا وجهويا ووطنيا، ومتشبعا بقيم المشاركة الإيجابية وتحمل المسؤولية؛
- منفتحا على التكوين المهني والقطاعات الإنتاجية والحرفية؛
- متذوقا للفنون وواعيا بالأثر الإيجابي للنشاط الرياضي المستديم على الصحة؛
- متشبعا بقيم المشاركة الإيجابية في الشأن المحلي والوطني وقيم تحمل المسؤولية.
مواصفات مرتبطة بالكفايات والمضامين تتجلى في كون المتعلم:
- متمكنا من اللغة العربية واستعمالها السليم في تعلم مختلف المواد؛
- متمكنا من تداول اللغات الأجنبية والتواصل بها؛
- متمكنا من مختلف أنواع الخطاب المتداولة في المؤسسة التعليمية؛
- قادرا على التجريد وطرح المشكلات الرياضية وحلها؛
- ملما بالمبادئ الأولية للعلوم الفيزيائية والطبيعية والبيئية؛
- متمكنا من منهجية للتفكير والعمل داخل الفصل وخارجه؛
- متمكنا من المهارات التقنية والمهنية والرياضية والفنية الأساسية ذات الصلة بالمحيط المحلي الجهوي للمدرسة؛
- قادرا على تكييف المشاريع الشخصية ذات الصلة بالحياة المدرسية والمهنية؛
- ممتلكا للمهارات التي تساعده على تعديل السلوكات وإبداء الرأي؛
- متمكنا من رصيد ثقافي ينمي إحساسه ورؤيته لذاته وللآخر؛
- قادرا على استعمال التكنولوجيات الجديدة في مختلف مجالات دراسته وفي تبادل المعطيات.
تنظيم الدراسة في السلك الإعدادي
المواد الغلاف الزمني لدورات السلك الإعدادي المجموع بالساعات
د 1 د 2 د 3 د 4 د5 د 6
تربية إسلامية 34 34 34 34 34 34 204
لغة عربية 68 68 68 68 68 68 408
اجتماعيات 51 51 51 51 51 51 306
رياضيات 85 85 85 85 85 85 510
علوم الحياة والأرض 34 34 34 34 34 34 204
علوم فيزيائية 34 34 34 34 34 34 204
لغة أجنبية أولى 68 68 68 68 68 68 408
لغة أجنبية ثانية 34 34 34 34 34 34 204
تربية تشكيلية 17 17 17 17 17 17 102
تربية أسرية أو تكنولوجيا [1] 34 34 34 34 34 34 204
تربية بدنية 34 34 34 34 34 34 204
إعلاميات/مشروع شخصي 17 17 17 17 17 17 102
المجموع 510 510 510 510 510 510 3060
تدقيق مواصفات المتعلم في نهاية التعليم الثانوي في مختلف الشعب وتنظيم الدراسة في السلك التأهيلي
تقديم
ينظم السلك التأهيلي في خمسة أقطاب متكاملة تغطي مختلف مجالات المعرفة والتكنولوجيا، وتعتبر دعامة لتأهيل المتعلمين لمتابعة الدراسة في التعليم العالي أو الانخراط في التكوين المهني أو ولوج سوق الشغل. وتنتظم الدراسة في هذه الأقطاب في ست دورات نصف سنوية تخصص منها الأولى للجذع المشترك والدورات الخمس الأخرى للتخصص في إحدى الشعب، مع إمكانية المرور عبر جسور للتوجيه من شعبة إلى أخرى داخل القطب أو إلى شعبة في قطب آخر كلما تبين من خلال تتبع الأساتذة وأطر الاستشارة والتوجيه للمتعلم أن مؤهلات هذا الأخير وميولاته تستوجب تغيير الشعبة.
وقد تم تنظيم الدراسة في الجذع المشترك بشكل يجعله في آن واحد امتدادا للدراسة في السلك الإعدادي وتمهيدا ودعامة للدراسة في السلك التأهيلي. فعند نهاية السلك الإعدادي، يتم توجيه المتعلم توجيها أوليا إلى مؤسسة توجد فيها الشعبة أو الشعب التي تناسب مؤهلاته وميولاته، بحيث يتابع دراسته في الدورة الأولى في الجذع المشترك ويبدأ التخصص في الدورة الثانية دون ما حاجة للانتقال إلى مؤسسة أخرى. فبعد سنتين من التتبع من طرف الأساتذة وأطر الاستشارة والتوجيه، تكون مؤهلات وميولات حامل شهادة السلك الإعدادي قد اتضحت بما يكفي لمعرفة الشعبة التي تناسبه في السلك التأهيلي. ومع ذلك يقتضي الحرص على المواءمة المطلقة بين مؤهلات وميولات المتعلم ومستلزمات الشعبة المناسبة اعتبار تأثير المتغيرات الجديدة للدراسة في الثانوية التأهيلية، وخاصة المرتبطة منها بالتأقلم مع الفضاء التربوي والاجتماعي للثانوية. لذا تم تخصيص دورة نصف سنوية إضافية في بداية السلك التأهيلي لجذع مشترك، خاص بشعب قطب التعليم الأصيل أو جذع مشترك خاص بشعب الأقطاب الأربعة الأخرى، يخضع المتعلم خلالها للملاحظة المكثفة لأساتذته ولأطر الاستشارة والتوجيه من أجل تدقيق معرفة مؤهلاته وميولاته وتأكيد التوجيه الأولي أو تعديله.
وعلاوة على الهيكلة في خمسة أقطاب تمتد الدراسة في شعبها على مدى دورة الجذع المشترك وخمس دورات نصف سنوية أخرى، وعلى المرونة في الانتقال من شعبة إلى أخرى داخل القطب أو من قطب إلى آخر عبر الجسور لتحسين مواءمة التوجيه مع مؤهلات وميولات المتعلم، تتميز الدراسة في السلك التأهيلي بتنظيمها في مجزوءات تستغرق كل واحدة ثلاثين ساعة، وبتخصيص مجزوءة اختيارية أو أكثر لكل دورة. وتعتبر المجزوءة وحدة برنامج مرتبطة بدورة معينة تشمل، إلى جانب التعلم، التقييم القبلي والمرحلي والنهائي لمكتسبات المتعلم. ومن حسنات تنظيم الدراسة في مجزوءات أنه يعتمد ترصيد مكتسبات المتعلم، ويحد من هدر الإمكانيات، ويسمح بمواءمة وتيرة التعلم مع مؤهلات المتعلم، ويوفر له فرص الاختيار واتخاذ القرار في مساره الدراسي وإمكانية التعلم الذاتي أو المؤطر خارج الفصل، ويشجع المدرسين على التجديد في الإنتاج المستمر للمجزوءات الاختيارية، ويفك العزلة بين المواد الدراسية وبين مدرسيه، ويمكن من ترشيد زمن التدريس، ويضع حدا للرتابة في أشغال الإدارة التربوية لمؤسسات التعليمية.
قطب التعليم الأصيل
تقديم
يمثل التعليم الأصيل، في المنظومة التعليمية والتربوية، مظهرا من مظاهر التشبث بالهوية الإسلامية والحضارية للمغرب وتشكل المواد الإسلامية واللغوية نواته المركزية، بما يجعل منه نمطا تعليميا خاصا في هيكلته وتنظيمه التربوي. وتعد عملية مراجعة المناهج التربوية فرصة حقيقية لتجديد التعليم الأصيل تنظيميا وبيداغوجيا:
- تنظيميا، بإدراجه ضمن النظام التربوي وإخضاعه، من حيث الهيكلة ونظام الدراسة، لقواعد النظام التربوي باعتباره مكونا من مكونات المنظومة التربوية، وجعله قطبا يضاهي ويكمل الأقطاب الأخرى من حيث الأدوار والوظائف والأهداف؛
- بيداغوجيا، ببناء المناهج الدراسية في التعليم الأصيل، استنادا إلى المبادئ التي تتأسس عليها عملية مراجعة البرامج والمناهج وهي المبادئ التي وردت في الوثيقة الإطار للاختيارات والتوجهات التربوية العامة.
في هذا السياق يعتبر قطب التعليم الأصيل هيكلة جديدة للتعليم الثانوي الأصيل ويتكون من ثلاث شعب: شعبة اللغة العربية؛ شعبة العلوم الشرعية؛ وشعبة التوثيق والمكتبة.
وتستمد شعبتا اللغة العربية والعلوم الشرعية مبررات إدراجهما في هذا القطب من الأهمية الخاصة للمواد الإسلامية ولمواد اللغة العربية في السلك التأهيلي الأصيل، في حين أن اقتراح شعبة التوثيق والمكتبة أتى في سياق الطموح لتجديد التعليم الأصيل، وفتح آفاق جديدة للدراسة بهذا القطب. والملاحظ في هذا التنظيم هو عدم إدراج شعبة العلوم التجريبية الأصيلة نظرا لانعدام ما يبرر استمرار هذه الشعبة بعد تعريب المواد العلمية بالتعليم الثانوي العام من جهة، ولقلة الإقبال عليها من جهة أخرى.
وقد تم تعميم الغلاف الزمني الأسبوعي بثلاثين ساعة من الدراسة على جميع شعب هذا القطب، شأنها في ذلك شأن شعب الأقطاب الأربعة الأخرى للسلك التأهيلي.
مواصفات المتعلم في نهاية السلك التأهيلي في قطب التعليم الأصيل
يستند تحديد مواصفات المتخرجين على سلم المبادئ المحددة في الوثيقة الإطار، ولخصوصية السلك التأهيلي الأصيل. وقد صنفت هذه المواصفات إلى مواصفات مرتبطة بالقيم وأخرى مرتبطة بالكفايات.
المواصفات المرتبطة بالقيم والمقاييس الاجتماعية
يمكن إجمال هذه المواصفات في جعل المتعلم:
- متشبعا بقيم الدين الإسلامي، ومعتزا بهويته الدينية والوطنية، محافظا على تراثه الحضاري، محصنا ضد كل أنواع الاستلاب الفكري؛
- منفتحا على قيم الحضارة المعاصرة في أبعادها الإنسانية؛
- ملما بقيم الحداثة والديمقراطية وحقوق الإنسان المنسجمة مع خصوصيته الدينية والوطنية والحضارية؛
- متمسكا بالسلوك الإسلامي القويم والمثل العليا المستمدة من روح الدين الإسلامي؛
المواصفات المرتبطة بالكفايات والمضامين
تتجلى هذه المواصفات في جعل المتعلم:
- ممتلكا لرصيد معرفي في مجال العلوم الشرعية واللغوية والأدبية والعلوم الإنسانية مما يؤهله لفهم وتمثل وتحليل مختلف مكونات الثقافة العربية الإسلامية؛
- ممتلكا لأدوات التعامل مع أنواع الخطاب [الشرعي، والأدبي...] وقادرا على فهم التراث العربي الإسلامي، والإنساني؛
- قادرا على معرفة ذاته المتشبعة بالقيم الإسلامية المتسامحة والقيم الحضارية، وقيم المواطنة، وحقوق الإنسان، وبلورة ذلك في علاقته مع الآخرين؛
- متمكنا من توظيف الوسائل التكنولوجية المعاصرة من أجل استدماج قيم العقيدة الإسلامية والإلمام بمكونات الثقافة العربية الإسلامية والانفتاح على مختلف الثقافات.
تنظيم الدراسة في الجذع المشترك للتعليم الأصيل
المواد عدد المجزوءات عدد الساعات
تفسير وحديث 2 60
فقه وأصول 2 60
نصوص أدبية 2 60
علوم اللغة العربية 1 30
توثيق 1 30
تاريخ وجغرافيا 2 60
لغة أجنبية أولى 2 60
رياضيات 1 30
علوم الحياة والأرض 1 30
فلسفة 1 30
لغة أجنبية ثانية 1 30
تربية بدنية 1 30
المجموع 17 510
يخص هذا الجذع التلاميذ الذين سيوجهون إلى إحدى الشعب الثلاث للتعليم الأصيل.
شعبة اللغة العربية
تقديم
تستمد هذه الشعبة مبرر إدراجها ضمن قطب التعليم الأصيل من الأهمية الخاصة لمواد اللغة العربية (علوم اللغة وعلوم البلاغة والنصوص الأدبية)، إذ لا يمكن تصور دور السلك التأهيلي الأصيل في المنظومة التربوية دون الاهتمام بعلوم اللغة من نحو وصرف وأصوات وعلوم بلاغة (البيان والمعاني والبديع)، وكذا دراسة آثار من عيون الأدب العربي، حيث يساهم تدريس هذه المواد، إلى جانب المواد الإسلامية، في تحقيق هدف ربط المتعلم بتراثه الديني واللغوي والأدبي.
ويواكب هذه المواد الإسلامية (التفسير والحديث والفقه والأصول)، والمواد الإنسانية (التاريخ والجغرافية والفلسفة والحضارة واللغات وعلوم حياة الأرض والرياضيات والإعلاميات) تحقيقا لمبدأ وحدة التكوين في السلك التأهيلي.
مواصفات المتعلم في شعبة اللغة العربية عند نهاية السلك التأهيلي
يهدف التكوين في هذه الشعبة إلى:
- تعرف المتعلم أنماط الكتابة الأدبية (نثرا وشعرا) قديمها وحديثها في تحولاتها التاريخية، وتعرف اتجاهاتها وأنماط الخطاب المؤطرة لهذه الكتابة؛
- التمكن من نسق اللغة العربية من خلال دراسة نظامها الصوتي والصرفي والنحوي والإيقاعي بالنسبة للنصوص الشعري وتوظيف المكتسبات اللغوية في مختلف الأوضاع التواصلية؛
- التمكن من الأدوات البلاغية من أجل فهم النصوص الأدبية وتأويلها؛
- الإطلاع على بعض معالم التفكير اللغوي والبلاغي إغناء لثقافة المتعلم؛
- التمكن من منهجية التحليل والقدرة على توظيف مختلف المقاربات المنهجية من أجل وصف الظواهر اللغوية والأدبية؛
- القدرة على توظيف الأدوات اللغوية والبلاغية في فهم مراد كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، وإدراك دورها في استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها؛
- التمكن من بعض جوانب العلوم الشرعية تفسيرا وحديثا وأصولا وفقها؛
- التشبع بقيم الشريعة الإسلامية (العدل والتسامح و التعاون وحب الخير للناس) وقيم حقوق الإنسان؛
- ترسيخ مبادئ العقيدة الإسلامية في جانبها العقدي؛
- اتخاذ مواقف إيجابية تجاه المحيط الاجتماعي والطبيعي والثقافي من خلال توظيف المعارف المكتسبة في إطار من التفاعل الإيجابي؛
- القدرة على متابعة الدراسات الجامعية، خاصة الدراسات اللغوية والأدبية أو الاندماج في الحياة العملية.
تنظيم الدراسة في شعبة اللغة العربية
المواد الإجبارية الدورات المجموع
د 2 د 3 د 4 د 5 د 6 مجزوءات ساعات
علوم اللغة العربية 2 2 2 2 2 10 300
نصوص أدبية 2 2 2 2 2 10 300
حديث وتفسير 2 2 2 2 2 10 300
علوم البلاغة 1 1 1 1 1 5 150
فقه وأصول 1 1 1 1 1 5 150
تاريخ وجغرافيا 1 1 1 1 1 5 150
فلسفة 1 1 1 1 1 5 150
رياضيات 1 1 1 1 1 5 150
لغة أجنبية أولى 1 1 1 1 1 5 150
لغة أجنبية ثانية 1 1 1 1 1 5 150
إعلاميات 1 1 1 1 1 5 150
تربية بدنية 1 1 1 1 1 5 150
المجموع 15 15 15 15 15 75 2250
شعبة العلوم الشرعية
تقديم
تمثل العلوم الشرعية النواة الأساسية في هذه الشعبة، وفي السلك التأهيلي الأصيل، لأنها العلوم التي تعكس هويته المتمثلة في الحفاظ على الكتاب والسنة، وإدراك مقاصد الشريعة وطرق استنباط أحكامها وفي التمكن من القواعد الشرعية واللغوية الضرورية لذلك.
ويلج هذه الشعبة المتعلمون الذين أظهروا استعدادا و رغبة في متابعة الدراسة في مجال العلوم الشرعية خاصة.
وإضافة إلى المواد الإسلامية (التفسير والحديث والفقه والأصول والتوقيت) يتلقى المتعلمون -بالاهتمام نفسه- تكوينا في مواد اللغة العربية (علوم اللغة وعلوم البلاغة والنصوص الأدبية)، كما يتلقون تكوينا في اللغات والعلوم الإنسانية والرياضيات وعلوم الحياة والأرض والإعلاميات، اعتمادا على المجزوءات نفسها المخصصة لشعبة اللغة العربية.
المستجدات في المقررات
على مستوى القيم
تعمل وحدات المواد الإسلامية على :
- ترسيخ قيم العقيدة الإسلامية، ويعكس هذا وحدات : التفسير والحديث على النصوص؛
- التشبع بقيم الشريعة الإسلامية : العدل، والتسامح، والتعاون على البر والتقوى وحب الخير للناس، وربط العلم بالعمل..، وتوضح وحدات التفسير والحديث والفقه هذه القيم؛
- اتخاذ مواقف إيجابية تجاه المحيط الاجتماعي والطبيعي (علاقة الإنسان بالكون، وعلاقة الإنسان بالإنسان، وبعض أنواع المعاملات. يمثل هذا مجزوءات في التفسير والحديث والفقه؛
- الحفاظ على الذات والبيئة، من خلال مجزوءات الأمن الصحي والاجتماعي والعلاقة بالكون…
- تحسين السلوك الاجتماعي بمعرفة ماله وما عليه…
على مستوى البناء
روعي في بناء المقررات المواد الإسلامية :
- الانسجام والتكامل، وتحقيق الوحدة، وهذا شيء جديد؛
- إبعاد التكرار داخل السلك التأهيلي، وبين السلك التأهيلي والسلك الإعدادي. وترتب عن هذا التخفيف من الكم الذي في المقررات الحالية؛
- اتخاذ الكفايات والمقاييس كمداخل لبناء هذه المقررات.
المستجدات على مستوى المضامين
- إدخال مضامين جديدة اكثر انسجاما مع التوجهات الحالية لبناء المقررات الدراسية في السلك التأهيلي (علاقة الإنسان بالكون-علاقة الإنسان بالإنسان-الروابط الاجتماعية-حماية الحقوق-الإسلام دين الاعتدال والتسامح-علاقة العلم بالعمل-العدل في الإسلام-التصنيف الإسلامي للقيم..)؛
- التقليص من المضامين النظرية البعيدة عن الواقع، والاهتمام بما هو وظيفي بساعد على الربط بالمستجدات الواقعة في بيئة المتعلم، لأجل اتخاذ موقف إيجابي منها..
مواصفات المتعلم عند نهاية السلك التأهيلي في شعبة العلوم الشرعية
يهدف التكوين في هذه الشعبة إلى:
- التمكن من بعض جوانب العلوم الشرعية؛
- القدرة على فهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهما سليما؛
- الإلمام بالضروري من الأحكام الشرعية ومقاصد الشارع منها؛
- القدرة على استكشاف أنواع المعاملات داخل المجتمع ومعرفة موقف الشرع منها؛
- التمكن من المنهج العلمي في الفهم والاستنباط والتوثيق؛
- اكتساب مهارات التعامل مع كل المسائل المتعلقة بالمواريث؛
- تعرف خصائص الكتابة الأدبية من خلال تعرف خصائصها البنائية وتعرف مقومات الاتجاهات الأدبية والخطابات النقدية؛
- التمكن من نسق اللغة العربية وتوظيف المعارف اللغوية في فهم النص القرآني وإدراك أوجه إعجازه؛
- وكذلك فهم كلام الرسول صلى الله عليه وسلم؛
- القدرة على التواصل مع الآخرين والدفاع عن الرأي الشخصي؛
- ترسيخ مبادئ العقيدة الإسلامية في جانبها العقدي؛
- التشبع بقيم الشريعة الإسلامية في تجلياتها المختلفة (العدل والتسامح والتعاون) وحقوق الإنسان؛
- اتخاذ مواقف إيجابية تجاه المحيط الاجتماعي والطبيعي والثقافي من خلال توظيف المعارف والكفايات المكتسبة في إطار من التفاعل الإيجابي؛
- القدرة على متابعة الدراسات الجامعية خاصة في مجالات الشريعة والقانون والدراسات الإسلامية أو الاندماج في الحياة العملية.
تنظيم الدراسة في شعبة العلوم الشرعية
المواد الدورات المجموع
د 2 د 3 د 4 د 5 د 6 مجزوءات ساعات
تفسير وحديث 2 2 2 2 2 10 300
فقه وأصول 2 2 2 2 2 10 300
نصوص أدبية 2 2 2 2 2 10 300
علوم اللغة والبلاغة 2 2 2 2 2 10 300
توقيت 1 1 1 1 1 5 150
تاريخ وجغرافيا 1 1 1 1 1 5 150
فلسفة 1 1 1 1 1 5 150
لغة أجنبية أولى 1 1 1 1 1 5 150
لغة أجنبية ثانية 1 1 1 1 1 5 150
رياضيات 1 1 1 1 1 5 150
تربية بدنية 1 1 1 1 1 5 150
إعلاميات 1 1 1 1 1 5 150
المجموع 16 16 16 16 16 80 2400
شعبة التوثيق والمكتبة
تقديم
يعرف المجتمع المغربي المعاصر ذو العلاقات الاجتماعية والثقافية الواسعة والمتجذرة في الحضارة الإسلامية نزوحا متزايدا نحو استخدام كل الوسائل المعاصرة لتوثيق معاملاته الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والعلمية اليومية، كما يحتاج إلى تكوين أرشيفات علمية وثقافية لما تراكم في مسيرة تاريخه الزاخر من وثائق ومخطوطات أصبحت اليوم تتطلب تقنيات حديثة في توثيقها وترسيمها وفهرستها وتصنيفها، وهذا يقتضي تكوين مهتمين بهذا المجال تتوفر فيهم شروط الإلمام بالعلوم الإسلامية واللغوية والتمكن من كل الوسائل المعاصرة من إعلاميات ووسائل سمعية بصرية وتقنيات حديثة في الترميم والتكشيف والفهرسة انطلاقا من ذلك يتم فتح شعبة التوثيق والمكتبة في قطب التعليم الأصيل ويهدف ذلك إلى :
- انفتاح التعليم الأصيل على الحياة العلمية ومد الجسور بينه وبين مختلف الشعب والأقطاب في السلك التأهيلي؛
- تمكين فئة من المتعلمين من تكوين معرفي وتطبيقي يؤهلهم لخدمة التراث الإسلامي توثيقا وتكشيفا وفهرسة؛
- تمكين المتعلمين من مهارات كتابة العقود والوثائق وصياغتها بدقة بما يخدم مجال المعاملات في مختلف القطاعات؛
- تمكين المتعلمين من التقنيات الحديثة المستخدمة في مجال التوثيق والمكتبة وخاصة الإعلاميات والوسائل السمعية البصرية.
مواصفات المتعلم عند نهاية السلك التأهيلي في شعبة التوثيق والمكتبة
يهدف التكوين في هذه الشعبة إلى جعل المتعلم قادرا على :
- أن يتعرف على مختلف المعارف الشرعية واللغوية التي تمكنه من قراءة وفهم التراث الإسلامي والتعامل مع توظيف ذلك في مجال التوثيق والمكتبة.
- أن يتوفر على قدرات معرفية نظرية وتطبيقية للتعامل مع مختلف الوثائق المرتبطة بالمعاملات الإسلامية وبمجال العناية بالتراث الإسلامي توثيقا وتكشيفا وفهرسة.
- أن يتمكن من مختلف الأدوات والوسائل التقنية الحديثة ويستخدمها في خدمة التوثيق والمكتبة.
- أن يحسن توظيف كل طرق التواصل المتاحة في نشر التراث الإسلامي والتعريف به بشكل موثق ومنظم.
تنظيم الدراسة في شعبة التوثيق والمكتبة
المواد الإجبارية الدورات المجموع
د 2 د 3 د 4 د 5 د 6 مجزوءات ساعات
تفسير وحديث 2 2 2 2 2 10 300
فقه وأصول 2 2 2 2 2 10 300
توثيق 1 1 1 1 1 5 150
لغة عربية 1 1 1 1 1 5 150
مكتبة وفهارس 1 1 1 1 1 5 150
تاريخ العلوم الإنسانية 1 1 1 1 1 5 150
فكر وحضارة إسلامية 1 1 1 1 1 5 150
تاريخ وجغرافيا 1 1 1 1 1 5 150
فلسفة 1 1 1 1 1 5 150
لغة أجنبية أولى 1 1 1 1 1 5 150
لغة أجنبية ثانية 1 1 1 1 1 5 150
إعلاميات 1 1 1 1 1 5 150
تربية بدنية 1 1 1 1 1 5 150
المجموع 15 15 15 15 15 75 2250
أقطاب التعليم العام والتكنولوجي المهني
تنظيم الدراسة في الجذع المشترك لأقطاب التعليم العام والتكنولوجي المهني
المواد عدد المجزوءات عدد الساعات
تربية إسلامية 1 30
لغة عربية وثقافة 2 60
رياضيات 2 60
علوم الحياة والأرض 1 30
علوم فيزيائية 1 30
تاريخ وجغرافيا 2 60
لغة أجنبية أولى 2 60
لغة أجنبية ثانية 1 60
فلسفة 1 30
تربية فنية 1 30
إعلاميات 1 30
تربية بدنية 1 30
المجموع 17 510
يخص هذا الجذع جميع شعب أقطاب الآداب والإنسانيات، والفنون، والعلوم، والتكنولوجيات. ويبلغ عدد شعب هذه الأقطاب أربعة عشر شعبة.
وتجدر الإشارة إلى أن الغلاف الزمني الأسبوعي للدراسة قد تم توحيده في ثلاثين ساعة في كل هذه الشعب مثل شعب قطب التعليم الأصيل.
قطب الآداب والإنسانيات
تقديم
قطب الأدب والإنسانيات مطلع بيداغوجي جديد في منهاج التربية والتكوين يهدف في السلك التأهيلي إلى إعادة بناء ما كان يعرف بالشعبة الأدبية في اتجاهين : في اتجاه إقامة علاقات تكاملية تفاعلية بين المواد التي تجمع تحت اسم “المواد الأدبية” بدلا من العلاقات التجاورية التي كانت تقوم بينها من قبل في ظل “الشعبة الأدبية”؛ وفي اتجاه توسيع مجال مفهوم الآداب ليشمل، إضافة إلى المواد التقليدية المعروفة (الأدب بالمعنى الخاص، الفلسفة، التاريخ، الجغرافية …)، مواد إما كانت غائبة، مع أنها ضرورية، مثل العلوم الإنسانية (وخاصة السوسيولوجيا)، أو كانت تشكل شعبة مستقلة (المواد الاقتصادية)، مع أنها ذات ارتباط وثيق بالمواد الأدبية، وأخيرا مواد كانت تعتبر غريبة عن المواد الأدبية مثل العلوم الدقيقة.
إعادة البناء هذه، التي يشير إليها مفهوم قطب الآداب والإنسانيات، تتيح استعادة المواد الأدبية لنبلها “وكرامتها”، والنهوض بدور تثقيفي تكويني لا يقل أهمية وجدوى من التكوين العلمي والتكنولوجي، وتضمن التخلص من النظرة الانحطاطية التي كان ينظر بها إلى الآداب والإنسانيات.
إن المواد الأدبية هي المجال الممتاز لتنمية الكفايات الاستراتيجية والتواصلية والثقافية والمنهجية:
- الأدب ينمي، من خلال علوم اللغة التي يتضمنها، القدرات الخطابية والتواصلية، وينمى من خلال المضامين الإبداعية النثرية والشعرية الحس أو الذوق الجمالي ويطبع الشخصية بطابع اللطف والتعامل المتحضر والراقي؛
- الفلسفة تنمي القدرة على التفكير الشمولي المستقل، وتحليل الواقع المعيش بالمماثلة مع تحليلات الفلاسفة لواقعهم عبر تاريخ الفلسفة، كما تعلم التفلسف عن طريق الاتصال المباشر بإنتاجات الفلاسفة الكبار ومعايشة التجارب المذهبية التي قام بها أولئك الفلاسفة؛
- التاريخ يصون وينمي ذاكرة الإنسانية التي تختزن تجارب الشعوب والأمم والحضارات، ويتيح إدراك وفهم البشرية وصيرورتها عبر الزمن إلى نقطة الحاضر، وينمى الوعي بالزمن، ويعلم التفكير في الزمن كمعنى لوجود الإنسان وكحركة وسيرورة يعطى لهما اتجاه، ويعلم الحس النسبي وحس التوقع والتبصر وروح التسامح والتواضع والانفتاح على الأخر؛
- الجغرافيا، باعتبارها موقعة الأحداث في المكان وفهمها أو إدراك التنظيم الفضائي لحياة الإنسانية على سطح الأرض، تنمي القدرة على التوجه ذهنيا في المدن وعلى تحديد مواقع الأحداث وتوزيع الثروات الطبيعية وأنظمة الإنتاج والمبادلات التجارية، وتمكن من إدراك التشابهات والاختلافات بين التنظيمات المدنية.
هناك، بالطبع، قدرات وكفايات منسجمة في كل هذه المواد ولكن المهم هو أنها مواد تتلاقى كلها حول الإنسان ومنتوجاته وأشكال حياته وتنظيماتها في الزمن والمكان، وما يطرحه وجوده من قضايا وإشكالات نظرية.
تأتي المواد المكملة على مستويين: (1) مستوى العلوم الإنسانية، وخاصة منها السوسيولوجيا والسيكولوجيا، والتي تكمل المواد الأولى في إبراز البعد الاجتماعي والفردي للإنسان، وتمكن من تفسير الظواهر الاجتماعية والفنية وفهمها، ومن ثم التعامل معها بشكل مناسب؛ (2) ومستوى العلوم الاقتصادية ( وهي أيضا علوم إنسانية، ولكن صياغتها العلمية الدقيقة المتزايد تجعلها تنزع إلى التميز عن بقية العلوم الإنسانية التي لا تزال صياغتها العلمية محدودة الدقة) التي تكمل المواد الأولى في ترسيخ تفكير على أرضية واقعية تسمح بادراك العوامل المتحكمة في الحياة السياسية والاجتماعية للمجتمع .
إذا أضفنا إلى ذلك كله اللغات الأجنبية وآدابها وبعض المواد العلمية المعاصرة المرتبطة بأحداث التطورات المعرفية والتكنولوجية الإعلامية، أمكننا القول إن قطب الآداب والإنسانيات يرقى بالمواد الأدبية وبالتكوين الأدبي إلى مستوى يستطيع فيه أن يلبي حاجات المجتمع المغربي (وخاصة من خلال شعبة اللغات والآداب وشعبة العلوم الإنسانية) إلى صنف من الأطر المبدعين والمؤهلين لأعمال ومهن تشكل مكونا أساسيا من النسيج الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي للمجتمع المغربي(الأستاذ، الأديب، الشاعر، القاضي، المحامي، المسير، المثقف، الكاتب، الإعلامي، الصحفي، الخ).
شعبة اللغات والآداب
تقديم
تم اقتراح تسمية “شعبة اللغات و الآداب” بدل “شعبة الآداب واللغات” لإبراز الأهمية التي ينبغي إيلاؤها للغات باعتبارها الأداة الأساس في التعرف على الثقافة واكتساب المعارف حول أنماطها الأدبية، وكذا نظرا لما تمليه مستجدات الحياة الاجتماعية التي أصبحت تستلزم إتقان اللغة العربية واللغات الأجنبية لتحقيق تواصل أمثل مع العالم الخارجي في مده الحضاري والعلمي، والنجاح في تسيير مختلف المرافق الحيوية من سياحة وتسيير مؤسسات وتدبير واقتصاد وإعلام وما إلى ذلك.
تهدف شعبة اللغات والآداب إلى تنمية قدرات المتعلمين اللغوية والثقافية والإجتماعية والإنسانية كما تهدف إلى إكساب المتعلمين كفايات تواصلية تمكنهم من استعمال اللغة العربية واللغات الأجنبية الأكثر نفعا وجدوى من حيث العطاء العلمي ويسر التواصل.
مواصفات المتخرج من الشعبة في نهاية السلك التأهيلي:
- التمكن من اللغة العربية والقدرة على التواصل باللغات الأجنبية كتابيا وشفهيا؛
- القدرة على توظيف هذه اللغات توظيفا سليما في مختلف الوضعيات والمجالات المشار إليها آنفا؛
- تملك رصيد معرفي ثقافي وأدبي يؤهل المتعلمين للمساهمة في النهضة الثقافية الأدبية والفنية والإبداعية داخل المجتمع؛
- اكتساب حس نقدي يمكن المتعلم من التفكير في آليات اشتغال اللغة المستعملة بهدف الإنتاج والإبداع باستعمال اللغة طبقا لمبدإ التفاعل بين الثقافات والحضارات الإنسانية.
تنظيم الدراسة في شعبة اللغات و الآداب
المواد الإجبارية الدورات المجموع
د 2 د 3 د 4 د 5 د 6 مجزوءات ساعات
لغة عربية وآدابها 2 2 2 2 2 10 300
لغة أجنبية أولى وآدابها 2 2 2 2 2 10 300
لغة أجنبية ثانية وآدابها 2 2 2 2 2 10 300
إعلاميات وتقنيات التواصل 2 2 2 2 2 10 300
تاريخ وجغرافيا 2 2 2 2 2 10 300
تربية إسلامية 2 2 2 2 2 10 300
فلسفة 2 2 2 2 2 10 300
رياضيات 1 1 1 1 1 5 150
تربية بدنية 1 1 1 1 1 5 150
المجموع 15 15 15 15 15 75 2250
شعبة العلوم الإنسانية
تقديم
أحدثت هذه الشعبة في قطب الآداب والإنسانيات لتلبية الحاجات المتجددة للمجتمع على مستوى سوق الشغل وابتكار الوسائل الجديدة للتواصل والتدبير وتبادل المعارف والمعلومات، واستجابة للتطور السوسيو اقتصادي للمجتمع الذي يتطلب خلق مهن جديدة تحتاج إلى تكوينات وتخصصات ومعارف جديدة. كما تعد هذه الشعبة المتعلمين لمتابعة الدراسة الجامعية بحيث يستأنسون مبكرا بمختلف التخصصات التي كانوا يلجونها سابقا دون إعداد كاف كشعب القانون والعلوم الاجتماعية والإنسانية.
مواصفات المتخرج من الشعبة في نهاية السلك التأهيلي
تتجلى هذه المواصفات في جعل المتعلم:
- قادرا على تحليل الأفكار والقضايا الإنسانية ونقدها وإنتاج خطابات خاصة حولها؛
- متمكنا من اتخاذ مواقف إزاء بعض القضايا الإنسانية والاجتماعية والمصيرية بالنسبة له؛
- قادرا على موضعة الظواهر الإنسانية في مختلف أبعادها الاجتماعية والتاريخية و المجالية والفكرية والقانونية؛
- متمكنا من امتلاك أدوات تحليل الواقع الاجتماعي؛
- متمكنا من اكتساب معارف متوازنة قابلة للتوظيف والاستثمار الإيجابي في مجالات الحياة والمجتمع.
تنظيم الدراسة في شعبة العلوم الإنسانية
المواد الإجبارية الدورات المجموع
د 2 د 3 د 4 د 5 د 6 مجزوءات ساعات
تاريخ وجغرافيا 2 2 2 2 2 10 300
تربية إسلامية 2 2 2 2 2 10 300
فلسفة 2 2 2 2 2 10 300
مبادئ في الاقتصاد والقانون 1 1 1 1 1 5 150
لغة عربية وآدابها 2 2 2 2 2 10 300
لغة أجنبية أولى وآدابها 2 2 2 2 2 10 300
لغة أجنبية ثانية 2 2 2 2 2 10 300
رياضيات وإحصاء 1 1 1 1 1 5 150
إعلاميات 1 1 1 1 1 5 150
تربية بدنية 1 1 1 1 1 5 150
المجموع 15 15 15 15 15 75 2250
شعبة العلوم الاقتصادية
تقديم
أعيدت هذه الشعبة من مجال التكنولوجيا إلى مجالها الطبيعي في قطب الآداب والإنسانيات لارتباطها العضوي بالعلوم الإنسانية، فهي من جهة تشترك معها في الاهتمام بالأبعاد الإنسانية، ومن جهة أخرى تنفتح على العوالم الاقتصادية. وبذلك تتألف معها وتغنيها وتوسع مساحة الانتماء المعرفي إليها.
تهدف هذه الشعبة إلى تكوين المتعلمين تكوينا اقتصاديا أوليا يجمع بين العمق الإنساني والفعالية التقنية وتؤهلهم لولوج مختلف التخصصات ذات الطابع الاقتصادي والتسيير المالي في الجامعات والمعاهد العليا المختصة أو لممارسة الحياة المهنية في قطاع الاقتصاد والمال العام والخاص.
مواصفات المتخرج من شعبة العلوم الاقتصادية
من أهم المواصفات التي تتوخاها المناهج التربوية الجديدة ما يلي:
- امتلاك تكوين اقتصادي يمكن المتعلم من المقاربة العلمية لمختلف الظواهر والمستجدات الاقتصادية وطنيا وعالميا؛
- تمكين المتعلم من معارف ومفاهيم وتكوينات اقتصادية تِؤهله للتخصص في قطاعات الإنتاج والمال والأعمال؛
- اكتساب المتعلم ثقافة مقاولاتية كفيلة بتأهيله للانخراط في الحياة العملية؛
- تمكين المتعلم من أدوات تحليل الخطاب الاقتصادي وقراءة معطياته؛
- اكتساب المتعلم أدوات التعامل مع الوثائق الاقتصادية (ميزانيات، محاسبة، فواتير، الخ).
تنظيم الدراسة في شعبة العلوم الاقتصادية
المواد الإجبارية الدورات المجموع
د 2 د 3 د 4 د 5 د 6 مجزوءات ساعات
اقتصاد عام وإحصاء 2 2 2 2 2 10 300
تاريخ وجغرافيا 2 2 2 2 2 10 300
محاسبة 1 1 1 1 1 5 150
رياضيات ورياضيات مالية 2 2 2 2 2 10 300
تربية إسلامية 2 2 2 2 2 10 300
فلسفة 2 2 2 2 2 10 300
لغة عربية وثقافة 1 1 1 1 1 5 150
لغة أجنبية أولى 1 1 1 1 1 5 150
لغة أجنبية ثانية 2 2 2 2 2 10 300
إعلاميات 1 1 1 1 1 5 150
تربية بدنية 1 1 1 1 1 5 150
المجموع 16 16 16 16 16 80 2400
قطب الفنون
تقديم
إن مشروع إحداث قطب خاص بالفنون ضمن المناهج الجديدة قد تم لعدة اعتبارات :
أولا : بدافع الوعي بأهمية الدور الذي تلعبه الفنون في التنشئة الاجتماعية والتربية على القيم الأخلاقية والجمالية بالإضافة إلى دورها في تهذيب الأذواق وتنمية مدارك المتعلمين ومهاراتهم السوسيوعاطفية ومساهمتها الفعالة في تربيتهم الحسية وتكوين شخصيتهم.
وثانيا : لاعتبار أن الفنون أصبحت تغطي جزءا لا يستهان به من الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية المهنية للمجتمعات الحديثة، الأمر الذي يفرض إعداد أطر فاعلة متوفرة على تكوين يؤهلها للمساهمة في الدينامية الاجتماعية.
وإذا كانت التربية التشكيلية قد عرفت طريقها إلى المناهج التربوية منذ مدة والتربية الموسيقية قد بدأ التحسيس بها في السلك الإعدادي. فإن التربية على ثقافة الصورة لم تدخل بعد بصفة نظامية وممنهجة إلى منظومتنا التربوية. وقد نادى ولازال ينادي المهتمون بملء هذا الفراغ، ذلك أن الثورة بمختلف تجلياتها ووسائطها اكتسحت جل الميادين الاقتصادية والثقافية فأصبحت الثقافة السمعية البصرية بصفة عامة مكونا من المكونات الأساسية للحضارة الكونية الحديثة.
وقد أثر التقدم التكنولوجي السريع في حياة الإنسان. وقد طال هذا التطور، بطبيعة الحال، الحقل الفني. فها نحن نشاهد مثلا السينما بدورها تدخل عصر الطرق السيارة للإعلام بواسطة الصور الرقمية وعرض الأفلام على شاشات القاعات بواسطة الإرسال عبر الأرقام الصناعية عوض الأشرطة وآلات العرض التقليدية. ونظرا لكل هذه العوامل والمعطيات، فإنه كان من المنطقي ربط الفنون السمعية البصرية بالحقل الذي أصبح يحتويها، ألا وهو حقل الوسائط المتعددة، وإحداث شعبة الفنون البصرية والوسائطية ضمن قطب الفنون.
كما يعتبر قطب الفنون من أهم مستجدات المناهج التربوية الجديدة في السلك التأهيلي للتعليم الثانوي. ويأتي هذا القطب استجابة للاختيارات والتوجهات التربوية العامة المعتمدة في الوثيقة الإطار التي تعتبر بمثابة أجرأة للميثاق الوطني للتربية والتكوين في مجال المناهج التربوية ومواءمتها مع البيئة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية وإنتظارات المجتمع المغربي حالا ومستقبلا. كما تتيح المناهج التربوية لقطب الفنون فرصة استخدام أبعاد للذكاء وبنيات فكرية للمتعلم لم تكن تحضى فيما قبل، بالقدر الكافي وبالتعامل المناسب، بما تستحقه من اهتمام. ويتضمن قطب الفنون ثلاث شعب هي شعبة التربية الموسيقية وشعبة الفنون التشكيلية وشعبة الفنون البصرية والوسائطية. وقد روعي في إعداد مناهج هذه الشعب في آن واحد استمرارية بناء المفاهيم المرتبطة بالتربية الفنية من بداية التعليم الابتدائي (تربية تشكيلية، تربية مسرحية، تربية موسيقية) إلى نهاية السلك الإعدادي للتعليم الثانوي والحاجات الملحة للقطاعات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في مجالي الموسيقى وتحليل الصورة واستعمالاتها، ومجالات الإبداع الأخرى التي تكاد تنعدم فيها الخبرة في بلادنا. وإذا كانت التربية الجمالية هي أهم أهداف مناهج التربية الفنية، فإن ما توفره هذه الأخيرة للمتعلم من إمكانيات منهجية ومضامين لتحليل مكونات البيئة وعلاقاتها ببعضها والمبادئ المنظمة لهذه العلاقات يجعلها داعمة للمناهج التربوية الأخرى، وضرورية لاستكمال تربية المتعلم على القيم وتنمية مختلف أصناف الكفايات لديه، وإعطائه كل ما يحتاجه للتموقع في بيئته وبالتالي القيام بالاختيارات المناسبة واتخاذ القرارات اللازمة.
ونظرا لجدة مناهج قطب الفنون ولخصوصيات التدريس والتعليم فيها، ولما يستوجبه ذلك من موارد بشرية وبنيات تحتية وتجهيزات ووسائل تعليمية ومعينات ديداكتيكية، فإن إحداث شعب هذا القطب لن يكون بالأمر السهل. لذا سيتم إرساء هذه الشعب تدريجيا، خلال العشرية الحالية، كلما توفرت مستلزماتها وشروط نجاحها مع مراعاة تكافؤ الفرص بين جهات المملكة والتوازن فيما بينها.
ويكفي إلقاء نظرة سريعة على تنظيم الدراسة في قطب الفنون في الجزء الأول من سلسلة الكتاب الأبيض وعلى برامجها للتأكد من وجود جسور بين هذا القطب والأقطاب الأربعة الأخرى، وخاصة منها قطب الآداب والإنسانيات وقطب التكنولوجيات، يمكن أن يستعملها المتعلم لتغيير التوجيه نحو قطب الفنون أو منه إلى قطب آخر.
شعبة الفنون التشكيلية
تقديم
تتمحور شعبة الفنون التشكيلية حول تكوين يقوم على التمكن من تقنيات أهم فنون الصورة وبناء ثقافة تشكيلية متنوعة. أما التكوين الخاص بالمواد التشكيلية في هذه الشعبة فيتكامل مع مواد تكوينية عامة من أجل تحقيق مهارات خاصة وكفايات ثقافية.
ويرتكز التكوين بهذه الشعبة فيما يخص المواد الأساسية على تربية الحس الفني وتنمية القدرات الإبداعية، والتحكم في التقنيات التشكيلية. وتعتبر الصورة والحجم الموضوعين الأساسين للممارسة التعليمية التعلمية في هذه الشعبة.
مواصفات المتخرج من شعبة الفنون التشكيلية في نهاية السلك التأهيلي:
تهدف الشعبة إلى تحقيق مواصفات المتخرج التالية:
- التحكم في التقنيات التشكيلية على مستوى الفضاء والحجم؛
- بلورة قدرات إبداعية تتجلى في وضع مشاريع تشكيلية وتنفيذها على نحو شخصي؛
- بلورة ذوق جمالي يظهر في قدرته على التعبير عن حكمه الجمالي؛
- الربط بين الممارسة الفنية التشكيلية وسياقاتها الثقافية.
تنظيم الدراسة في شعبة الفنون التشكيلية
المواد الإجبارية الدورات المجموع
د 2 د 3 د 4 د 5 د 6 مجزوءات ساعات
فن تشكيلي 3 3 3 3 3 15 450
تاريخ الفن 1 1 1 1 1 5 150
تربية إسلامية 1 1 1 1 1 5 150
لغة عربية وثقافة 2 2 2 2 2 10 300
فلسفة 2 2 2 2 2 10 300
إعلاميات 1 1 1 1 1 5 150
تاريخ وجغرافيا 1 1 1 1 1 5 150
لغة أجنبية أولى 1 1 1 1 1 5 150
لغة أجنبية ثانية 1 1 1 1 1 5 150
فيزياء وكيمياء 1 1 1 1 1 5 150
تربية بدنية 1 1 1 1 1 5 150
المجموع 15 15 15 15 15 75 2250
شعبة التربية الموسيقية
تقديم
يهدف إحداث شعبة التربية الموسيقية إلى إعطاء المتعلم تكوينا موسيقيا يمهد له الطريق لاحتراف الموسيقى وخاصة لامتهان تعليمها. وتهدف مواد التخصص إلى إعطاء المتعلم تكوينا موسيقيا متكاملا يشمل الجوانب التالية:
- الجانب الثقافي في مجال التخصص عن طريق دراسة تطور الموسيقي عبر التاريخ وعلاقتها بغيرها من الفنون، وارتباط هذا التطور بالتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مختلف العصور، وكذلك التعرف على كبار المؤلفين الموسيقيين وأعمالهم والإلمام بالوسائل والأساليب التي يعتمدونها في إبداعاتهم…
- الجانب التقني عن طريق دراسة قواعد اللغة الموسيقية والإلمام بالرموز والاصطلاحات التي تستخدمها والتدرب على توظيفها في تدوين الموسيقي وقراءتها، كذلك عن طريق الاستماع إلى الأعمال الموسيقية وتحليلها واكتساب القدرة على تقويمها وتكوين حكم حولها اعتمادا على معايير علمية وفنية موضوعية….
- الجانب العملي التطبيقي عن طريق تعلم العزف على آلة موسيقية ودراسة قواعد الغناء المغربي والعربي والعالمي وممارسة هذا العزف والغناء بصورة فردية وجماعية، تكوين رصيد متنوع من المعزوفات والأغاني المنتمية إلى ثقافات وعصور مختلفة …
وتفتح هذه الشعبة آفاق لمتابعة الدراسات العليا المتخصصة بالمعاهد والجامعات.
مواصفات المتخرج من شعبة التربية الموسيقية في نهاية السلك التأهيلي:
- التمكن من المبادئ الأساسية في علم الموسيقى
- امتلاك ثقافة موسيقية تمكنه من تهذيب الذوق والرقي بالحس الجمالي وتنمية روح الإيداع.
- التمكن من وسائل التعبير والتواصل مع الغير.
- اكتساب أدوات تمكن من تقويم الأعمال الموسيقية تقويما سليما والحكم عليها.
تنظيم الدراسة في شعبة التربية الموسيقية
المواد الإجبارية الدورات المجموع
د 2 د 3 د 4 د 5 د 6 مجزوءات ساعات
التكوين الموسيقي [2] 3 3 3 3 3 15 450
تاريخ الموسيقى 1 1 1 1 1 5 150
تربية إسلامية 1 1 1 1 1 5 150
لغة عربية وثقافة 2 2 2 2 2 10 300
تاريخ وجغرافيا 1 1 1 1 1 5 150
لغة أجنبية أولى 2 2 2 2 2 10 300
لغة أجنبية ثانية 1 1 1 1 1 5 150
فلسفة 2 2 2 2 2 10 300
فيزياء 1 1 1 1 1 5 150
إعلاميات 1 1 1 1 1 5 150
تربية بدنية 1 1 1 1 1 5 150
المجموع 16 16 16 16 16 80 2400
شعبة الفنون البصرية والوسائطية
تقديم
أحدثت شعبة الفنون البصرية والوسائطية انطلاقا من المكانة الكبيرة التي صارت حاليا للصورة وثقافتها. واستجابة للتطور التكنولوجي والاجتماعي والاقتصادي، أصبحت الفنون السمعية البصرية جزءا لا يتجزأ من الوسائط المعددة، وأداة لا يستغنى عنها في الطرق السيارة للإعلام.
كان من الضروري ربط السمعي البصري والوسائطي، كرافدين ومكونين أساسيين للشعبة، انطلاقا من اشتراكهما في استعمال التكنولوجيات الحديثة في معالجة الصورة وإنتاجها (الأنفوغرافيا، الصورة الرقمية، الخ).
وتهدف الشعبة، على المدى القصير والمتوسط، إعداد قدرات تستجيب مهنيا وتقنيا لتحديات التطور السريع الذي تعرفه الميادين المذكورة، إذ يمكن للمتخرجين من هذه الشعبة استكمال تكوينهم، أو ولوج ميادين العمل في مجالات مثل السينما والتليفزيون والصحافة والخدمات التواصلية والتنشيط الفني والثقافي.
مواصفات المتخرجين من شعبة الفنون البصرية:
- القدرة على التلقي والممارسة في ميدان الفنون السمعية البصرية والوسائطية وذلك بتمكين المتعلم من استيعاب آليات اشتغالها وأنواعها ووظائفها؛
- القدرة على استعمال الفكر النقدي والتحليلي إزاء المعرفة الفنية والوسائطية؛
- التمكن من الأدوات والمعارف والمهارات التي تؤهل المتعلم من الإنتاج والإبداع السمعي البصري والوسائطي.
تنظيم الدراسة في شعبة الفنون البصرية والوسائطية
المواد الإجبارية الدورات المجموع
د 2 د 3 د 4 د 5 د 6 مجزوءات ساعات
خطاب سمعي بصري 1 1 1 1 1 5 150
خطاب وسائطي 1 1 1 1 1 5 150
تاريخ الفن السينمائي 1 1 1 1 1 5 150
تقنيات سمعية بصرية 1 1 1 1 1 5 150
إعلاميات وأنفوغرافيا 1 1 1 1 1 5 150
تربية إسلامية 1 1 1 1 1 5 150
لغة عربية وثقافة 2 2 2 2 2 10 300
فلسفة 2 2 2 2 2 10 300
لغة أجنبية أولى 2 2 2 2 2 10 300
لغة أجنبية ثانية 1 1 1 1 1 5 150
تاريخ وجغرافيا 1 1 1 1 1 5 150
تربية بدنية 1 1 1 1 1 5 150
المجموع 15 15 15 15 15 75 2250
قطب العلوم
تقديم
حضيت العلوم الدقيقة والتجريبية بأهمية متزايدة منذ إعداد البرامج الأولى بعد الاستقلال، إلا أن هذه الأهمية كانت في غالب الأحيان تستمد مبرراتها من النظرة الدونية الشائعة للآداب والتكنولوجيا أكثر من المبررات الموضوعية التي ترتكز على ما يوفره تدريس وتعلم هذه العلوم من كفايات للمتعلم ومن مؤهلات لولوج عالم إنتاج المعرفة العلمية والإنتاج الاقتصادي. وقد أدت هذه الاعتبارات إلى طغيان الذاتية في العلاقة مع المعرفة بصفة عامة، وإلى أحكام مسبقة ومتسرعة تجاه مختلف حقول المعرفة أدبية كانت أم علمية أم تكنولوجية، وأحيانا إلى وضع تراتبية حتى بين العلوم. الشيء الذي أدى إلى وضعية اعتبرت فيها بعض العلوم علوم النخبة الذكية وأخرى علوم ذوي الذكاء المتوسط، والتكنولوجيات ما دون ذلك لأنها ترتكز فقط على الأعمال التطبيقية. ولعل السر في هذه الأحكام المسبقة وفي ظاهرة إخضاع حقول المعرفة إلى هذه التراتبية راجع إلى نظرية الذكاء التي كانت تقتصر على بعدين هما الذكاء اللغوي والذكاء المنطقي- الرياضي، وترسخ حصر الذكاء في هذين البعدين بظهور قياس الذكاء في بداية القرن العشرين. ومع تقدم البحث العلمي والتكنولوجي، اتضح أن للذكاء البشري أبعادا كثيرة أخرى لا تقل أهمية عن البعد اللغوي والمنطقي- الرياضي وأن التقدم التكنولوجي، خاصة في الإعلام والاتصال، أدى إلى بلورة نظرية الذكاء الاصطناعي وتنمية المجالات الافتراضية واللامادية في حقل التكنولوجيا، كما تبين أن المفهوم الضيق للعلم أصبح بحاجة إلى إعادة تعريف ليشمل مجالات في الإنسانيات.
انطلاقا من هذه الاعتبارات ومن اعتبارات أخرى لا يتسع المجال لذكرها، أصبح من الضروري تخصيص قطب خاص بالعلوم ليشمل إلى جانب العلوم الدقيقة والعلوم التجريبية علوما جديدة يفرضها التقدم العلمي والتكنولوجي من جهة، و البيئة الاقتصادية والاجتماعية المغربية من جهة أخرى. لذا تم تنظيم قطب العلوم في أربع شعب هي شعبة العلوم والرياضيات، وشعبة العلوم التجريبية، وشعبة علوم وتقنيات البيئة، وشعبة علوم الأنشطة الحركية.
وإذا كان من الضروري تعميم الشعبتين الأوليين، فإن إحداث الثالثة والرابعة سيتم بمجرد توافر الموارد والتجهيزات والوسائل التعليمية والمعينات الديداكتيكية اللازمة على أن يتم توسيع هاتين الشعبتين تدريجيا خلال العشرية الحالية لتشمل جميع جهات المملكة.
وترتكز المناهج التربوية لقطب العلوم على ما يتم بناؤه من مفاهيم علمية في التعليم الابتدائي من خلال برامج الرياضيات والنشاط العلمي بالأساس وفي السلك الإعدادي من خلال برامج الرياضيات وعلوم الحياة والأرض و العلوم الفزيائية والتربية الأسرية بصفة عامة وبرامج نفس المواد في الجذع المشترك دون إغفال ما توفره برامج المواد الأخرى من دعم من خلال تنمية مختلف أصناف الكفايات لدى المتعلم وخاصة منها الكفايات العرضانية التي تشترك في تنميتها مختلف المواد الدراسية.
وكسائر الأقطاب الخمسة، ينتظم قطب العلوم في مواد ومجزوءات تمكن في آن واحد من التأهل للمسالك العلمية المتعددة في التعليم العالي وتكوين الأطر، وللتكنولوجيات المهنية العليا ومن تغيير التوجيه من شعبة إلى أخرى داخل القطب الواحد وإلى شعب أقطاب أخرى كقطب التكنولوجيات وقطب الآداب والإنسانيات على سبيل المثال.
شعبة العلوم والرياضيات
تقديم
تمت إعادة تسمية هذه الشعبة بعد أن كانت تسمى ” علوم رياضية”. ومن أهداف هذه الشعبة:
- اكتساب المتعلم تكوينا عميقا ومتكاملا في الرياضيات مع دعم تدريس المواد العلمية والإنسانية بشكل يسمح له بإمكانية متابعة دراسته العليا في المعاهد والكليات وفي أغلب الشعب وخاصة التهيئ الجيد لدخول الأقسام التحضيرية التي تمكنه من ولوج مدارس للمهندسين ومدارس التجارة والتسيير العالمية؛
- جعل المتعلم متمكنا من خطوات المنهج العلمي مع اعتماد الاستدلال الرياضي والتحاور المبني على الاستدلال والبرهنة والمنطق والتجريد وعلى تلقي الخطاب العلمي وفهمه وتبليغه والتواصل به، وميالا إلى التقصي، ومهتما به على أساس الفضول المعرفي والحكم الموضوعي وحب العمل الجماعي. وتمكين المتعلم من الاطلاع على المستجدات ومسايرتها في مجالات العلوم والتكنولوجيات استدماج الأبعاد العلمية والتكنولوجية والاجتماعية للظواهر الطبيعية وتفسيرها.
موصفات المتخرج من الشعبة في نهاية السلك التأهيلي
تتجلى المواصفات المتوخاة من هذه الشعبة في جعل المتخرج قادرا على:
- اكتساب معارف علمية وبنيات وخوارزميات وطرائق البرهان والتجريب.
- استعمال المنهج العلمي في معالجة الظواهر وذلك بوضع الفرضيات والتحقق من صحتها تجريبيا أو نظريا ثم الانتقال إلى وضع القوانين العامة واستعمالها؛
- تطبيق المعارف والمهارات النظرية والتجريبية في مجالات مختلفة؛
- التمكن من متابعة الدراسة في أغلب الميادين العلمية أو التكنولوجية والإسهام فيها إبداعا وابتكارا؛
- التخمين العلمي وصياغة الفرضيات المحتملة لفهم الظواهر انطلاقا من النماذج العلمية والرياضية؛
- استعمال الرياضيات كمادة مجرة مستقلة وكأداة إجرائية نفعية؛
- توظيف تقنيات التجريب واستعمال المعدات التجريبية وأجهزة القياس بإتقان؛
- التواصل كتابيا وشفهيا بيسر اعتمادا على البرهنة والاستدلال؛
- تحديد المصادر واستخدامها بفعالية للحصول على المعلومات.
تنظيم الدراسة في شعبة العلوم والرياضيات
المواد الإجبارية الدورات المجموع
د 2 د 3 د 4 د 5 د 6 مجزوءات ساعات
رياضيات 3 3 3 3 3 15 450
فيزياء وكيمياء 2 2 2 2 2 10 300
إعلاميات 1 1 1 1 1 5 150
علوم الحياة والأرض 1 1 1 1 1 5 150
تربية إسلامية 1 1 1 1 1 5 150
فلسفة 1 1 1 1 1 5 150
تاريخ وجغرافيا 1 1 1 1 1 5 150
لغة عربية وثقافة 1 1 1 1 1 5 150
لغة أجنبية أولى 2 2 2 2 2 10 300
لغة أجنبية ثانية 2 2 2 2 2 10 300
تربية بدنية 1 1 1 1 1 5 150
المجموع 16 16 16 16 16 80 2400
شعبة العلوم التجريبية
تقديم
حققت المعرفة العلمية في مجال العلوم التجريبية قفزة نوعية في السنين الأخيرة بحيث أحرزت تقدما باهرا تجاوز ما حققته في باقي المجالات الأخرى. وبذلك أصبحت العلوم التجريبية تحتل موقعا متميزا في مختلف المنظومات التربوية خاصة بعد أن أصبحت قضايا الصحة والبيئة والفضاء من أولويات اهتمامات المجتمعات المعاصرة، نتيجة مستلزمات العولمة وانعكاساتها، وخاصة منها التي تروم التربية على المواطنة من خلال التربية على تحمل المسؤولية.
هكذا تحتل شعبة العلوم التجريبية موقعها المتميز في قطب العلوم، إلى جانب الشعب الأخرى التي يتكون منها هذا القطب، بحيث تمكن متعلمي العلوم من حد أدنى من المعارف العلمية والمهارات التي تؤهلهم للاندماج في محيطهم والمساهمة في الحفاظ على بيئتهم، وتطوير مجتمعهم. ويعتبر احتكاك المتعلم بواقعه عن طريق الملاحظة والتجريب والخبرة الميدانية إحدى مميزات هذه الشعبة؛ فضلا على تزويده بمعارف علمية عامة من خلال ملاحظة الظواهر وتحليلها.
من مميزات هذه الشعبة:
- النمذجة لتبسيط الظواهر المعقدة؛
- التركيز على العلوم الكيميائية والفيزيائية وعلوم الحياة والأرض كعلوم تمتاز بمناهجها الخاصة في حل المشكلات؛
- مواجهة التمثلاث التلقائية مع النماذج المصاغة علميا؛
وبالنظر إلى هذه الخصوصية التي تمتاز بها العلوم الطبيعية كعلوم تربط المتعلم بواقعه ربطا علميا تجريبيا، فإنها تحتاج إلى تزويد المتعلم بمجموعة من المعارف الداعمة المساهمة في تكوين شخصيته وتحقيق توازنها وتمكينه من تكوين نظرة شمولية عن الواقع الذي يعيشه ويلاحظه ويقيم تجاربه حوله. ومن أدوات التفكير المختلفة في القضايا الأخلاقية المرتبطة بحدود وبتطبيق العلوم، كالرياضيات والفلسفة واللغات، الخ.
وتساهم شعبة العلوم التجريبية في تنوع اختيارات متعلم قطب العلوم بحيث تؤهله لولوج الدراسات العليا في تخصصات علمية ذات الارتباط المباشر بالعلوم التجريبية كالطب والصيدلة والعلوم البيئية والهندسة الزراعية وغيرها من التخصصات سواء تلك المرتبطة عضويا بالشعبة أو التي لها علاقة بالشعب العلمية الأخرى بفضل ما يتيحه المكون الاختياري من إمكانيات التقوية والدعم في مختلف المجزوءات التي تمكن من ربط الجسور بين الشعب.
مواصفات المتخرج من الشعبة في نهاية السلك التأهيلي
يمكن إجمال المواصفات المتوخاة عند التخرج من هذه الشعبة في جعل المتخرج قادرا على:
- اكتساب المتعلم تكوينا متكاملا ومتوازنا في المواد الأساسية بشكل يسمح له بمتابعة دراسته العليا في أكبر عدد من المعاهد والكليات وفي شعب مختلفة بالإضافة إلى إمكانية ولوجه إلى الأقسام التحضيرية؛
- تدريب المتعلم على خطوات المنهج العلمي من خلال اعتماد الاستدلال العلمي المناسب واستعمال المنهج الافتراضي الاستنتاجي وتكييفه حسب معطيات وطبيعة الإشكالية المطروحة؛
- تمكين المتعلم من الاطلاع على المستجدات ومسايرتها في مجالات العلوم والتكنولوجيات؛
- تنمية القدرة على التواصل بمختلف أشكاله.
تنظيم الدراسة في شعبة العلوم التجريبية
المواد الإجبارية الدورات المجموع
د 2 د 3 د 4 د 5 د 6 مجزوءات ساعات
علوم الحياة والأرض 2 2 2 2 2 10 300
علوم فيزيائية 2 2 2 2 2 10 300
رياضيات 2 2 2 2 2 10 300
إعلاميات 1 1 1 1 1 5 150
تربية إسلامية 1 1 1 1 1 5 150
لغة عربية وثقافة 1 1 1 1 1 5 150
تاريخ وجغرافيا 1 1 1 1 1 5 150
فلسفة 1 1 1 1 1 5 150
لغة أجنبية أولى 2 2 2 2 2 10 300
لغة أجنبية ثانية 2 2 2 2 2 10 300
تربية بدنية 1 1 1 1 1 5 150
المجموع 16 16 16 16 16 80 2400
شعبة علوم الأنشطة الحركية
تقديم
تم إدماج هذه الشعبة في قطب العلوم نظرا لما تجده الأنشطة الحركية حسب نوعيتها وخصوصيتها من تفسيرات علمية وتجريبية. كما أن هذه الشعبة تقدم منظورا جديدا ومغايرا لما هو موجود حاليا والمتمثل في أقسام شعبة التربية البدنية وثانويات الرياضيين، حيث أن هذه الشعبة الجديدة ستمكن المتعلمين من الحصول على بكالوريا متخصصة في مجال الأنشطة الحركية خلافا لما هو عليه الحال بالنسبة للمتعلمين الذين يلجون شعبة التربية البدنية أو ثانويات الرياضيين والذين يحصلون على بكالوريا إما أدبية أو علمية دون الإشارة لتخصصهم، بالإضافة إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه هذه الشعبة في مساعدة المتعلمين على ولوج المعاهد العليا العلمية كباقي زملائهم في الشعب الأخرى التابعة لهذا القطب.
وتكتسي شعبة علوم الأنشطة الحركية أهمية قصوى نظرا لحاجات المجتمع المتزايدة لعدد هائل من الأطر المختصة والفاعلين والمتدخلين في ميادين كثيرة نذكر منها: الأنشطة الحركية والرياضة؛ التأطير والتنشيط الرياضي؛ الطب الرياضي؛ الأنشطة الحركية الخاصة بالإعاقة والشيخوخة؛ التسيير والتدبير الرياضي؛ الصحة (Paramédical)؛ الصحافة الرياضية.
كما أن هذه الشعبة ستجد مكانتها وآفاقها العلمية بإحداث معاهد وكليات متخصصة في مجال الأنشطة الحركية والرياضية حتى تساهم في تطور المستوى الاجتماعي والاقتصادي للبلاد. وينسجم كذلك وجود هذه الشعبة مع الشعب الأخرى داخل القطب لأنها تساهم كمثيلاتها إسهاما وافرا في: دراسة الأنشطة الحركية بمنظور علمي؛ صقل المواهب الفيزيولوجية والعلمية؛ إغناء الحقل العلمي والتجارب العلمية؛ تلبية حاجات المجتمع المتجددة.
ولفهم العناصر المكونة لهذه المادة، تم تقسيم تدريسها إلى ثلاثة مجالات.
المجال الأول:
يشمل مواد مرتبطة ارتباطا وطيدا بالأنشطة الحركية، وهي مواد نظرية وميدانية تطبيقية، تمكن المتعلمين من اكتساب معارف وكفايات متنوعة تؤهلهم لولوج المدارس و المعاهد العليا والكليات داخل المغرب أو خارجه.
المجال الثاني:
يشمل مواد ذات الصلة بالشعبة وتهدف إلى اكتساب المتعلمين معارف علمية وفهم مجالات تدخل الأنشطة الحركية والرياضية، إضافة إلى فتح آفاق الدراسات العليا على غرار الشعب العلمية.
المجال الثالث:
ويشمل مواد مرتبطة بالتكوين العام للمتعلمين في اللغات والتربية الإسلامية والإعلاميات.
مواصفات المتخرج من شعبة العلوم الحركية في نهاية السلك التأهيلي
من أهم المواصفات المراد توفرها في المتخرج من هذه الشعبة:
مواصفات المتعلم المرتبطة بالقيم والمقاييس الاجتماعية
- التشبع بحب المعرفة وطلب العلم والبحث والاكتشاف؛
- القدرة على مسايرة المستجدات في مجالات العلوم والتكنولوجيات والمعارف الإنسانية واستثمار المكتسب منها في خدمة ذاته ومجتمعه؛
مواصفات مرتبطة بالكفايات والمضامين
- التمكن من القدرة على البرهان والتواصل والتعبير وتنظيم العمل والبحث المنهجي.
- القدرة على التعلم الذاتي والتكيف مع المتغيرات والمستجدات وملاءمتها مع حاجاته وحاجات المجتمع.
- الإلمام بالأخلاقيات المرتبطة بالتطور المعرفي وبقيم المواطنة وحقوق الإنسان في أبعادها الخصوصية والكونية.
الكفايات الخاصة بشعبة علوم الأنشطة الحركية في السلك التأهيلي:
- التمكن من معارف علمية وعملية مرتبطة بممارسة الأنشطة البدنية والرياضة وكيفية تدبيرها وتوظيفها وتنظيمها.
- التمكن من التقنيات المرتبطة بالأنشطة البدنية الرياضية المكتسبة للإبداع والتفوق وإيجاد الحلول المناسبة في مختلف الوضعيات.
- التمكن من تقنيات ومرجعيات التواصل وتوظيفها لإثبات الذات وتحقيق التفاعل الإيجابي مع الآخر في مختلف الوضعيات الرياضية.
- التمكن من توظيف آليات تحليل وتقويم ممارسة الأنشطة الحركية والرياضية علميا وتعديل مسارها داخل مشروع فردي وجماعي.
- التمكن من استعمال الوسائل التكنولوجية لاكتشاف واستيعاب المعارف المرتبطة بحقل الأنشطة البدنية والرياضية.
تنظيم الدراسة في شعبة علوم الأنشطة الحركية
المواد الإجبارية الدورات المجموع
د 2 د 3 د 4 د 5 د 6 مجزوءات ساعات
تخصص نشاط حركي 2 2 2 2 2 10 300
أنشطة حركية وتقنياتها 2 2 2 2 2 10 300
علوم بيولوجية 2 2 2 2 2 10 300
فيزياء وكيمياء 1 1 1 1 1 5 150
رياضيات 1 1 1 1 1 5 150
تربية إسلامية 1 1 1 1 1 5 150
لغة عربية وثقافة 1 1 1 1 1 5 150
تاريخ وجغرافيا 1 1 1 1 1 5 150
فلسفة 1 1 1 1 1 5 150
لغة أجنبية أولى 1 1 1 1 1 5 150
لغة أجنبية ثانية 1 1 1 1 1 5 150
إعلاميات 1 1 1 1 1 5 150
المجموع 15 15 15 15 15 75 2250
شعبة علوم وتقنيات البيئة
تقديم
تشكل قضايا البيئة إحدى الاهتمامات الأساسية في الوقت الراهن بالنسبة لجميع المتدخلين. وقد جاء إحداث هذه الشعبة ضمن قطب العلوم بالسلك التأهيلي استجابة لهذا المطلب للتحسيس بالإشكالية البيئية في مختلف أبعادها العلمية والتطبيقية والاقتصادية والتربوية والسياسية الخ. وقد بنيت المواد المكونة لهذه الشعبة بناء متنوعا ومتكاملا ومتداخلا للربط بين مختلف العلوم التي يستدعيها تعدد جوانب قضايا البيئة، كالعلوم الطبيعية والفيزيائية والصناعية والاقتصادية والهندسية والإنسانية والجغرافية، إلخ. تم بناء مكونات هذه الشعبة بناء يستجيب للتكامل المنشود، كتضمين مادة التكنولوجيات لتكنولوجيات بيئية (تكنولوجيات إحيائية، بدائل تكنولوجية حديثة ونظيفة…) ومكونات الجغرافية الطبيعية (المناخ، الغطاء النباتي، التربة، الماء…) في مادة الجغرافية؛ دون أن تتداخل هذه القضايا مع مضامين علوم الحياة والأرض. وتضمين مبادئ قانون البيئة في مادة “مبادئ في القانون والاقتصاد”، مع التركيز على دمج قضايا البيئة ضمن المشاريع الشخصية للمتعلم. أما الجانب التقني في هذه الشعبة فيشمل الأبعاد الإجرائية والعملية التي تساعد المتعلم على معرفة الظواهر البيئية وفهمها وتفسيرها ومراقبتها وتتبع سيرورة حدوثها وتطورها وما تطرحه من قضايا علمية واجتماعية وأخلاقية. ويعتمد في هذا الجانب على مجموعة من الأدوات العملية أهمها:
- التقنيات الميدانية، كالملاحظة وإحصاء مجموعة من العينات والأنواع وتوزيعها إلى فئات ومجالات؛
- التقنيات المخبرية وخاصة التجارب التي تقام على الكائنات الحية أو على عينات وعوامل طبيعية أو التحاليل والتجارب الكيميائية والفيزيائية؛ والزيارات المنظمة لمنشآت مدنية واقتصادية كمحطات التصفية والمعالجة (الماء، النفايات..) والمعامل والمخابر والمؤسسات المختصة العمومية منها والخاصة.
مواصفات المتخرج من شعبة علوم وتقنيات البيئة في نهاية السلك التأهيلي
تتوخى هذه الشعبة ما يلي:
- إعطاء المتعلم فكرة عامة وصورة واضحة وشاملة عن البيئة ومكوناتها وعن الأخطار التي تهددها؛
- إسهام المتعلم في التدبير المعقلن للموارد الطبيعية؛
- تمكين المتعلم من اتخاذ مواقف سليمة ومسؤولة اتجاه القضايا البيئية ونشر الوعي البيئي في وسطه ومحيطه المحلي والجهوي والوطني والكوني؛
- تمكين المتعلم من متابعة دراسته في المؤسسات العليا والمختلفة أو ولوج الحياة العملية.
تنظيم الدراسة في شعبة علوم وتقنيات البيئة
المواد الإجبارية الدورات المجموع
د 2 د 3 د 4 د 5 د 6 مجزوءات ساعات
علوم الحياة والأرض 2 2 2 2 2 10 300
فيزياء وكيمياء 2 2 2 2 2 10 300
رياضيات 2 2 2 2 2 10 300
تكنولوجيات وإعلاميات 2 2 1 1 1 7 210
تربية إسلامية 1 1 1 1 1 5 150
هندسة الخطط الصناعية 1 1 2 2 2 8 240
لغة عربية وثقافة 1 1 1 1 1 5 150
تاريخ وجغرافيا 1 1 1 1 1 5 150
فلسفة 1 1 1 1 1 5 150
لغة أجنبية أولى 1 1 1 1 1 5 150
لغة أجنبية ثانية 1 1 1 1 1 5 150
تربية بدنية 1 1 1 1 1 5 150
المجموع 16 16 16 16 16 80 2400
قطب التكنولوجيات
تقديم
مراعاة للتوازن اللازم معاينته على صعيد النسيج السوسيو-اقتصادي الوطني من حيث تنوع بنياته، اهتم الميثاق الوطني للتربية والتكوين بتنمية الرأسمال البشري في المجال التكنولوجي. وتبلور هذا الاهتمام في تحديد نسب توزيع التلاميذ بين مختلف التخصصات بالسلك التأهيلي، ومد الجسور بين المدرسة والتكوين المهني والمقاولة؛
وانخراطا في المنحى الذي أخذه التطور التكنولوجي في مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والصناعية؛
ونظرا لما تلعبه التكنولوجيات الجديدة للإعلام والتواصل في بلورة أسس جديدة للتعامل وإدراك المحيط في مفهومه الواسع؛
وبما أن السلك التأهيلي يجسد المرحلة النهائية لسيرورة تعليمية تؤهل لولوج مؤسسات التعليم العالي أساسا أو لولوج سوق الشغل إما مباشرة أو بعد تأهيل مهني قصير المدى؛
كان لابد من التفكير في إحداث قطب خاص بالتكنولوجيات بالسلك التأهيلي إلى جانب الأقطاب الأخرى، يتوق تلبية حاجة المجتمع من الأطر في مختلف مجالات النشاط التجاري والخدماتي والصناعي.
وتلافيا للتخصص الدقيق المبكر، تم تنظيم قطب التكنولوجيات في أربعة شعب تغطي مجالات كبرى ثلاث منها صناعية وهي الهندسة الكهربائية والهندسة الميكانيكية والهندسة الكيميائية وواحدة في مجال التدبير وهي هندسة التدبير المحاسباتي. وبهذه الطريقة تم تأجيل التخصص الدقيق إلى ما بعد البكالوريا في مؤسسات التعليم العالي أو مؤسسات تكوين الأطر أو في التكوينات المتخصصة داخل الثانويات.
وقد تم بناء برامج مختلف المواد الدراسية بشعب قطب التكنولوجيات بانسجام تام مع ما جاء في الوثيقة الإطار من اختيارات وتوجهات تربوية في مجالات التربية على القيم وتنمية الكفايات والتربية على الاختيار، وكذلك في مجال التنظيم المادي للدراسة.
كما تم التركيز، عند إعداد مختلف المجزوءات، على دعم توظيف واستثمار الأداة الإعلاميائية في كل مواد التخصص لمسايرة التقدم التكنولوجي.
ولعل ما يجب التسطير عليه هنا يتجلى في إدراج مادتي الفلسفة والتاريخ والجغرافيا بالسلك التأهيلي في كل شعب قطب التكنولوجيات لما لها من أهمية في التربية على القيم ولكونها تتميز بتنمية بعض الكفايات والتربية على الاختيار واتخاذ القرار.
كما تم العمل على موازاة الرياضيات والفيزياء بين قطبي التكنولوجيات والعلوم توخيا لإرساء الجسور بين مختلف الشعب والأقطاب والتي من شأنها إتاحة الفرصة لكل تلميذ يرغب في تعديل توجيهه ليلائم مؤهلاته وميولاته مع متطلبات كل شعبة، الشيء الذي سيمكن من الرفع من الحافزية للدراسة وبالتالي من التقليص من نسبة الهدر.
وإذا كان كل ما تم الحديث عنه يندرج ضمن المكون الإجباري الكفيل بضمان تكوين أساسي متين، فإن دعم تفتح شخصية التلميذ عبر تنمية وتنويع رصيده المعرفي والثقافي وتلبية ميولاته الفنية والرياضية ، استدعى إعداد مجموعة من المجزوءات تنتظم في المكون الاختياري.
وقد تم إرجاء العمل في شعب البكالوريا المهنية إلى أن تنتهي دراسة جدواها.
شعبة التدبير المحاسباتي
تقديم
يهدف التكوين في شعبة هندسة التدبير المحاسباتي تحقيق ما يلي:
- إعداد المتعلمين لمتابعة الدراسات العليا (المدارس العليا للتجارة والتسيير، إدارة المقاولات، كليات الحقوق والعلوم الاقتصادية والعلوم الاجتماعية، والأقسام التحضيرية، الخ)؛
- تمكين الخريجين من ولوج الحياة العملية.
مواصفات المتخرجين من هذه الشعبة :
- إمكانية متابعة الدراسات العليا (المدارس العليا للتجارة والتسيير وإدارة المقاولات، كليات الحقوق والعلوم الاقتصادية والاجتماعية، الأقسام التحضيرية…) ؛
- الاندماج بسهولة في الحياة العملية للمقاولة مع فهم محيطها القانوني والاقتصادي وإمكانية التموقع داخل هذا المحيط ؛
- اتخاذ المبادرة والتحلي بروح المسؤولية والاستقلالية في تدبير أي مرفق من مرافق المقاولة ؛
- القيام بعمل منهجي في تنفيذ المهام الموكولة داخل المقاولة في إطار استقلالية بناءة منسجمة مع أهداف ومشروع المقاولة ؛
- إمكانية الانسجام داخل مجموعة عمل والقيام بعمل جماعي داخل المقاولة ؛
- الإبداع في العمل والتحلي بروح التقصي ؛
- اللجوء إلى الإدارة الإعلاميائية وتوظيفها بطريقة ملائمة ؛
- توظيف التقنيات الأساسية للتسيير والتواصل.
تنظيم الدراسة في شعبة هندسة التدبير المحاسباتي
المواد الإجبارية الدورات المجموع
د 2 د 3 د 4 د 5 د 6 مجزوءات ساعات
المحاسبة 2 2 2 2 2 10 300
تنظيم إداري للمقاولة 2 2 2 2 2 10 300
اقتصاد المقاولة 1 1 1 1 1 5 150
رياضيات مالية وإحصاء 1 1 1 1 1 5 150
قانون 1 1 1 1 1 5 150
إعلاميات التدبير 1 1 1 1 1 5 150
أشغال تطبيقية 1 1 1 1 1 5 150
رياضيات 1 1 1 1 1 5 150
لغة عربية وثقافة 1 1 1 1 1 5 150
تاريخ وجغرافيا 1 1 1 1 1 5 150
تربية إسلامية 1 1 1 1 1 5 150
فلسفة 1 1 1 1 1 5 150
لغة أجنبية أولى 1 1 1 1 1 5 150
لغة أجنبية ثانية 1 1 1 1 1 5 150
تربية بدنية 1 1 1 1 1 5 150
المجموع 17 17 17 17 17 85 2550
شعبة الهندسة الكهربائية
تقديم
يتلقى المتعلم الممدرس بشعبة الهندسة الكهربائية باعتبارها فرعا من قطب التكنولوجيات تعليماً عاماً متوازناً وتكوينا مميزاً في المجال الواسع للكهرباء يؤهلانه لمواصلة تعليمه لما بعد البكالوريا سواء القصير أو الطويل المدى.
يتأسس التكوين بهذه الشعبة على تنوع المواد الدراسية التي لها علاقة بمجال الكهرباء بالنظر للتفريع الواسع الذي تعرفه التخصصات المتاحة على مستوى التعليم العالي. كما أنها تعتمد التناسق والتكامل بين المواد الدراسية المميزة كالكهرباء والإلكترونيك والآليات والإعلاميات الدقيقة والإعلاميات الصناعية. كل هذا يجعل من شعبة الهندسة الكهربائية شعبة المستقبل إذا ما اعتبرنا، من جهة القدرات التكنولوجية التي تنميها لدى المتعلم، ومن جهة أخرى القدرات المشتركة مع باقي الشعب المكونة للسلك التأهيلي. إن القدرات التكنولوجية حددت في تناسق مع التطور الذي تعرفه التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال وذلك بفضل المواد التكنولوجية.
إن التوجيه لشعبة الهندسة الكهربائية في نهاية الجذع المشترك تعتمد بالتأكيد على ميولات المتعلم ولكن كذلك وبالأساس على قدرته على متابعة الدراسة العليا بيسر. لذا، يجب أن يتوفر في كل متعلم عبر عن رغبته في التوجيه نحو شعبة الهندسة الكهربائية قدر معين من الكفايات الأساسية في الرياضيات والعلوم الفيزيائية واللغات وقابلية تطويرها في المستوى الموالي وما بعده.
مواصفات المتخرج من شعبة الهندسة الكهربائية في نهاية السلك التأهيلي
يجب على حامل البكالوريا في الهندسة الكهربائية أن يكون قادرا على:
- تحليل التنظيم الهيكلي والوظيفي لنظام متعدد التكنولوجيات؛
- اقتراح الحلول التكنولوجية الملائمة الكفيلة بإنجاز تجهيزات وتركيبات كهربائية؛
- توظيف الأداة الرياضية والمعلوماتية في البحث عن الحلول التكنولوجية وتطويرها؛
- توظيف القوانين الفيزيائية لانتقاء انسب الحلول التكنولوجية؛
- التواصل مع محيطه المباشر ومع المختصين في المجالات الموازية؛
- الاندماج ضمن مجموعة عمل؛
- استثمار معارفه في المحافظة على البيئة.
تنظيم الدراسة في شعبة الهندسة الكهربائية
المواد الإجبارية الدورات المجموع
د 2 د 3 د 4 د 5 د 6 مجزوءات ساعات
دراسة النظم 1 1 2 2 2 8 240
فيزياء مختصة 2 2 1 0 0 8 210
رياضيات 2 2 2 2 2 10 300
فيزياء وكيمياء 1 1 1 1 1 5 150
بناء ميكانيكي 1 1 1 1 1 5 150
أشغال المختبر والمصنع 1 1 1 1 1 5 150
تربية إسلامية 1 1 1 1 1 5 150
لغة عربية وثقافة 1 1 1 1 1 5 150
تاريخ وجغرافيا 1 1 1 1 1 5 150
فلسفة 1 1 1 1 1 5 150
لغة أجنبية أولى 1 1 1 1 1 5 150
لغة أجنبية ثانية 1 1 1 1 1 5 150
إعلاميات 1 1 1 1 1 5 150
تربية بدنية 1 1 1 1 1 5 150
المجموع 16 16 16 16 16 80 2400
شعبة الهندسة الميكانيكية
تقديم
تتأسس شعبة الهندسة الميكانيكية باعتبارها فرعا من فروع قطب التكنولوجيات على تعليم علمي وتكنولوجي يؤهل المتعلم لمتابعة الدراسة العليا في المؤسسات المختصة ذات السلك القصير أو الطويل المدى. وتتصف برامج المواد المميزة باعتماد منهجية توظف الأداة المعلوماتية وتهدف إلى تدعيم إدراك المجرد من خلال التجريب الفعلي أو المحاكاة الإعلاميائية.
كل هذا يجعل من شعبة الهندسة الميكانيكية شعبة المستقبل إذا ما اعتبرنا، من جهة القدرات التكنولوجية التي تنميها لدى المتعلم، ومن جهة أخرى القدرات المشتركة مع باقي الشعب المكونة للسلك التأهيلي. إن القدرات التكنولوجية تتجلى على سبيل المثال، في القدرة على توظيف الأداة المعلوماتية في مجال الابتكار واعتماد الآليات في إنجاز المنتوج الصناعي الشيء الذي يتأتى تحقيقه من خلال مختلف المواد التكنولوجية.
يعتمد بالتأكيد التوجيه نحو شعبة الهندسة الميكانيكية في نهاية الجذع المشترك على ميولات المتعلم ولكن كذلك وبالأساس على قدرته على متابعة الدراسة العليا بيسر. وهكذا، يجب أن يتوفر في كل متعلم عبر عن رغبته في التوجيه نحو شعبة الهندسة الميكانيكية قدر معين من الكفايات الأساسية في الرياضيات والعلوم الفيزيائية واللغات وقابلية تطويرها في المستوى الموالي وما بعده.
مواصفات المتخرج من شعبة الهندسة الميكانيكية في نهاية السلك التأهيلي:
يجب على حامل البكالوريا في الهندسة الميكانيكية أن يكون قادرا على:
- استعمال الأدوات المنهجية في ابتكار وإنجاز وتأهيل منتوج صناعي؛
- إيجاد حلول تكنولوجية تنافسية تحترم مقاييس ومعايير الجودة؛
- إدراك مدى التغييرات التكنولوجية التي يعرفها مجال الصناعة الميكانيكية؛
- التواصل مع محيطه المباشر ومع المختصين في المجالات الموازية؛
- الاندماج ضمن مجموعة عمل؛
- تحرير التقارير الخاصة بالأشغال؛
- استثمار معارفه في المحافظة على البيئة.
تنظيم الدراسة في شعبة الهندسة الميكانيكية
المواد الإجبارية الدورات المجموع
د 2 د 3 د 4 د 5 د 6 مجزوءات ساعات
تصور المنتوج 2 2 2 2 2 10 300
إعداد وتأهيل الإنتاج 2 2 2 2 2 10 300
رياضيات 2 2 2 2 2 10 300
تحديد المنتوج 2 2 1 2 1 8 240
تنفيذ الإنتاج 1 1 2 1 2 7 210
فيزياء وكيمياء 1 1 1 1 1 5 150
تربية إسلامية 1 1 1 1 1 5 150
لغة عربية وثقافة 1 1 1 1 1 5 150
تاريخ وجغرافيا 1 1 1 1 1 5 150
فلسفة 1 1 1 1 1 5 150
لغة أجنبية أولى 1 1 1 1 1 5 150
لغة أجنبية ثانية 1 1 1 1 1 5 150
تربية بدنية 1 1 1 1 1 5 150
المجموع 17 17 17 17 17 85 2550
شعبة الهندسة الكيميائية
تقديم
يعتمد التكوين بشعبة الهندسة الكيمائية، أحد فروع قطب التكنولوجيات، على تعليم علمي وتكنولوجي مختبري يؤهل المتعلم لمتابعة الدراسة العليا بمؤسسات التعليم العالي المتخصص القصير أو الطويل المدى.
ويشمل التكوين بهذه الشعبة الأنشطة المخبرية من تجريب وتحليل وتركيب. وتتصف مقررات المواد المميزة بتوظيف الأشغال التطبيقية بالمختبر كوسيلة لتنمية الكفايات التكنولوجية ودعم التحصيل النظري.
كل هذا يجعل من شعبة الهندسة الكيميائية شعبة المستقبل إذا ما اعتبرنا، من جهة القدرات التكنولوجية التي تنمى لدى المتعلم، ومن جهة أخرى القدرات المشتركة مع باقي الشعب المكونة للسلك التأهيلي. إن الكفايات التكنولوجية، التي تشمل تقنيات المختبر والتي تنبني بدورها على توظيف الأداة الإعلاميائية في التحليل وتأويل النتائج، تؤهل التلاميذ للقيام بأنشطة على مستوى المختبر لها علاقة بالصناعات الكيميائية وشبه الكيميائية وفي مجالات الصناعات الغذائية والصيدلة والجلد والنسيج.
إن التوجيه لشعبة الهندسة الكيميائية في نهاية الجذع المشترك تعتمد بالتأكيد على ميولات المتعلم ولكن كذلك وبالأساس قدرته على متابعة الدراسة العليا بيسر في الأقسام التحضيرية، وأقسام شهادة التقني العليا، والمدارس العليا التكنولوجية، وكليات العلوم والتقنيات والمعاهد العليا. وهكذا، يجب أن تتوفر في كل متعلم عبر عن رغبته في التوجيه لشعبة الهندسة الكيميائية قدر معين من الكفايات الأساسية في الرياضيات والعلوم الفيزيائية واللغات وقابلية تطويرها.
مواصفات المتخرج من شعبة الهندسة الكيمائية في نهاية السلك التأهيلي:
يتصف المتخرج من هذه الشعبة بكونه :
- مكتسبا معارف ومهارات في مجالات الكيمياء العامة والمعدنية والعضوية والفيزياء تجعله قادرا على:
• فهم وتحليل سيرورات العمليات الفيزيو كيميائية؛
• إنجاز تحاليل للمواد المعدنية والعضوية؛
• استعمال مختلف طرق المعايرة وآليات القياس؛
• توظيف تقنيات المختبر لإنجاز مراحل التصنيع العضوي؛
• تحليل وثائق واستثمار قياسات وإعداد تقارير.
- متحكما في المعارف الأساسية لتكنولوجيا الهندسة الكيميائية والرسم التخطيطي تمكنه من:
• استعمال رموز ومعارف مكتسبة حول وسائل المراقبة والضبط لتدبير عمليات وطرائق الصناعات الكيميائية؛
• فهم نظم التكنولوجيا الكيميائية والقيام بدراسة نظرية لطرائق التصنيع الكيميائية؛
• التواصل مع محيطه المباشر ومع المختصين في المجالات الوموازية.
- ملما بقواعد الضمان والسلامة بالمختبر وقادرا على
• التدخل عند الحاجة أثناء الاشتغال على المواد الكيميائية الخطيرة؛
• استثمار معارفه في المحافظة على البيئة.
- قادرا على اكتساب معارف مختلفة باعتماده على تعلمه الاتي، مستعملا في لك التكنولوجيات الحديثة للإعلام والتواصل.
تنظيم الدراسة في شعبة الهندسة الكيميائية
المواد الإجبارية الدورات المجموع
د 2 د 3 د 4 د 5 د 6 مجزوءات ساعات
كيمياء 2 2 2 2 2 10 300
فيزياء 1 1 1 1 1 5 150
تكنولوجيا ورسم تخطيطي 2 2 2 2 2 10 300
رياضيات 2 2 2 2 2 10 300
تقنيات المختبر 1 1 1 2 2 7 210
تربية إسلامية 1 1 1 1 1 5 150
إعلاميات 1 1 1 0 0 3 90
لغة عربية وثقافة 1 1 1 1 1 5 150
تاريخ وجغرافيا 1 1 1 1 1 5 150
فلسفة 1 1 1 1 1 5 150
لغة أجنبية أولى 1 1 1 1 1 5 150
لغة أجنبية ثانية 1 1 1 1 1 5 150
تربية بدنية 1 1 1 1 1 5 150
المجموع 16 16 16 16 16 80 2400
خاتمة
بهذا الجزء الأول من سلسلة أجزاء الكتاب الأبيض تكون لجان مراجعة المناهج التربوية، سواء منها لجنة الاختيارات والتوجهات التربوية أو اللجنة التي اصطلح على تسميتها باللجنة البيسلكية متعددة التخصصات أو المجموعات الجهوية المتخصصة، قد وضعت إطارا يقدم، من جهة، عناصر الفلسفة التربوية التي تستجيب لما جاء في الميثاق الوطني للتربية والتكوين وتتجاوز أفق العشرية الذي حدده، ومن جهة أخرى، عناصر لتخطيط التربية وفق هذه الفلسفة.
وقد خصصت لجنة الاختيارات والتوجهات التربوية 13 جلسة عمل لتحديد الجوانب المتعلقة بفلسفة التربية، واللجنة البيسلكية متعددة التخصصات حوالي ثلاثة أسابيع من العمل الجماعي المكثف لوضع الأسس اللازمة لتخطيط التربية وفق هذه الفلسفة قبل الشروع في بلورتها في مناهج المواد الدراسية من بداية أبريل 2001 إلى منتصف أكتوبر 2001. وقد أخضعت أعمال مختلف اللجان لاستشارة واسعة على المستوى الوطني وعلى مستوى الجهات بلغ العدد الإجمالي للمدعوين إليها حولي خمسة آلاف مشارك. كما مكنت هذه الاستشارات من تدقيق المناهج التربوية لمختلف المواد الدراسية وتحسين مواءمتها مع منتظرات المجتمع المغربي حالا ومستقبلا كما عبر عنها المشاركون في مختلف الاستشارات.
وستخصص الأجزاء السبعة الموالية لتقديم هذه المناهج: الجزء الثاني لتقديم المناهج التربوية للتعليم الابتدائي بما فيه ما يسمى حاليا بالتعليم الأولي؛ الجزء الثالث لتقديم مناهج السلك الإعدادي من التعليم الثانوي؛ والأجزاء من الرابع إلى الثامن لتقديم المناهج التربوية للأقطاب الخمسة للسلك الثانوي التأهيلي على حدة.
________________________________________


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.